العدو يبقى عدو ولكن الصديق المتأمر هو من خان ثورة الحرية
لا يخفى على مراقب للوضع السوري ما تمر به ثورة الحرية والكرامة من انتكاسات وخسائر متلاحقة ومجازر وطعنات في الظهر , فالعدو الاسدي وجد لنفسه أصدقاء أوفياء (روسيا – ايران – حزب الله ) وقفوا معه منذ اليوم الأول للثورة مسخرين أموالهم وعتادهم وجنودهم في سبيل بقائه على سدة الحكم ولكن الشعب السوري الثائر لم يتوفق في صديق حقيقي يسانده لنيل الحرية بل التف حوله أصدقاء يحمل كل منهم عدة أوجه تاجروا بقضيته ولعبوا بها بين تصعيد وتهدئة بحسب مصالحهم الدولية
مئات المجازر بحق المدنيين وفصائل الجيش الحر ارتكبها الطيران الروسي الذي دخل الحرب الدائرة في سوريا مؤخرا والذي ساهم لحد كبير بدخوله تلك الحرب بقلب موازين القوى عما كانت عليه خلال السنوات الأولى التي حقق بها الجيش الحر الانتصارات وسيطر على محافظات بكاملها بسلاحه البسيط وقوة ارادته , الا ان خيانة الأصدقاء كانت اشد على الشعب السوري من وحشية الأعداء
تركيا التي أغلقت أبوابها بوجه السوريين وبدأت تبازر في قضيتهم دوليا لنيل مكاسب لصالحها من دخول الاتحاد الأوروبي والحصول على مبالغ طائلة مقابل منع وصول اي سوري الى أوروبا بعد ان كانت تركيا ممر امن للألوف من المقاتلين الأجانب الذين قضوا بلثامهم وسكاكينهم على كل متعاطف مع الثورة السورية حول العالم فيما تصطف طوابير طويلة من الأطفال والنساء اليوم على طول الحدود التركية المقفلة بوجههم
الأموال القطرية التي لم تكن يوما لمصلحة الشعب السوري بل سعت منذ البداية لشراء الولاءات وتعزيز دور الاخوان المسلمين في الوصول الى السلطة , والتي كان وجود الجيش الحر بأطيافه عائقا بوجهها فكان لابد من فرز القوى على الأرض السورية الى ان تصل الحرب في يوم ما الى ثلاثة اطراف ( نظام الأسد – متشددين – اخوان مسلمون )
ويكون على المجتمع الدولي والشعب السوري اختيار طرف من بين هذه الأطراف لحكم البلاد وعندها سيجد الجميع في الاخوان المسلمين الخيار الأنسب لهم , وغيرها من الأمثلة على أصدقاء الشعب السوري الذين يتحمّلون بالأمس واليوم وغدا المسؤولية الكاملة عن كل قطرة دم تراق في سوريا على يد السفاح المجرم وحلفائه
أصدقاء الشعب السوري ممن تتلون وجوههم ويتبدل كلامهم بين الساعة والأخرى وتتناغم تصريحاتهم مع الموقف العام هم من خانوا ثورة الحرية والكرامة فالأنصار اغلقوا ابوابهم بوجه المهاجرين والأمير القطري ارتفعت ضحكاته في ضيافة بوتين الذي اهداه طائرا حرا ربما يكون هو الحر الوحيد في تلك الجلسة التي دقت بها كؤوس الشراب الممزوجة بدماء الشعب السوري
نعم الصديق المتأمر هو من خان ثورة الحرية وهو من ساهم بتلاشي علم الاستقلال الأخضر الذي طالما حلم السوريون برفعه وسط العاصمة دمشق الا ان احلامهم بددتها رايات سوداء حولت الثورة في سوريا الى حرب دموية يطعن بها نظام الأسد وحلفائه تارة وسكاكين التشدد والتطرف تارة أخرى ويجهز عليها ذاك الصديق حتى تلفظ أنفاسها الأخيرة
بقلم: فارس المغربي