الشأن السوري

تدهور الوضع الطبي في ريف إدلب المحرر – إعداد : إياد كورين

مع بداية الثورة السورية؛ عمد النظام على إتباع أساليب مختلفة للضغط على المناطق التي ثارت ضده؛ منها إلغاء كافة المستشفيات التي تقع في تلك المناطق وترك الواقعة منها في المناطق التي تحت سيطرته المحكمة في مدينة إدلب وأريحا. ومع تطور الأوضاع العسكرية ونجاح الثوار بتحرير قسم كبير من محافظة إدلب، أصبحت اغلب محافظة إدلب تحت سيطرة المعارضة. فكان لابد من العمل على إنشاء مشافي تقوم بخدمة الأهالي، لتأخذ دور المشافي الحكومية. لقد تم إنشاء نقاط طبية و مشافي ميدانية في تلك المناطق، سدت بعض احتياجات المرضى لفترة قصيرة سرعان ما قام النظام باستهدافها.

بشتى أنواع القصف مما خلف العديد من المجازر (مجزرة مشفى كفرنبل 6/12/2014 ، مجزرة مشفى جسر الشغور 6/2/2015 ، مجزرة مشفى اطمة 2014 … وغيرها هذا الاستهداف المتكرر للمشافي من قبل الجيش الأسدي أدى الى نقلها الى الحدود السورية التركية “عل ذلك يخفف من حدة القصف عليها”

أما في الداخل تم الاكتفاء على التجهيزات البسيطة التي توفر الإسعافات الأولية فقط للمرضى والمصابين جراء القصف. هذا الواقع الطبي الذي عاشته المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، ادى الى هجرة الكوادر الطبية الى خارج سوريا، مما زاد الأمر سوء؛ وتردي الأوضاع الصحية وانتشار الأمراض المستعصية التي لا تجد لها علاج في مشافي الداخل ولا تستطيع الدخول الى مناطق سيطرة قوات الاسد. كما ان قلة عدد النقاط الطبية حال دون صعوبة الوصول إليها لخطورة التنقل، اما بالنسبة لعيادات الأطباء فهي تكاد معدومة . واغلب المرضى يلجئون الى المشافي التركية؛ نتيجة عدم وجود عيادات شاملة، سواء في المشافي المقامة على الحدود، أو النقاط الطبية في الداخل. هناك معاناة كبيرة للمرضى وخاصة اصحاب الأمراض المزمنة” الذين يحتاجون الى مراجعة بشكل دائم فضلا عن صعوبة العبور الى الجانب التركي بسبب حالتهم الصحية ، مع العلم ان المشافي التركية تقوم باستيعاب عدد كبير من المرضى السوريين وتقدم خدمات مجانية جيدة لهم.

التقينا ببعض الحالات التي ذهبت للعلاج في تركيا وتحدثوا لنا عن الخدمات الجيدة هناك، ولكن بالمقابل تكلموا عن معاناتهم الكبيرة خلال رحلة التنقل والسفر من وإلى سوريا. يتساءل احد المرضى(أبو عبدو) .. الذي يحتاج الى مراجعة دورية للمشافي التركية.!!

عن عدم الاهتمام بالوضع الطبي في المناطق المحررة. وعدم الاكتراث بالوضع الصحي للأهالي من قبل القائمين على إدارة تلك المناطق و عدم توفير مشفى يحوي على عيادات شاملة لكافة الامراض ليجنب المريض صعوبة السفر فضلا عن الألم المرافق له. قمنا بزيارة لأحد المشافي التركية (مشفى الدولة بأنطاكيا )والتقينا هناك بالعديد من المرضى وكانت اغلب المراجعات هي لأشخاص سوريين جاؤوا للعلاج بسبب عدم توفر علاج لهم في الداخل عبد الرزاق .. مريض “كلية “تحدث الينا عن سبب سفره الى تركيا للعلاج : لايوجد علاج في المناطق المحررة ولااستطيع مراجعة المشافي التي تقع تحت سيطرة النظام لذلك لجأت الى تركيا رغم صعوبة التواصل معهم بسبب اللغه ولكن ذلك افضل من استمرار الالم كل هذه المعاناة ادت الى وجود صيدليات عشوائيه تدار من قبل اشخاص لا يحملون اي شهادات اختصاص وهم غير مؤهلين لذلك مما نتج عنه أخطاء كثيرة في الوصفات الطبية واعطاء المرضى ادوية قد تودي بحياتهم . ومع غياب المراقبه من قبل وزارة الصحة في الحكومه السورية المؤقته ..يبقى السكان هم الضحية الاولى التي تدفع الثمن.

طبي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى