الشأن السوري

استمرار موجة الحر في سوريا لأيام قادمة وسط غياب للكهرباء والماء

تجتاح مناطق سوريا في هذه الأيام بمنتصف شهر رمضان موجة حر شديدة، حيث ترتفع الحرارة إلى أكثر من أربعين درجة مئوية وسط انقطاع شبه تام للكهرباء، والماء في مناطق الثوار، وحتى في مناطق النظام، و الأسوء من ذلك السوريون المتواجدون في مخيمات اللجوء داخل سوريا، وخارجها، بالإضافة لانتشار الحشرات في الجو بسبب تهيأ البيئة لها، وعدم توفر المبيدات في بعض المناطق.

وأفاد ناشطون أن موجة الحر مستمرة إلى يوم الاثنين القادم، و ستصل درجة الحرارة إلى 46 درجة، و هي ذروتها .

حيث حذرت هيئة الطبابة الشرعية بحلب المحررة من التعرض لأشعة الشمس بين الساعة 11 صباحاً، و 5 عصراً اعتباراً من ساعات صباح اليوم، ولمدة أسبوع كامل حيث ستتعرض المنطقة لموجة حر شديدة تتزايد خلال أيام الأسبوع الجاري لتتراوح نهاراً بين 40 – 44 درجة, وليلاً بين 24 – 25 درجة، وقد تبقى ملامسة لـ 30 درجة، وذلك بسبب ارتفاع الرطوبة.

كما أن حرارة الطقس تتزايد بسبب قساوة الحرائق التي يتعمد النظام إشعالها بقصفه لمناطق عدة من سوريا، ولعل أهمها منطقة المرج في الغوطة الشرقية، إضافة للحرائق الناتجة عن القنابل الفوسفورية التي تضربها روسيا، وخاصة على مناطق شمال حلب.

وقال مراسل الوكالة في حلب أن الكهرباء تأتي ساعة واحدة في اليوم في أحياء النظام، وأحياناً لا تأتي أبداً، وبالطبع يوجد أمبيرات اشتراك تعمل من الساعة السادسة إلى الثانية والنصف ليلاً، عدا عن انقطاع الماء عن كل حي قرابة العشرين يوماً بشكل متواصل، وبعض المدنيين يمتلك مراوح تعمل على الشحن “بطاريات”، وبعضهم لا يمتلك أي وسيلة للتهوية، ويعيشون في الخيم تحت أشعة الشمس الحارقة، كما أن حال مناطق الثوار يزداد سوءاً مع حرارة القصف، فيما تشهد معظم مناطق سوريا وضعاً مماثلاً.

وأشار مراسل الوكالة إلى أن الناس لا تستطيع النوم من شدة الحر ، ومنهم من يعبئ الماء من الشوارع، ويصبه على جسمه وثيابه، ويضع منهم قطعة قماش مبللة على رأسه كي تقيهم حرارة الشمس أثناء وجودهم في الشارع، مضيفاً أن الناس تلتزم منازلها في أوقات الظهيرة لسببين القصف المكثف، و ارتفاع درجات الحرارة.

من جهته قال مراسل إدلب أن النظام قطع الكهرباء عن المناطق منذ سيطرة الثوار عليها، ويحصل الناس عليها وعلى الماء من خلال خط إنساني تم تأمينه باتفاق مع النظام منذ أشهر قليلة، وهو يغطي نسبة لا تتجاوز 35 % من إدلب وريفها جغرافياً ،كما يتعرض الخط لأعطال كثيرة مما يتسبب بانقطاع الكهرباء، ففي المرة الأخيرة انقطعت 16 يوماً حيث تأتي الكهرباء بمعدل يوم كامل في الأسبوع .

كما يلجأ الناس في سوريا لشراء ألواح الثلج، ويتفاوت سعرها من منطقة لأخرى، فاللوح في حلب بسعر ١٥٠٠ ل.س في مناطق النظام، بينما في مناطق الثوار بـ 800 ل.س ، وفي ريفي حمص وحماه بـ 800  ل.س بينما بريف دمشق بـ 1300 ل.س، وفي الساحل بـ 500 ليرة سورية حيث تصنع ألواح الثلج في معامل خاصة.

بينما قال مراسل ريف دمشق “كل يوم نواجه مشكلة، والناس تتشاجر للحصول على الثلج، في ظل انقطاع الكهرباء ، بينما يبلغ سعر الاشتراك في مولدات الكهرباء 300 ليرة سورية للأمبير الواحد لمدة ثلاثة ساعات فقط يوميا، موضحاً أن الجو جاف لدرجة رهيبة.

وفي سياق الحر يلجأ معظم الناس في المناطق المحررة إلى ممارسة السباحة، وقضاء أكبر وقت ممكن في الماء.
أما بالنسبة للمخيمات الممتدة على الحدود السورية التركية من جهة، وعلى الحدود الأردنية من جهة أخرى ، يعاني مئات الآلاف فيها من ظروف مأساوية في ظل اشتداد الحر، وانعدام المياه في بعض المخيمات.

يذكر أنه قبل أمس الثلاثاء شهدت بلدة البارة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي اقتتال بين الأهالي للحصول على الثلج، أسفر عن مقتل شخصين منهم.

13528971_788710277930923_3841301473510344624_n

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى