الشأن السوري

حي الوعر من الموت السريري إلى الموت السريع

بعد الحصار الخانق الذي يفرضه نظام الأسد على أهالي حي الوعر آخر معاقل الثورة في حمص المدينة خاصة في الأشهر الثلاثة الأخيرة انتقل النظام اليوم من الموت السريري إلى الموت السريع لأهالي الحي المحاصر، وفي تصعيد عسكري غير مسبوق منذ أشهر .
بدأت قوات النظام قصفها العنيف في تمام الساعة الواحدة ظهر اليوم الأحد التاسع والعشرين من مايو أيار الجاري على حي الوعر المحاصر مستخدمة كافة أنواع الأسلحة الثقيلة .
وبحسب مراسل وكالة خطوة الإخبارية في حمص أن قوات النظام المتمركزة في الجهة الغربية لقرية المزرعة والجزيرة التاسعة شنت قصفاً عنيفاً استهدف منازل المدنيين في حي الوعر ووصل لأكثر من 12 أسطوانة متفجرة وعشرات قذائف الشيلكا، وقذائف الدبابات والهاون، موضحاً أن  الصاروخ  هو نفسه الدافع غراد محمل بأسطوانة تحمل جرة  TNT بالإضافة لرشاش الـ 14 ونصف أيضاً استهدف القصف الطرقات لمنع فريق الدفاع المدني من إسعاف الجرحى، بالإضافة لقصف الرشاشات الثقيلة من برج الغاردينيا بشكل عنيف .

وأشار مراسل الوكالة إلى رفض النظام إنزال الحالات الخطرة من الجرحى إلى المشافي الواقعة تحت سيطرته داخل حمص المدينة في قتل متعمد لهؤلاء الجرحى من قبل نظام لا يعرف الرحمة ولا الإنسانية.

وأضاف مراسل الوكالة  لقد ارتفعت حصيلة القتلى حتى هذه اللحظة إلى ستة قتلى منهم طفلتين إحداهما لم يتجاوز عمرها الشهر الواحد  تم انتشالهم من تحت أنقاض منازلهم بالإضافة لعشرات الجرحى  فيما لايزال القصف مستمر، والإسعافات جارية في الحي لإنقاذ من تبقى تحت الأنقاض.
وأفاد مراسل الوكالة أن فرق الإنقاذ في الحي  لم تسلم من بطش القصف حيث أصيب عنصران من الدفاع المدني بجروح ، وتضررت سيارة الإسعاف  تضرراً جزئياً بعد سقوط صاروخ قريب منهم استهدف فرق الإنقاذ أثناء قيامهم بعملية انتشال الضحايا من تحت الأنقاض.

في هذا السياق يقول أهالي الحي ” إنهم عاشوا يوماً “هستيرياً” من العنف المفاجئ الذي أودى بحياة أطفال، ونساء، وشابات رغم الحصار الخانق الذي حرم الأهالي من رغيف الخبز، والأدوية،  كافة مقومات الحياة وهناك حالات سوء تغذية شديدة لعدة حالات وخاصة الأطفال”.
فيما “أبدت الجهات الطبية تخوفها من عدم قدرة الجرحى على الصمود طويلاً بسبب قلة الأدوية اللازمة لعلاجهم”..

 

يذكر أن حي محاصر بشكل تام منذ منتصف العام 2013 ، ويضم كثافة سكانية تصل لمئة ألف نسمة، تم تهجير القسم الأكبر منهم من أحياء حمص، ليشكل حي الوعر ملاذهم الأخير ويأتي هذا التصعيد رغم اتفاق حي الوعر المبرم بتاريخ “1/12/2015″ في حين تقف المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة وكافة المسؤولين دولياً ومحلياً عاجزة أمام إنقاذ هذا الحي من بطش الأسد.

thumb

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى