شباب سوريون أنهى جحيم الحرب أحلامهم
الطموح هو النقطة التي يحلم بها كل إنسان دون معرفة الطريق، وعقباته، وهل سيصل الإنسان، الى طموحه أم لا ، وهذا ما حصل لغالبية شباب سوريا حيث تنوعت الأحلام، والطموحات, أما طريق الوصول إليها كان مجهولاً مما غير حياة كثير من الشباب الذين اضطرتهم الحرب في سوريا إلى النزوح، واللجوء بكل دول العالم، والبعض منهم سكن مخيمات اللجوء، لكن ظروف المعيشة جعلت أغلبيتهم يبحثون عن عمل خارج إطار طموحاته، وما خطط له بالسابق .
وفي هذا السياق أجرى مراسل وكالة خطوة عدة لقاءات مع عدد من الشباب في مدينة تل أبيض التركية، ومن هؤلاء الشباب “أمجد” الذي دخل كلية الهندسة البتروكيمائية، وكان سعيداً بهذا الخيار لكن القدر وقع بينه، وبين تتمة تعليمه.
حيث قال لمراسل الوكالة أنه اُعتقل في الجامعة، وبعد خروجه من المعتقل كانت نهاية دراسته الجامعية، فانضم لركب شباب الثورة، وبتطور الأمور المتسارع اضطر للنزوح مع عائلته، والسكن بالمخيمات ، فاستبدل الجامعة بعمل بأحد المعامل مقابل أجر زهيد، وساعات عمل طويلة، ولا يوجد تأمين من أي ناحية.
أما “أحمد” طالب بكلية العلوم، فحاله لا يختلف كثيراً عن أمجد لأنه عمل بمجال الزراعة الذي لا يعرف منها إلا الاسم , وتابع عمله بعد أن يأس من فرص المنح لإكمال دراسته، وذلك لعدم توفر الأوراق اللازمة، والعمر المناسب.
من جهته صرح “عقبة” الذي كان مجموعه يؤهله لدراسة هندسة الكترونية لكن بسبب الواسطات، والمحسوبيات بسوريا اضطر لدخول الكلية الحربية ليتخرج ضابط، لكنه لم يكمل دراسته، وانشق، ثم التحق بصفوف الجيش الحر، وكان دخول تنظيم الدولة للمنطقة التي يتواجد فيها سبباً لنزوحه خلف عائلته، واضطر للعمل بمجال الدهان، والديكور .
وأشار مراسل الوكالة إلى أن مرات كثيرة أكل أرباب العمل نصف أجور العمال السوريين التي يتعبون لتحصيلها منهم .
وأضاف مراسل الوكالة في حين أن الشباب اتجهوا للعمل، ولو بغير طموحاتهم، أو مجال دراستهم، بقيت الفتيات دون دراسة، أو عمل، فكان مكانهم الخيمة .
مثل “ديما” الطالبة الجامعية التي تخرجت من كلية الآداب قسم اللغة العربية أثناء الثورة، وانهارت طموحاتها لأن شهادتها مجرد ورقة تحملها برحلة نزوحها، فلم تسفد منها بشيء، وظلّت تكتم آلامها، وجروحها ضمن خيمة قماشية في مخيم تنتظر من فتحاته الفرج المجهول.
الجدير بالذكر أن الشباب يظل تائه بين طموح تركه في بلده سوريا ، وبين واقع فرض عليه العيش بحياة سيتقبلها شاء أم أبى، فإنها الحرب، وتبعاتها التي تنهب أعمارهم، وشبابهم، وجهدهم دون أدنى مقاومة منا ، والرضا بما كتبه الله لهم.