وثيقة صادرن عن علويين : كنا قبل الأسد و سنكون بعده و لسنا فرع من الشيعة

أصدرت مجموعة من قادة الطائفة العلوية وثيقة بعنوان إعلان إصلاح الهوية مؤلفة من ثمان صفحات أبدت فيها استهجانها لجرائم النظام السوري و رئيسة بشار الأسد مشيرين أن العلويين كانوا قبل الأسد وسيكونون بعده و أنهم ليسوا فرع من الشيعة و حددوا رؤياهم المستقبلية لسوريا بعد خمس سنوات من الحرب .
و نشر العلويين هذه الوثيقة على حد قولهم لشبكة بي بي سي البريطانية لأن الكثير منهم يقتلون بسبب دينهم موضحين أن كل فروع الطوائف الإسلامية في سوريا إخوة وأخوات ولا يجب ربط العلويين بجرائم النظام .
و دعى القادة العلويين لدولة علمانية كمستقبل لسوريا و المساوة بين كافة الأديان معلنيين التزامهم بقيم المساواة و الحرية و المواطنة مشددين أن العلويين ليسوا فرعا من الشيعة و أكدوا أن القرآن هو كتاب العلويين و مرجعيتهم للمساواة الإسلامية بالرغم من اعترافهم بكافة الأديان السماوية الأخرى
و بحسب شبكة بي بي سي التي حصلت على الوثيقة فان العلويين الذين ينتسب لهم الأسد و رغم اصطفافهم وراء النظام السوري خلال حكم بشار الأسد ووالده حافظ وهيمنتهم على الأجهزة الأمنية والجيش السوري فأنهم اعتبروا أن شرعية نظام الأسد يمكن الحصول عليها بحسب معايير الديمقراطية والحقوق الأساسية فقط .
وأضاف قائدان من الطائفة العلوية دون أن يعلنا عن اسمهما أن مستقبل سوريا الآن بيد المجتمع الدولي مشيرين أن اعلانهم الهوية الوثيقة سيقطع الصلة أو الحبل السري بين العلويين ونظام الأسد فهم كانوا قبل نظام الأسد وسيبقون بعده .
وبحسب مايكل كير بروفيسور دراسات الصراع ومدير معهد الدراسات الشرق أوسطية في لندن أشار إلى أن الوثيقة تعتبر تطوراً يمثل انتقالا مهما من محاولات النظام السابقة لحرف المسار نحو الشيعة تحت حكم حافظ الأسد بعد الحرب الباردة ومحاولة بشار للتسنين بعدما أصبح رئيسا عام 2000 مشيراً إلى أن العلويين يحاولون القول إنهم دين إبراهيمي ويريدون أن يعاملوا مثل الشيعة ويريدون أن تقبل هويتهم وتحترم ضمن سوريا علمانية جديدة تجمعهم مع أهل الكتاب الآخرين .

فيما أشار دبلوماسي غربي لـ بي بي سي لم يذكر اسمه أن صدور الوثيقة “يؤكد انفصال العلويين عن إيران والنظام وحتى عائلة الأسد نفسها معتبراً أن صدورها في أوقات أصعب من ذلك يمكن أن يجعلها تعتبر طلب رحمة لكنها صدرت في وقت قوة النظام المدعوم روسيا ولذلك فهي تعني أن العلويين يقولون: نحن من نحن موضحاً أنها تعني انتماء لسوريا وتأكيد على حق المساواة في الحقوق والواجبات داخل سوريا مستقلة عن النظام
يشار إلى أن العلويين طائفة باطنية ظهرت في العراق ينسبون للشيعة الاثني عشرية رغم اختلافهم باعتقاد تمثل الإله في علي بن أبي طالب وهو ما يجعلهم محل تكفير من السنة والشيعة أنفسهم .