نداء استغاثة من ناشطي دير الزور لإنقاذ 150 ألف مدني من كارثة إنسانية مرتقبة
حصار مزدوج تعيشه الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام في دير الزور ، حصار تنظيم الدولة لسكان مناطق سيطرة النظام من جهة و متاجرة النظام بلقمة عيشهم، ورفع أسعار المواد الغذائية والطبية، وانعدام بشكل شبه تام الخدمات الأساسية من كهرباء، وماء واتصالات، بالإضافة لامعان النظام في اعتقال الشباب من أجل تجنيدهم في الجيش، ودفعهم إلى جبهات القتال من جهة أخرى
.
وبحسب مراسل وكالة خطوة الإخبارية أن الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام في مدينة دير الزور (الجورة، و القصور، الموظفين) تعيش منذ أكثر من 15 شهراً تحت حصار يفرضه عناصر تنظيم الدولة عليها حيث تشهد الأحياء ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية، والمحروقات، وندرة في مادة الخبز جراء منع مقاتلي التنظيم دخول أي شيء إلها، كما توقف عمل جميع الأفران بأحياء الجورة، والقصور، والموظفين لليوم الثالث على التوالي لعدم قيام قوات النظام بتزويد هذه الأفران بمادة المازوت بحجة عدم توفره، وعمل فرن الجاز الذي يقوم بتأمين الخبز لقطعات الجيش، ولا يقوم بتوزيع الخبز للأهالي.
وأضاف مراسل الوكالة أن الأحياء شهدت في الأيام الأخيرة الماضية انقطاع المياه منذ إحدى عشر يوماً مما يهدد حياة أكثر من 150 ألف مدني متواجدين بالمنطقة في الوقت الذي أطلق فيه ناشطون، ومنظمات نداءات استغاثة ووصفوا الوضع بالكارثي , وأشار المراسل إلى صعوبة الخروج من تلك المناطق جراء منع قوات النظام للمدنيين من الخروج إلا بإذن عدا عن مطاردة شبح الاعتقال لهم من قبل تنظيم الدولة.
وفي هذا السياق أطلق مركز توثيق الانتهاكات في دير الزور مساء اليوم الثلاثاء الرابع والعشرين من مايو أيار الجاري نداء استغاثة عاجل لإنقاذ قرابة 150 ألف مدني من كارثة إنسانية محتملة نتيجة انعدام المياه لعشرة أيام منذ الأحد15/مايو عن أحياء مدينة دير الزور الواقعة تحت سيطرة النظام.
وعزا مركز التوثيق تذرع السلطة العسكرية المسيطرة على تلك الأحياء بنفاد مادة “المازوت” اللازمة لتشغيل محطات التصفية، وضخ المياه إلى تلك الأحياء, علماً أن المنطقة تحوي محطتي تصفية، وضخ الأولى في بلدة البغيلية، و لا يمكن الوصل إليها كونها في منطقة مرصودة من قبل قناص تنظيم الدولة ,والثانية في مدخل حي الجورة بجوار الكتيبة السابعة، وهي متوقفة عن العمل .
ويعتمد المدنيّون في تلك الأحياء على المياه المستخرجة من آبار حُفرت حديثاً , لكن تلك المياه بشهادة مختصين لا تصلح للشرب, إضافة إلى أن الكميّات المستخرجة منها لا تكفي لتغطية احتياجات جميع السكان لاسيما مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة في عموم المنطقة الشرقية في سورية , مما يزيد الحاجة للماء في هذه الأوقات بنسبة 250%
كما يقوم الأهالي بجلب المياه من أحواض مياه محطة مياه الجورة الغير صالحة للشرب وسط الازدحام الشديد ومن فرع نهر الفرات، ويقوم بعض الأهالي بشراء خزان المياه (5 براميل) والذي ارتفع سعره ل 8000 ليرة.
كما حذّر المركز من احتمال انتشار حالات الجفاف، والإسهال عند الأطفال , والكوليرا والتهاب الكبد، والانتانات المعوية لدى الكبار ، وطالب المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، ولاسيما المشاركة منها بإلقاء المساعدات عبر المظلات منذ ثلاثة أشهر على الأحياء المحاصرة , تزويد محطة التصفية، والضخ الوحيدة في تلك الأحياء بالمواد اللازمة لتشغيلها وبالسرعة القصوى .
والجدير بالذكر أن قوات النظام تستمر باعتقال الشباب بحيي الجورة، والقصور من الشوارع الرئيسية، والفرعية والحارات ومداهمة المدارس التي يقطنها النازحين، واعتقال الشباب المحتشدين عند محطة مياه الجورة، وآبار المياه أثناء قيامهم بجلب المياه وذلك لسوقهم بالتجنيد الإجباري بصفوف قوات النظام .