الشأن السوري

” معركة مهين ” أهميتها واهداف تنظيم الدولة البعيدة منها

 بقلم العميد المجاز احمد شرّوف
مهين بلدة في محافظة حمص تبعد عن مركز مدينة حمص ما يقارب 85 كم في الريف الشرقي ويحدها من الشرق بلدة القريتين ومن الغرب بلدة صدد ومن الشمال بلدة حوارين ومن الجنوب سلسلة جبال تمتد حتى جبال القلمون الشرقية
توسع تنظيم الدولة في ريف حمص الشرقي:
نفذ تنظيم الدولة هجوما مفاجئ على قوات النظام استطاع من خلاله السيطرة على بلدة مهين جنوب شرق حمص , حيث انطلق التنظيم في هجومه من القريتين التي سيطر عليها في آب 2015 , وبدأ المعركة بتفجير سيارتين مفخختين عند مدخل البلدة الغربي وسرعان ما تمت السيطرة على بلدات مهين وحوارين وذلك بسبب عامل المفاجئة الذي اعتمد عليه التنظيم والذي دفع قوات النظام للتراجع عشوائيا الى اطراف بلدة صدد محاولين اعادة تجميع قواهم في محيطها وبناء جدار دفاع عاجل يعيق تقدم التنظيم ولا يمنعه حيث تمكن التنظيم بالفعل من التقدم الى ما بعد مهين وسيطر على عدد من التلال القريبة من صدد اهمها تلال الحزم الثاني واحتفظت قوات النظام بتلال الحزم الأول مع استمرار المعارك التي يظهر من اسلوبها ان التنظيم يريدها استنزافية لقوات النظام
الأهمية الاستراتيجية لمعركة التنظيم في مهين:
بهذه السيطرة لتنظيم الدولة على مهين واقترابه من صدد وربما تقدمه لاحقا الى الجنوب والجنوب الغربي منها سيعيد خلط الأوراق ويكتسب افضلية ميدانية كبيرة حيث يصبح التنظيم مسيطرا على خط القريتين –مهين –صدد بطول 30 كم تمكن هذه السيطرة التنظيم من ربط مناطق سيطرته في ريف حمص الشرقي بمناطق سيطرته في منطقة القلمون الشرقي وتتيح له نقل قواته وإمداداته بين المنطقتين ويصبح على مقربة من حسيا المدينة الصناعية والبوابة الرئيسية للعبور إلى مدينة حمص شمالا ومدينة القصير إلى الشمال الغربي عبر معبر جسر حسياء-العبودية –مدخل القصير الجنوبي , وعلى بعد كيلو مترات من بلدة البريج جنوبا التي تعتبر البوابة الشمالية للقلمون الغربي وقاعدة السيطرة على مدينة قارة الموقع الاستراتيجي الذي يمنح من يسيطر عليه امكانية التحكم بالقلمون وبجنوب القصير والى الجنوب الشرقي حتى الحدود الاردنية
الاستنتاجات والنتائج من العملية الهجومية:
1-يواصل تنظيم الدولة التقدم باتجاه الشرق والجنوب الشرقي رغم تواصل الغارات الجوية الروسية على المنطقة
2-السيطرة على مهين يجعل من التنظيم على مواجهة مباشرة مع قوات النظام في بلدة صدد الواقعة في منتصف الطريق بين مهين والجزء الواقع تحت سيطرة قوات النظام على طريق دمشق-حمص الدولي وتبعد عنه 14 كم
3-بالسيطرة على مهين يكون التنظيم قد شكل عمق حيوي لمدينة القريتين التي سيطر عليها في اب 2015
4-ان سيطرة تنظيم الدولة على بلدة مهين جنوبي محافظة حمص يشكل تطورا عسكريا كبيرا وتغيير حاد في المواجهات الميدانية حيث تبعد البلدة 20 كلم عن الأوتوستراد الدولي الذي يصل دمشق بحلب مرورا بحمص وحماة
5-سيطرة التنظيم على مهين تمكنه من قطع سكة الحديد التي تربط بين شمال سورية وجنوبها (سكة حديد-دمشق – حمص – حلب)
6-ان السيطرة على مهين ستضع التنظيم على مقربة من مطار التيفور \ T4 \ بين مدينتي حمص وتدمر والذي يبعد عن بلدة القريتين \ 25 \كم وفي حال استطاع السيطرة على صدد فسيكون بذلك على مقربة من مطار الشعيرات الاستراتيجي المطار الرئيسي في المنطقة لتأمين عمليات الإمداد لقوات النظام

استراتيجية التنظيم واهدافها شرقي حمص:
-تطورات معارك تنظيم الدولة في ريف حمص الشرقي وتوسعت في المناطق الصحراوية لتشمل مدن هامة كتدمر و مواقع النفط والآبار والغاز ويحاول التنظيم فرض سيطرته على المنطقة الشرقية لحمص والاتجاه إلى الجنوب للسيطرة على منطقة شرق القصير ومن ثم المتابعة باتجاه القلمون الشرقي عبر الجبال التي تمتد من القريتين ومهين وصولا إلى القلمون ‏وبعدها يستطيع التنظيم ان يدخل الى منطقة جنوب القصير وغرب يبرود عبر مدينة قارة مستخدما سلسلة جبال لبنان الشرقية الممتدة حتى شمال غرب مدينة حسياء
وقد بدا التنظيم تقدمه من القريتين على مراحل فسيطر على الحفر ومن ثم على مهين وتقدم نحو صدد ويتوقع أن يسيطر عليها لأنه يمتلك قوة كبيرة ومتمرس في قتال الصحراء , والسيطرة عليها ستساعد التنظيم على التقدم باتجاه حسياء والمدينة الصناعية الواقعة على الأوتوستراد الدولي مما يؤدي إلى قطعه خصوصاً بعد الوصول إلى قارة ودير عطية فيفصل بذلك جنوب سوريا عن وسطها بريا
النظرة المستقبلية لمعركة مهين:
يرجح بأن أي تحرك للتنظيم سيكون على محورين في اتجاه جوسية والقصير واخر باتجاه جنوب غرب بلدة السحل –يبرود وإذا تمت السيطرة على صدد سيكون من السهل الوصول إلى قارة , والاشتباكات قرب صدد مستمرة وتتركز في محيط البلدة على تلال الحزم الثانية، أما التلال المقابلة والأولى ماتزال قوات النظام متواجدة فيها ومن سير المعارك يتضح ان التنظيم يريد فقط كشف دفاعات البلدة ووضعها في حالة عدم الاستقرار الى ان يكمل تموضعه في بلدة مهين وتجهيز قاعدة انطلاقه اللاحق الى صدد وما بعدها
ملحق تعريفي ببلدة القريتين الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة:
تتبع لمحافظة حمص على تخوم البادية وتبعد 85 كم عن مركز مدينة حمص , يحدها من الغرب بلدات مهين وحوارين وصدد ومن الشمال الشرقي مدينة تدمر وتبعد عنها 160 كم ومن الجنوب سلسلة..

 

مهين صدد القريتين داعش

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى