الشأن السوري

كارثة إنسانية تهدد حياة مئة ألف نسمة في حمص

يبدو أن التجويع بات السلاح الأكثر استخدماً للنيل من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام فبعد مأساة ظنّ الجميع أنّها الأقسى في بلدة مضايا  بريف دمشق ها هو حي الوعر آخر قلاع المعارضة السورية في حمص المدينة يدق ناقوس الخطر معلناً عن جوع يفتك بمئة ألف مدني محاصر قطعت عنهم جميع مقومات الحياة من كهرباء وخبز وبدأ أطفالهم بزيارات يومية للمشافي الميدانية تحت عنوان سوء التغذية .

للشهر الثالث على التوالي ومنذ العاشر من مارس الماضي تقوم قوات النظام بتشديد حصارها المطبق على أهالي حي الوعر وتمنع عنهم دخول أي شيء يبقيهم على قيد الحياة حيث عاد النظام لسياسته “الجوع أو الركوع” من جديد بسبب رفض الأهالي داخل الحي لطلبين  يريد النظام فرضهما يتمثل الأول بتهجير جميع سكان الحي، والثاني التخلي عن المعتقلين الذين يمثلون الهدف الأساسي في اتفاق حي الوعر المبرم بتاريخ “1/12/2015″.
وتسبب الحصار بحدوث أمراض سوء التغذية، وأصبح أكثر من 60% من مراجعي المشافي والعيادات هم مرضى يعانون من أعراض سوء التغذية.
أفاد أحد إعلامي الحي  لوكالة خطوة أن حي الوعر يحوي ستة آلاف طفل من عمر اليوم إلى عمر خمس سنوات  يومياً وعدد المراجعين من الأطفال يتراوح بين” 20 و25″ طفلاً يعانون من بدايات سوء تغذية بدأت تتجلى عن طريق الاختلاطات المعوية التي سببتها الأطعمة المتوفرة في الحي (برغل عدس أرز) التي لا تتناسب وفق أعمارهم
وأن هكذا أعمار تحتاج إلى رعاية غذائية خاصة كـ الحليب والفواكه واللحوم وغيرها من الأطعمة التي تحتوي على فيتامينات ضرورية لهم ولأمهاتهم المرضعات، حيث تسبب سوء التغذية بوقوف الرضاعة  الطبيعية لهن .
وأضاف أحد أطباء الحي “أبو المجد الخالدي” إلى أن عملهم الطبي يقتصر فقط على الإرشادات الطبية، والصحية مثالاً إعطاء نصائح للأمهات المرضات باستخدام ما يتوفر لديهن بشكل يلائم الطفل نوعا ما ..
ويتابع الطبيب أن هذا الوضع إن استمر على ما هو عليه فإن أجساد الأطفال لا تتحتمل ذلك، ويتوقع حدوث كارثة تفوق مضايا بسبب الكثافة السكانية للحي
ويضيف الطبيب أيضاً أنه هناك العديد من حالات الحمل مهددة بأجنة مشوهة بسبب سوء التغذية، وأن هناك حالات ولادات قيصرية  تضطرنا نحن  كأطباء أن نجمع كل خمس عشرة  حالة ولادة في مشفى البر لإجراء العمل الجراحي لهن في نفس الوقت لعدم توفر الكهرباء، وتشغيل المولدة لوقت محدد، والتي تستهلك 30 ليتر مازوت في الساعة.

يذكر أن حي الوعر الحمصي يعاني عجزاً إنسانياً تاماً عن تلبية أبسط المتطلبات الإنسانية للمدنيين ، الأمر الذي يزيد من حجم المعاناة التي تقف جميع المنظمات الدولية عاجزةً أمامها، و هو حي محاصر بشكل تام منذ منتصف العام 2013 ، ويضم كثافة سكانية تصل لمئة ألف نسمة، تم تهجير القسم الأكبر منهم من أحياء حمص، ليشكل حي الوعر ملاذهم الأخير.

16fe5bcc-06aa-45c7-93cd-6bf3455a2f7a

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى