أخبار العالم العربي

أبرز مرشحي خلافة أمير الكويت بعد دخوله بوعكة صحية خطيرة وتوقعات بفراغ سياسي بالحكم

تحدث موقع بلومبيرغ الأميركي عن إصابة أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بوعكة صحية جديدة، أعادت النقاشات حول هوية الحاكم المقبل للبلد الخليجي، بعد الأمير الحالي الذي تجاوز التسعين من عمره، وتعرض لعدة أزمات صحية في السنوات القليلة الماضية.

توارث السلطة:

وبينما يقوم نظام الحكم في الكويت على توارث السلطة بين أبناء أسرة آل الصباح، التي تحكم الكويت منذ منتصف القرن الثامن عشر، فإن اختيار الأمير من بينهم يخضع لعدة قواعد وأعراف، بجانب دستور البلاد الذي ينظم عملية انتقال السلطة.

فوجود ولي للعهد على قيد الحياة لا يعد أمراً حاسماً في اختيار أمير البلاد، إذ يتوجب عليه تحقيق عدة شروط، بجانب تمتعه بوضع صحي يستطيع من خلاله ممارسة صلاحيات منصبه، وهو ما قد لا يتوفر في ولي العهد الحالي، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.

وعلى الرغم من أن ولي العهد الحالي، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أصغر من شقيقه الأمير صباح، إلا أنه تجاوز الثمانين من عمره، وخضع لعدة عمليات جراحية، ورحلات علاج داخل وخارج الكويت، وكان يتردد كثيراً على الولايات المتحدة للسبب ذاته.

تكرار تجربة فراغ الحكم:

وبناءً على ما سبق يتوقع محللون أن تتكرر تجربة العام 2006، عندما تمت الاستعانة بدستور البلاد لحسم هوية أمير الكويت، بعد حدوث خلافات داخل الأسرة الحاكمة، حول شخصيتين كانتا الأقرب لتولي المنصب بعد وفاة أمير الكويت السابق، الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح.

حيث كان من المفترض حينها أن يتولى الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، حكم البلاد لكونه ولي العهد، لكنه واجه اعتراضات من داخل الأسرة، بالإضافة إلى اعتراضات من الحكومة ومجلس الأمة، الذي يعد برلماناً للكويت وفق المفاهيم السياسية الغربية، وجميعها ترتبط بوضعه الصحي المتردي حينها.

وتمنح مواد من الدستور الصادر عام 1964، مجلس الأمة صلاحية بأغلبية ثلثي الأعضاء الذين يتألف منهم، لحسم مصير هوية أمير البلاد أو ولي عهده، في حال التأكد من فقدانهما أو فقدان أحدهما لشروط تولي المنصب، أو فقدان القدرة الصحية على ممارسة صلاحياتهما.

مجلس الوزراء ينوب عن الحاكم:

كما يمنح الدستور، مجلس الوزراء جميع اختصاصات رئيس الدولة إذا ما خلا منصب ”أمير البلاد“ ولم يكن هناك ولي للعهد بعد، وهو ما جرى في العام 2006، عندما تولى رئيس الحكومة الكويتية آنذاك، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، صلاحيات أمير البلاد، قبل أن تتم مبايعته رسمياً الأمير الخامس عشر للكويت بعد تلك الأزمة الدستورية أو العائلية كما سماها بعض المراقبين.

و إلى جانب ولي العهد الحالي، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، توجد عدة شخصيات من آل الصباح مرشحة لتصبح في دائرة الضوء، عند اجتماع العائلة لاختيار أمير جديد للبلاد، ومن بينها نجل الأمير الحالي، الشيخ ناصر صباح الأحمد الجابر الصباح، وزير الدفاع السابق، الذي ينظر له كثير من الكويتيين على أنه محارب للفساد.

ورغم أن الشيخ ناصر، في الـ 72 من عمره، إلا أنه في سن صغيرة مقارنة بأعمار حكام الكويت أو المرشحين لتولي المنصب في كثير من مراحل انتقال السلطة، وهو عرف يقوم على حصر وراثة المنصب في كبار السن من الممارسين للعمل السياسي، إذ لم يشهد تاريخ الكويت السياسي الحديث، تجاوزاً لجيل الكبار إلى من هم أصغر عمراً.

الأسرة الحاكمة صاحبة القرار الأول:

ولا يمكن منح الشيخ ناصر أي أفضلية في تولي قيادة البلاد، إذ إن الاعتراضات على تعيينه قد تنشأ من داخل الأسرة بالفعل، بعد أن اتهم العام الماضي زميله في الحكومة، وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح الصباح، باختلاس مئات ملايين الدولارات إبان قيادته لوزارة الدفاع قبل الداخلية، وهو ما انتهى بإقالة الحكومة ورئيسها الشيخ جابر المبارك الصباح.

ومع وجود ولي العهد الشيخ نواف، ووزير الدفاع السابق الشيخ ناصر صباح الأحمد الجابر الصباح، يوجد مرشحون آخرون تتفاوت حظوظهم، وبينهم الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، رئيس الحكومة المستقيلة، وعدة حكومات مستقيلة سابقة، إضافة إلى رئيس الحكومة الحالي، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح.

كما يعد الشيخ ناصر محمد الأحمد الجابر الصباح، مرشحاً آخر لمنصب الأمير، وهو أيضاً سياسي كويتي مخضرم، ورئيس حكومة سابق، بجانب الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، نائب رئيس الحرس الوطني.

اقرأ أيضاً : بينهم حليمة بولند.. الكشف عن أسماء مشاهير الكويت المتورطين بقضايا غسيل أموال

التوقعات السياسية:

وتستند تلك التوقعات لكون تلك الشخصيات هي الظاهرة على الساحة السياسية من رجالات آل الصباح، وقد تسلم كل منهم عدة مناصب حكومية رفيعة، ولا يُعتقد أن تضم دائرة الاختيار غيرهم، فيما يظل الحسم خاضعاً للدستور والأعراف والاتفاق العائلي.

وبينما ساد اعتقاد في الماضي بأن حكم الكويت يكون بالتناوب بين فرعي العائلة الحاكمة، وهما ”جابر المبارك“ و“سالم المبارك“، فإن عدة محطات في انتقال السلطة من أمير لآخر، تجاهلت ذلك العرف كما يسميه البعض، ما يترك هوية الأمير القادم للكويت غير معروفة بدقة.

تاريخ انتقال السلطة:

اتسم انتقال السلطة في الكويت بين آل الصباح بالسلاسة طوال ثلاثة قرون ماضية حكموا فيها البلاد، مع بعض الاستثناءات التي شهدت عنفاً، ومن المرجح أن يواصل أفراد الأسرة تلك السياسة العائلية في المستقبل، لضمان استقرار بلادهم الواقعة في وسط إقليمي مضطرب.

ولا يُعتقد أن تؤثر خلافات عائلية محتملة على هوية الأمير القادم للكويت، على استقرار البلد النفطي الحليف لواشنطن، والذي يستضيف آلاف الجنود الأمريكيين، حيث سيحسم الدستور الأمر في نهاية الأمر بعد أن أبدت العائلة التزاماً ببنوده في العام 2006 رغم الخلافات حينها.

يُشار إلى أن الخلافات بين أفراد الأسرة الحاكمة أمر شائع في الكويت وعلني، وكثيراً ما تنتهي تلك الخلافات إلى القضاء، وحتى السجن لبعض أبناء الأسرة.

اقرأ أيضاً : صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت يجري عملية جراحية.. وولي العهد يتولى أمور البلاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى