الشأن السوري

اجتماعات للمعارضة السورية في الرياض والعودة إلى طاولة جنيف

تبدأ الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية اليوم الأربعاء الخامس والعشرين من مايو أيار الجاري، اجتماعات في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة العديد من القضايا المتعلقة بالعملية السياسية في سورية، وأبرزها العودة إلى طاولة التفاوض في مدينة جنيف في جولة رابعة لم يعلن الموفد الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا موعداً لها، وتواردت أنباء عن تأجيلها لما بعد شهر رمضان.  وهو الأمر الذي مهّد له نائب وزير الخارجية الروسية “ميخائيل بوغدانوف” قائلاً في تصريح لوكالة نوفوستي “إن موسكو تتوقع استئناف المفاوضات بعد انتهاء شهر رمضان، أي في أوائل شهر يوليو/تموز المقبل في ظل تمسك مختلف الأطراف بمواقفها، وخطوطها الحمراء.

فيما أكد نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي “يفغيني لوكيانوف” أمس الثلاثاء بأن روسيا لديها خطة عسكرية “دقيقة ومحدودة” في سورية، وقال لوكيانوف في تصريحات تناقلتها وكالة إنترفاكس “كان يتوقع البعض أن تكون هذه أفغانستان جديدة أو شيء آخر. لن يحدث ذلك أبداً. هذه خطة عسكرية دقيقة، ومحدودة”.
واعتبر أن سحب الجزء الأساسي من القوات الروسية يأتي كأحد مؤشرات التحول مضيفاً “لسنا سوريين. لن نقاتل من أجل سورية هناك. عليهم حل مسائلهم بأنفسهم. نحن نساعد، لكن في إطار محدود جداً كما ترون”.

وذكر مصدر في الهيئة العليا للمفاوضات أن الساعات الاثنتين والسبعين المقبلة حاسمة على صعيد العودة إلى طاولة التفاوض في جنيف مضيفاً: “إذا التزم النظام بالهدنة التي أعلنت عنها موسكو في الغوطة الشرقية وداريا، وفي حال حصول تقدّم على الصعيد الإنساني، يصبح عقد جولة جديدة من المفاوضات وارداً قبل شهر رمضان، أو في الأيام الأولى منه”.

فيما نفى المصدر الأنباء عن وجود تيارين “صقور، وحمائم” داخل الهيئة، لافتاً إلى أنه لو كان هناك صقور “لما ذهبنا إلى جنيف منذ البداية” مردفاً بالقول: “لا ريب أن هناك اختلافاً في وجهات النظر حيال بعض القضايا، وهذا أمر طبيعي، ولكن هذا الخلاف ليس على الجوهر، وإنما على بعض المسائل، ويُحل عادة من خلال تقريب وجهات النظر خلال الاجتماعات، وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة”.

وأشار المصدر إلى أن رياض حجاب “أثبت قدرة كبيرة على مقاربة كل الملفات بتوازن، ومسؤولية وطنية عالية” معرباً عن اعتقاده بأن النظام يسعى إلى “تسميم أجواء المفاوضات” قبيل انعقادها.

كما تسعى المعارضة إلى الحصول على تطمينات من قوى إقليمية ودولية، قبل الشروع في جولة تفاوض أخرى، لضمان الدخول في صلب العملية التفاوضية، ومناقشة الانتقال السياسي على أساس تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات تشرف على كتابة دستور جديد للبلاد لإجراء انتخابات في نهاية فترة انتقالية لا وجود لرئيس النظام بشار الأسد فيها. وفق مصادر.

و في هذا السياق يرى مراقبون للمشهد السوري أن المعارضة السورية تواجه تحديات جساماً في ظل تراخ أميركي واضح، وسعي روسي، وإيراني لتغيير معادلات الصراع على الأرض لصالح النظام الذي لم يُبدِ أية نية حقيقية للشروع في عملية سياسية من الممكن أن تؤدي إلى إنقاذ ما تبقّى من سورية، وعدم انزلاق البلاد في نزاعات دموية أقسى، إذ حذر المبعوث الدولي السابق إلى سورية الأخضر الإبراهيمي من “انهيار الدولة” بشكل كامل في سورية، وتحوّلها إلى “صومال جديد” في الشرق الأوسط.

ويذكر أن رئيس الائتلاف الوطني السوري أنس العبدة قد طلب أول من أمس الاثنين من الاتحاد الأوروبي، حماية العملية السياسية، وإنقاذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، وأن يكون للاتحاد دور هام وأساسي في سورية، موضحاً في لقاء مع الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني في بروكسل “أن نظام الأسد يدمر سورية، ويحاول أن يدمر الهدنة، ويدمر العملية السياسية”.

المصدر العربي الجديد

12705297_947468978641932_3855040026784722384_n

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى