الشأن السوري

في تركيا : المتعدون على المهنة يفسدون التعليم و يقصون أصحاب الحق عن التدريس

تزكم الأنوف من روائح الفساد و الاستغلال التي يشهدها السلك التعليمي للاجئين السوريين في تركيا من خلال منظومة ظاهرياً تعمل على تقديم الخدمة الأهم لأجيال المستقبل و تحمل في طياتها عشرات التجاوزات و المحسوبيات و سيطرت الغير مختصين ٫ لتحول هذه العملية إلى حالة من الفوضى تهدد المستقبل الجمعي للشعب السوري.

و في جولة لوكالة خطوة الإخبارية , و لقائها مع الأستاذ مصعب حاج موسى الذي تم طرده من أحد المدارس السورية في غازي عنتاب , بسبب فضحه لممارسات المتعدين على مهنة التعليم , تبين أن معظم المدارس في تركيا , يشرف عليها بعض السوريين “المتنفذين” الذين استغلوا معرفته باللغة التركية ، أو لزواجه من أحد الأشخاص الحاملين للجنسية التركية , أو التركمانية , تستمع لعشرات الشكاوي من المدرسين الأكفاء الذين اضطرتهم آلة الحرب التابعة لنظام الأسد من الهروب بحثاً عن مأوى و مورد عيش خارج البلاد ، ليصطدموا مع واقع مرير من المحسوبيات و سيطرة الفكر الإقصائي للخبرات و زج أشخاص متعدين على مهنة التعليم .

و روى الأستاذ  “مصعب حاج موسى” , لوكالة خطوة , قصته مع سلك التعليم , و التي وضح فيها , انتشار ظاهرة الأستاذة المصطنعين الذين استغلوا عمليات التزوير في استصدار شهادات تؤهلهم للدخول كمدرسين و القبول بالمعاملة الفوقية من المدراء الجدد الذين بدورهم لا يفقهون في غالبيتهم للأسلوب الإداري الناجح للعملية التربوية معتمدين على اتقانهم للغة التركية التي ساعدتهم للحصول على مناصب في المدارس لا تتوافق اطلاقاً ومؤهلاتهم.

و كشفت خطوة من خلال حديث موسى , ما يسعى المتنفذين الجدد الذين تحولوا من مترجمين إلى مدراء و قادة العملية التربوية في المدارس السورية التي تنتشر في مختلف المناطق التركية إلى إخفاء كل عيوبهم أمام المسؤولين الأتراك الذين يقومون بجولات على المدارس لتفقد العملية التعليمية و الاستماع للصعوبات و العمل على حلها ، ولكن هؤلاء مدراء الواقع يعملون على السيطرة على الحديث و منع المدرسين من الشكوى أو الاعتراض على عجز المدراء عن قيادة العملية ، وأي اعتراض يسجل فان مصير الأستاذ ، مهما كان تاريخه التدريسي ،هو الفصل و حتى الاعتراض هنا ممنوع لعدم اتقان اللغة التركية من جهة و العلاقات المتينة التي بناها المترجمون السابقون والمدراء الحاليون مع المسؤولين الأتراك .

و تستشعر في المدارس السورية , من خلال متابعة وكالة خطوة للقصص المطروحة من قبل الأستاذ حاج موسى , أن حالة المحسوبية الكبيرة على الهياكل و المفاصل في الإدارة حيث يقوم كل مسؤول بتوظيف أفراد عائلته ، وتتحول المدرسة إلى عائلة واحدة لا يمكن اختراقها ، أو الاعتراض عليها , و في حال اعترض احد المدرسين او أهالي الطلاب على أي تصرف من قبل الإدارة , ترفع من حدة نبرتها و لا يسمح لأحد منهم الاعتراض , فالمدرسة ملك لهم و لذويهم  , و ما المدرسين والطلاب و أهاليهم سوى رعاع في مملكتهم المزعومة  .

هي حالات جزئية صغيرة من كم كبير من مشكلات قطاع التعليم في تركيا الخاص باللاجئين السوريين ، ناهيك عن مشكلات المناهج الغير متوازنة و سيطرت التعليم المؤدلج والغير مدروس على الكتب , ناهيك عن فرض المواد الدينية بشكل كبير في المناهج الدراسية السورية للمدارس التركية

نشاطات المجتمع المدني في الحسكة , ابتسامة على وجه الحرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى