أخبار العالمسلايد رئيسي

وثائق مسربة.. شهادة ضابط بـ المخابرات التركية عن مخطط نفذّه أردوغان قد يقلب الموازين في تركيا

نشر موقع “نورديك مونيتور” السويدي، اليوم السبت، تقريراً يحوي وثائق مسربة عن نشاط المخابرات التركية، من ملفات المحكمة الجنائية العليا الثالثة والعشرين في أنقرة، تكشف أن الانفجارات التي وقعت في بعض المستودعات العسكرية التركية تم تدبيرها لمحو آثار الأسلحة التي قدمتها حكومة الرئيس، رجب طيب أردوغان، إلى تنظيم داعش.

شهادة ضابط في المخابرات التركية

 

وتُظهر الوثائق نصوص شهادة الرائد، أحمد أوزجان، رئيس مركز التقييم الاستخباراتي (İ D M)، في المخابرات العسكرية التركية، أمام  المحكمة، في جلستي 11 ديسمبر/ كانون الأول 2017، و 31 يناير 2020، والتي تؤكد أن الانفجارات، التي وُصفت في الإعلام الرسمي بأنها مجرد حوادث في مستودعات الأسلحة العسكرية، هي في الواقع إتلاف مدبر للمخازن لإخفاء وتمويه مشكلة الأسلحة المفقودة من مخازن وحدة (TSK) والتي كان جرى تسليمها لتنظيم داعش.

وتبين الوثائق أن المخازن التي جرى تفجيرها بقصد التمويه، توزعت ما بين المدن التركية أفيون وأورفا، ومواقع في الأراضي الخاضعة لسيطرة تركيا في شمال جزيرة قبرص.

إقرأ أيضاً: الخارجية التركية تستدعي سفير إيران وتعرب عن استيائها إزاء الاتهامات التي وجهتها طهران لأردوغان

وتتضمن شهادة الضابط، أحمد أوزجان، رئيس مركز التقييم الاستخباري السابق، توثيق لمطابقة مقاطع الفيديو الدعائية لداعش مع صور صناديق الذخيرة التي تتضمن علامات شركة الصناعات الميكانيكية والكيميائية التركية (MKE) المملوكة للدولة، والتي تصنع المتفجرات والذخيرة والأسلحة وغيرها من المعدات العسكرية الخاصة بالجيش التركي.

وقال الضابط أوزجان في شهادته أمام المحكمة إن التفجير التمويهي الأول للمخازن وقع في 5 سبتمبر/أيلول 2012 بمستودع ذخيرة في مقاطعة أفيون قره حصار الغربية وقُتل على إثره 25 جندياً، ورغم ذلك قللت قيادة الجيش التركي من شأن الانفجار على أنه حادث.

والانفجار الآخر كان في محافظة شانلي أورفا جنوب شرق تركيا في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، وأدى إلى إصابة 16 جندياً.

وذكر أوزجان أن الانفجار الثالث حدث يوم 12 سبتمبر/ أيلول 2019 في الجزء الشمالي من جزيرة قبرص والواقع تحت سيطرة الجيش التركي.

وأشار أوزجان في شهادته إلى أن الجنود الأتراك يعرفون جيدًا أن الشاحنات المحملة في مستودعات الذخيرة التابعة للقوات المسلحة التركية كانت تذهب إلى داعش.

الوصول إلى المعلومات السرية

وأكد التقرير الذي نشره الموقع أن أهمية شهادة أوزجان أمام المحكمة تأتي من كونه مسؤولاً في مركز استخبارات رئيسي في العاصمة التركية، فقد كان في وضع يسمح له بالوصول إلى معلومات سرية.

إقرأ أيضاً: بيت شعر يشعل حرباً إعلامية بين تركيا وإيران .. والأخيرة تتخذ خطوة دبلوماسية

وذكر أن عمل أوزجان مع قوات الدرك، وهي قوة عسكرية لها تفويض بإنفاذ القانون في المناطق الريفية والمحافظات الحدودية حيث يقوم المسلحين بتهريب الأسلحة والمقاتلين والخدمات اللوجستية، ساعده لمعرفة الكثير عن الروابط السرية لحكومة، رجب طيب أردوغان، بجماعات القاعدة وداعش، وكل ذلك بالتنسيق مع وكالة المخابرات التركية (MIT) كقناة تواصل.

 البرلمان التركي أخفى الحقائق

وقال التقرير إن موضوع تزويد داعش بالأسلحة من قِبل نظام أردوغان لم يكن سرّاً مغلقاً، ففي 9 أيلول/ سبتمبر 2014 نشرت صحيفة ”طرف“ التركية أنه تم العثور على ذخيرة تحمل علامة MKE بعد قتال بين مسلحي داعش والقوات الكردية في أربيل، بإقليم كردستان العراق.

وبحسب التقرير، اكتشف الخبراء الأمريكيون الذين فحصوا مكان الحادث علامة شركة التصنيع التركية الرسمية MKE على ذخيرة داعش.

ونشرت صحيفة ”طرف“ التركية اليومية تقريراً تحدث عن الحادثة دفع الحكومة إلى إغلاقها بعد ذلك، إضافةً إلى أنها سجنت رئيس تحريرها، الكاتب المعروف أحمد ألتان، و كبير المراسلين الاستقصائيين الصحفي، محمد بارانسو، بتهم ملفقة.

إقرأ أيضاً: بالفيديو|| زلزال بقوة 5 درجات يضرب ولاية سيرت في تركيا

كما كان استخدام الذخائر التركية من قبل داعش جزءًا من سؤال برلماني تم تقديمه في سبتمبر 2014، وفي حينه طلب النائب ”لطفو توركان“ من وزير الدفاع، آنذاك، عصمت يلماز تأكيد أو نفي ما إذا كان لدى داعش ذخيرة تحمل علامة MKE. وهل باعت وزارة الدفاع تلك الذخيرة للتنظيم؟ وإن لم تكن الوزارة باعتها فكيف انتهت تلك الذخائر في أيدي داعش؟ وتساءل النائب عن المقابل الذي حصلت عليه الدولة التركية من داعش في مقابل الذخيرة.

وفي رد متأخر مؤلف من جملة واحدة على الأسئلة النيابية الستة، قال وزير الدفاع إن وحدة التصنيع الحكومية  MKE لم تبع أبدًا أي ذخيرة لأي منظمة إرهابية.

وأضاف التقرير أن تحقيقاً جنائياً كان قد فُتح عام 2013 بشأن شبكة القاعدة في تركيا، كاشفاً أن الإرهابيين حصلوا من تركيا على مكونات لإنتاج غاز السارين.

وقد أمر مكتب المدعي العام بالقبض على 13 شخصا خلال المرحلة الأولى من التحقيق، ولكن تم إطلاق سراحهم فيما بعد.

وبينت نتائج التحقيق أن الأشخاص الذين قاموا بتهريب المواد الكيميائية اللازمة لإنتاج السارين لم يواجهوا أي صعوبات، مما عمم القناعة بأن المخابرات التركية كانت على علم بأنشطتهم.

قادة داعش على الحدود التركية

وذكر أوزجان في شهادته المسربة أن قيادات داعش كانوا يعيشون على الحدود التركية مع سوريا وفي المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش التركي.

وقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في 27 تشرين الأول / أكتوبر 2019 في مجمع خارج قرية باريشا بمحافظة إدلب السورية، على بعد أربعة أميال جنوب الحدود التركية في المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش التركي.

كما أشار إلى أن أبو الحسن المهاجر، الذراع اليمنى للبغدادي والمتحدث باسم داعش، قُتل أيضًا على يد الولايات المتحدة في غارة جوية بقرية عين البيضاء، بالقرب من جرابلس شمال غرب سوريا، وهي منطقة حدودية، وأيضًا تحت سيطرة الجيش التركي.

أوزجان البالغ من العمر الآن 42 عامًا، محتجز في تركيا منذ 17 يوليو/ تموز 2016 بتهمة المشاركة في انقلاب صيف 2016.

وعندما أتيحت له الفرصة للدفاع عن نفسه في المحكمة في جلستي 11 ديسمبر / كانون الأول 2017، و31 يناير 2020 أوضح بالتفصيل، التعذيب وسوء المعاملة على أيدي الشرطة وضباط الأمن الآخرين أثناء إقامته في المستشفى واحتجازه.

كما عرض معلوماته كضابط استخبارات سابق بشأن الأسلحة التي كانت المخابرات التركية تزود داعش بها ثم تُفجّر المستودعات لتخفي أسرار عملياتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى