الشأن السوري

بعد ان تسمّي بالله ” فصائل إسلامية ” تأكل لحم بعضها نيا

بقلم أ.محمد المصطفى

دفعت الثورة السورية منذ نهايات عامها الثاني وحتى اليوم الثمن باهظا من ضحايا ومصابين ومعتقلين ومفقودين لم يكن الأسد وحده يقف وراء مصائبهم بل كانت الشعارات والتسميات الدينية الرنانة عنوانا عريضا يقتل تحته المسلمون في عموم سوريا , نتيجة تسليم امرهم لقيادات فاسدة اختبأت خلف لحاها ولفصائل مجرمة جعلت من الإسلام وتحكيم ” شرع الله ” ستارا لتنفيذ جرائمها

” الدولة الإسلامية ” المعروفة باسم ” داعش ” نكلت بعموم الشعب السوري على اختلاف اطيافه وقتلت وهجرّت واعتقلت باسم الدين وتحت شعار إقامة الخلافة الإسلامية في ارض الشام والعراق حتى فاق اجرامها في بعض الأحيان ما ارتكبه الأسد من فظائع وتعدت وحشيتها الحدود جالبة للشعب السوري المزيد من العداء حول العالم حيث تحول السوري في شتى بقاع الأرض الى إرهابي مدان حتى تثبت براءته , ولم تكتفي ” الدولة الإسلامية ” في محاربة المسلمين فرادا بل تحولت حربها الى معارك ضد فصائل من الجيش الحر لم تكن الرقة أولها ولكن يكون حوض اليرموك وشمالي حلب اخرها

جبهة النصرة هي الأخرى سلكت طريق الدين وحاربت تحت ” راية الإسلام ” متخذة من شخصية مجهولة الهوية حتى اليوم اميرا لها واعتقلت وخطفت وقتلت باسم الدين والله , ثم انتقلت الى الاعتداء على فصائل الجيش الحر واحدا تلو الاخر مختلقة الاعذار المناسبة لها والتي تناسب مشروعها الدين وتنطلي على عامة الشعب ممن انخدعوا بمظاهر الإسلام من لحى وثياب فضفاضة وصمتوا عن حرمة دماء المسلمين التي جعلها الله اصعب من هدم الكعبة

عدوى الدولة الإسلامية وجبهة النصرة انتقلت الى فصائل تسعى للسلطة والجاه على عكس ما بدأت به الثورة السورية من شعارات ” هي لله لا للسلطة ولا للجاه ” وبدأت أي تلك الفصائل تركب الموجة وترى ما يناسب وينخدع به العامة لتطلق على نفسها اسامي إسلامية ودينية فمن جيش الإسلام الى فيلق الرحمن الى لواء الامة الى رجال الله الى حركة احرار الشام الإسلامية … الخ وتحولت تلك الفصائل تدريجيا الى مافيات تقتل وتعتقل وتختطف باسم الدين والله حتى وصل بها الحال الى اقتتال داخلي راح ضحيته المئات انطلاقا من ادلب ووصولا الى غوطة دمشق

اجرام الأسد الصريح والعلني والذي يبرره من خلال مقولات ” إرهابيين وخونة وعملاء ” قابله اجرام وتنكيل لا يقل خطورة لأنه اتخذ من كتاب الله وسنة نبيه مبررا له حتى ضاع الشعب السوري بين ما يجعل من نفسه إله يريد من الشعب السوري ان يعبده الى من يجعل نفسه وصيا ونبي الله على الأرض يقيم الدين على هواه ويكيفه حسب مصلحته

لعل الفصائل المعتدلة التي يهزأ منها الجميع ويزدريها الإسلاميون كانت هي الأكثر رحمة بين فوضى وجرائم نظام الأسد والمتأسلمين فكانت كبرى جرائمها لا يشكل نقطة في بحر جيش بشار وجيوش من يسمون نفسهم إسلاميين

المقالة لا تمثل رأي الوكالة بل تعبر عن رأي الكاتب فقط دون ان تتبنى الوكالة اية افكار او اراءا شخصية مذكورة ضمن المقالة

يلك رواند

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى