الشأن السوري

النصرة : يحق للسوريين إزالة نظام الأسد ولكن لا يحق لهم اختيار البديل القادم

بعد سنوات خمس حارب خلالها السوريون نظام الأسد القمعي في مختلف انحاء البلاد ورددوا شعارات الحرية وحلموا بالوصول الى بلد ديمقراطي يكون فيه الانسان ذو قيمة وله صوت مسموع قادر من خلاله على اختيار من يمثل بلاده , ظهرت تنظيمات جديدة متشددة ترى في الحرية والديمقراطية عدو لها اشد عليها من ضرب الصواريخ وقصف المدافع

 

تنظيم جبهة النصرة الذي ظهر على الساحة السورية بعد اكثر من عام على انطلاقة ثورة الحرية والعدالة بدء قتاله ضد نظام الأسد ولكن ليس لأجل الحرية وانما لتطبيق مخططات تنظيم القاعدة في سوريا مستغلا وضع البلاد والفوضى الحاصلة بها , حيث قاتلت النصرة الكثير من فصائل الجيش الحر واعتقلت الناشطين ومنعت الإعلاميين من العمل في مناطق سيطرتها وحاربت شعارات الثورة ورايتها واصرت على صلتها بتنظيم القاعدة مما ابعد حلفاء الثورة الدوليين عن التعاطف مع الشعب السوري ومطالبه الحقة

 

بعد ان عزز تنظيم النصرة من تواجده في محافظة ادلب التي اتخذ منها قاعدة رئيسية له على غرار مدينة الرقة التي تحصن بها تنظيم الدولة وجعلها عاصمته , بعد ذلك بدأت النصرة تكثيف جهودها في محاربة أي نوع من أنواع الحرية في المحافظة والتي كان اخرها شن النصرة هجوم شرس على مبدا الديمقراطية التي يطالب بها الشعب السوري مستغلة طيب السوريين ومتخذة من الدين ستار لتطبيق مشروعها وكأن لسان حال النصرة يقول ” يحق لك أيها السوري إزالة نظام الأسد ولكن لا يحق لك اختيار البديل ”

 

مدينة سراقب في جنوب ادلب صبغتها النصرة باللون الأسود وحوّلت لافتاتها المرورية ولوحاتها الطرقية الى منبر لمحاربة الديمقراطية , حيث قام المكتب الدعوي في تنظيم النصرة ( قاطع سراقب) بطلاء جميع اللافتات المرورية والشارات المتواجدة حول مدينة سراقب وأغلب الطرقات الرئيسية بدهان أسود من خلفيتها وكتابة شعارات ” تحث على الجهاد ” باللون الأبيض , ولكن اللافت بتلك الكتابات هو التركيز على محاربة الديمقراطية على انها مصدر السوء والفساد على حد قول النصرة , ومن تلك اللافتات:
” الديمقراطية تحلل الخمر ”
الديمقراطية تحلل الزنا ”
” الديمقراطية هبل العصر ”
” الديمقراطية كفر ”
” احذروا الخوارج ”
” احذروا الكذب ”

الجدير بالذكر ان عناصر من جبهة النصرة قاموا قبل أيام قليلة بمداهمة مبنى راديو فرش وبعض المكاتب الثورية الأخرى في مدينة كفرنبل في ريف ادلب وصادروا محتويات تلك المكاتب واعتقلوا العاملين فيها على خلفية قيام مدير راديو فرش ” رائد الفارس ” بكتابة منشور على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك رأت فيه النصرة مخالفة للشرع ولم تتطلق سراح الناشط الفارس الا بعد وساطات عدة وتعهد بعدم تكرر ذلك

تدخل تنظيم النصرة بالمنشورات والآراء على الصفحات الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي أعاد لأذهان السوريين أساليب مخابرات نظام الأسد الذي اعتقل مئات المواطنين في عموم سوريا على خلفية آرائهم الشخصية او منشورات قاموا بكتابتها ووجد فيها النظام خطر على وجوده

 

الصورة تعبيرية لعبارات قام جيش الفتح بكتابتها بادلب

Untitled 1 1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى