الشأن السوري

اجتماع روسي إيراني ظاهره ملف الغاز وباطنه الملف السوري

عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعاً اليوم الاثنين مع القادة الإيرانيين ، مشاركا في قمة الدول المصدرة للغاز إلى جانب ثمانية آخرين من رؤساء الدول و الحكومات , الذي عقد في طهران , حيث التقى الرئيس بوتين الرئيس الإيراني حسن الروحاني , كما التقى أعلى سلطة دينية و سياسية في ايران , القائد الأعلى للقوات المسلحة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي , لا سيما أن الدولتين يعتبران من أكبر منتجي الغاز في العالم .

 
و بالرغم من ابداء الصبغة الاقتصادية للاجتماع , الا أن اللقاء بين بوتين و قيادي ايران تحمل في طياتها أوراق الملف السوري الذي يتسابقون للسيطرة عليه لتوسيع مناطق نفوذ الأسد خلال الفترة القادمة , خاصة و توارد تقارير في الآونة الأخيرة تحدثت عن خلافات بين طهران وموسكو في الأزمة السورية . وتحديدا عدم وجود مصالح “جيوستراتيجية” طويلة الأمد تجمع الطرفين في سوريا، وتحديدا بشأن مستقبل بشار الأسد.

 
هذا و تسعى موسكو لتشكيل تحالف دولي لمحاربة تنظيم الدولة , والذي يضم إيران والأردن ودولا أخرى في المنطقة إضافة إلى دول غربية , هذا و تعد روسيا و إيران من أبرز حلفاء النظام السوري ، حيث تقدم روسيا الغطاء الجوي اللازم للقوات الإيرانية المنتشرة على جبهات القتال في الأراضي السورية من الحرس الثوري الإيراني و ميليشيات حزب الله و ميليشيات عراقية شيعية أخرى , , و التي تزايد قتل عدد كثير من قواتها , فيسعى كلا البلدين ليقدما مساعدات عسكرية و جوية للأسد وقد توطدت العلاقات الروسية الإيرانية في العقد الأخير , لاسيما بتسليم روسيا لإيران أنظمة صواريخ للدفاعات الجوية من طراز أس 300 هذا العام .

 
لكن يبقى التساؤل , الى متى ستبقى يد كل من روسيا و ايران بيد بعضهما في الحرب على سوريا ؟ خاصة عدم وجود المصالح الجيوستراتيجية بين البلدين في سوريا , فلكلا الطرفين أهداف مغايرة تسعى لتحقيقها بدعم الآخر , فاذا كان الهدف الإيراني هو نشر الوجود الشيعي في المنطقة , فان لروسيا هدف مغاير تماما , فروسيا اليوم تبحث عن إعادة الإمبراطورية السوفيتية في المنطقة من جديد خاصة في ظل التراجع الدولي الأمريكي , ناهيك عن خططها لمد نفوذها على ساحل البحر المتوسط بقاعدتها العسكرية في الساحل السوري , لتضمن صدارتها في بيع الغاز في العالم اجمع .

 
و فيما تسعى ايران لمد نفوذها الشيعي على الأراضي السورية و العراقية و اللبنانية بدعم ميليشياتها لمسانده نظام الأسد , فروسيا بعيدة عن هذه الفتنة الطائفية و تسعى لتنفيذ مصالح اقتصادية وعسكرية بحتة لبلادها تفاوت واضح في موقف روسيا من ايران , فتارة هناك لقاءات و مصافحات أمام الاعلام , و لا أحد يعلم ما تحت الطاولة و إخفاء من قبل كل من بوتين و الخامنئي عن الخلافات الجذرية بينهما , خاصة و أن الرئيس الروسي لم يذكر في اجتماعه الأخير مع الأسد عن الدور الإيراني في دعم النظام السوري , و اكتفى بفكرة أن السوريين حاربوا ضد الإرهاب خلال خمس سنوات من الثورة , ربما هذا الصمت المؤقت لكل من ايران و روسيا , ريثما يحصل كل منهما على نصيبه من كعكة الحرب الطاحنة على السورية , ربما

 

12289729_922372654513519_5921463483628303859_n

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى