الشأن السوري

أمريكا تتهم روسيا بقصف مواقع لقوات سورية تابعة لها والكرملين يرد

شنت طائرات روسية ضربات جوية استهدفت  قوة من الثوار المدعومين من الولايات المتحدة، والمناهضين لتنظيم الدولة في جنوب سوريا أمس الخميس السادس عشر من يونيو حزيران الجاري.

حيث أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس الخميس أن طائرات روسية شنت “سلسلة غارات” في جنوب سوريا على مقاتلين من المعارضة تلقى بعضهم دعما من الولايات المتحدة، وقال المسؤول طالباً عدم نشر اسمه أن هذه الغارات التي استهدفت المقاتلين قرب معبر التنف الحدودي مع العراق “تثير مخاوف جدية بشأن النوايا الروسية” في سوريا.
ولم يذكر المسؤول عدد المقاتلين الذين أصيبوا في الضربات، ولا تفاصيل عن مصيرهم، مكتفيا بالقول “هناك ضحايا” ولم يذكر المسؤول أيضاً إلى أي فصيل سوري ينتمي هؤلاء المقاتلون.

وقال المسؤول الأميركي أن “الطائرات الروسية لم تنشط في هذه المنطقة من جنوب سوريا منذ بعض الوقت” مشيراً إلى أنه “لا توجد قوات برية روسية، أو للنظام السوري في محيط المنطقة”، وتابع “سوف نطلب من روسيا توضيحات عن أسباب” هذه الغارات، و”ضمانات بأن هذا الأمر لن يتكرر أبداً”.

وفي أول رد فعل على تلك الاتهامات، صرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، اليوم الجمعة، “بأنه من الصعب التمييز بين المعارضة المعتدلة، والمتطرفين الإسلاميين على الأرض عند توجيه ضربات جوية في سوريا، إذ إنهم في كثير من الأحيان يقاتلون بالقرب من بعضهم البعض.”

وأضاف “عملية قواتنا الجوية مستمرة في سوريا، ولا يخفى على أحد أن الاختلاط المستمر في مناطق لما تسمى بالمعارضة المعتدلة مع جبهة النصرة مشكلة خطيرة”.

وفي هذا السياق أصدر المكتب الإعلامي لجيش سوريا الجديد بياناً جاء فيه “قام بعد ظهر الخميس في حوالي الساعة 13.30، الطيران الروسي بالإغارة على معسكر ‫جيش سوريا الجديد‬ في قرية ‫‏التنف‬ بمحاولة من ‫‏روسيا‬ للتأثير على الجيش الحر، ودعم نظام الأسد.”
وأوضح البيان أن تلك الغارات بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً على المعسكر بالعديد من الغارات بأحدث طرازات سلاح جو الروسي أدت لمقتل اثنين من عناصر جيش سوريا الجديد ، وعدد من الجرحى، مع بقاء النطاق العسكري، والحامية العسكرية لجيش سوريا الجديد تحت السيطرة دون أي تأثير عسكري.

من جهة أخرى ممكن أن يؤدي القصف الروسي لحلفاء لوزارة الدفاع الاميركية إلى مزيد من التعقيد في العلاقات بين موسكو، وواشنطن بشأن الملف السوري.

حيث ترعى روسيا، والولايات المتحدة عملية دبلوماسية، وسياسية لتسوية الأزمة في سوريا، وتأخذ الولايات المتحدة على روسيا خصوصاً سعيها إلى تعزيز نظام الأسد، ومواصلة الهجمات على المعارضة التي تصفها بالمعتدلة.

وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) جون برينان صباح  أمس الخميس أن “الروس عززوا قوات النظام، ويشاركون حالياً في ضربات ضد المعارضة” مضيفاً “أشعر بخيبة أمل لأن الروس لم يلعبوا دورا بناء أكثر لاستخدام نفوذهم في سوريا” من أجل دفع النظام إلى “طريق المفاوضات” مع المعارضة.

ويشار إلى أن البلدين لا ينسقان على الصعيد العسكري لكنهما يتبادلان من حيث المبدأ يومياً معلومات عن تحركات طائراتهما الحربية لتجنب أي حادث بينها.

يذكر أن “جيش سوريا الجديد” يتلقى دعم مباشر من الولايات المتحدة، وتقوم الاستراتيجية الأمريكية على تشكيل قوى عسكرية سورية في مناطق جغرافية ينتشر فيها تنظيم الدولة، وتكون في نفس الوقت بعيدة عن الفصائل الإسلامية القوية مثل “جبهة النصرة” كي لا يتكرر نموذج “الفرقة 30” وقبلها “حركة حزم” وقبلها “جبهة ثوار سوريا”، ومن شأن تواجد التشكيلات العسكرية هذه المدعومة أمريكياً بعيداً عن الفصائل الإسلامية أن يحمي ظهرها، ويجعل مهامها واضحة.
asxdc

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى