إلى أين وصل نازحو المرج في الغوطة الشرقية مع استمرار القصف ؟

تشهد منطقة المرج في غوطة دمشق الشرقية حالات نزوحٍ مستمرة بشكل يومي بسبب القصف المدفعي والجوي الممنهج ، الذي يوقع جرحى وقتلى يومياً في صفوف المدنيين بالإضافة إلى خسارة مساحات كبيرة من الأراضي  الزراعية، وبحسب مراسل “وكالة خطوة الإخبارية” في الغوطة الشرقية أنّ خسارة الأشجار تقدر بأكثر من عشرة آلاف شجرة مثمرة، من أراضٍ، ومواسم حصاد، فعندما دخلت قوات النظام سيطرت على ثروات جاهزة للقطاف، ونفس الأمر بالنسبة للقمح فالنظام أصبح يحصد الأراضي المزروعة ،  بالإضافة للدمار الهائل الذي أصاب منطقة المرج.

وقال مراسل الوكالة شنت الطائرات الحربية عدة غارات جوية اليوم، السبت السادس عشر من يوليو تموز الجاري، استهدفت أطراف مدينة ‫‏دوما‬ ، وأطراف مدينة ‫عربين ، والطرق الرئيسية، و الأحياء السكنية في مدينة ‫‏حرستا‬، ‫وبلدتي ‏الشيفونية‬، والريحان، أسفرت الغارات عن وقوع قتيل، و عدد من الجرحى، فيما قامت وحدات الدفاع المدني بإسعاف الجرحى إلى النقاط الطبية، و إخلاء المدنيين من الأماكن المستهدفة.

و ذكر مراسل الوكالة أنّ اجتماعات مكثفة تشهدها فعاليات منطقة المرج من أجل حل أزمة توافد سكان منطقة المرج إلى القطاع الأوسط، وقد وضع المجلس المحلي في المرج بالتعاون مع المجالس المحلية في القطاع الأوسط خططاً لإعادة تأهيل المنازل السكنية المدمرة ، أو غير الصالحة للسكن في مدن حزة، وعين ترما، وحرستا، و أيضاً تأمين بيوت جديدة للسكان الوافدين في حال استمر نزوح الأهالي من منطقة المرج.

وفي هذا السياق صرح السيد ” أبو راتب حيا ” مدير المكتب الإغاثي لمنطقة المرج لـ ” وكالة خطوة الإخبارية ” حول موضوع نزوح العائلات قائلاً : إنّ عدد العائلات الموجودة حالياً داخل الغوطة 11460 عائلة بما يعادل 47000 نسمة بدأ تهجير هذه العائلات تهجيراً داخلياً منذ بداية الحملة العسكرية للنظام على بلدات العتيبة، وحرّان، والعبادة، و باستمرار الحملات العسكرية على بلدات المرج، فإنّ هذه العائلات كانت تتنقل من بلدة لأخرى هروباً من القصف، والدمار، واستمرت هذه الحملات العسكرية، ولم يبق إلّا بلدتي (عين الزريقية، و أوتايا) غير خاضعتين للنظام، و باقي البلدات إما محتل من قبل النظام، أو ساحة حرب.

و أضاف ” أبو راتب ” انتهى مطاف معظم هذه العائلات بالقطاع الأوسط فأصبح عدد هذه العائلات حوالي تسعة آلاف عائلة، والباقي إما مقيم في البلدتين الغير مهجرتين، أو مهجرين إلى قطاع دوما،  فأغلبية هذه العائلات تعاني الفقر الشديد بسبب فقدانها مصدر رزقها ألا وهو الزراعة، وتربية الثروة الحيوانية، حيث تعاني ثلاثة آلاف عائلة معاناة شديدة من المنازل التي تسكنها بدون أبواب و لا نوافذ، ولا ماء جراء حملات النظام السابقة، وقصف الطيران على القطاع الأوسط .

و ذكر ” أبو راتب ” لوكالة خطوة أنه منذ بداية الحملة الأخيرة بتاريخ 13 / 6 / 2016 حتى 20 / 6 / 2016 نزح حوالي 1248 أسرة من مناطق مزارع ( القاسمية، و البحارية، و النشابية، و شرقي حزرما) و من تاريخ 21 / 6 / 2016 حتى 29 / 6 / 2016 نزح حوالي 985 أسرة من القسم المتبقي من حزرما و المنطقة الشرقية من الميدعاني،و من تاريخ 30 / 6 / 2016 حتى تاريخ 13 / 7 / 2016 نزح حوالي 925 أسرة من بلدات ( أوتايا، و القسم الغربي من الميدعاني، و منطقة حوش نصري، و حوش الضواهرة)، فيما بلغ العدد الاجمالي للأسر المهجرة حتى اليوم 3158 أسرة و بالشكل الأعم كانت بلدات القطاع الأوسط هي المقصد الرئيس لها كونها الأكثر بعداً عن خطوط الجبهات، و عدم تعرضها للقصف، و توافر المنازل الشاغرة.

و أكد ” أبو راتب ” أنّهم شكلوا مكتب إيواء للمنطقة، و يقوم هذا المكتب على تنظيم العمل مع المجالس المحلية للقطاع الأوسط، وتأمين سكن لهذه السر، و يعمل هذا المكتب على ترميم المنازل المستلمة من المجالس المحلية للقطاع الأوسط، كما يتلقى دعمه المادي من المؤسسات داخل الغوطة الشرقية، وخارجها.

و أفاد ” أبو راتب ” للوكالة أنّ هذا المكتب قام بتنفيذ حوالي مئة منزل لغاية اليوم، وهناك وعود كثيرة، وهو ينتظر لإكمال عمله و اليوم نحن بحاجة لترميم حوالي ثلاثة آلاف منزل لسد حاجة الناس، كما نقوم على مشروع ” سلة غذائية ” لكل أسرة قمنا بتنفيذ مئتي سلة لغاية اليوم، وهناك وعود من المؤسسات الخيرية داخل الغوطة، وخارجها لإكمال هذا المشروع ونحن ننتظر، والحمد لله هناك استجابة، و وعود جيدة نوعاً ما .

و أشار ” أبو راتب ” إلى أنّه لم تدخل أي مساعدات إنسانية عن طريق الأمم المتحدة لمنطقة المرج، أو باسم منطقة المرج حتى الآن ، و نتمنى من جميع المجالس المحلية، والمكاتب الإغاثية، و المؤسسات التفاعل معنا أكثر .

و أوضح ” أبو راتب ” أن قطاع المرج هو أكبر مساحة جغرافية و زراعية في الغوطة الشرقية لهذا جاءت تسميته بقطاع المرج، وهو تجمع لـ 27 بلدة أشهرها (النشابية ، حران العواميد، العتيبة، العباده، الجربا، القيسا، القاسمية، حزرما، البحارية، الميدعاني، أوتايا، عين الزريقية، البلالية، نولة، مرج السلطان ، دير سلمان، الخامسية، حرستا، القنطرة، بزينة، بيت نايم ، السكا، و دلبه، المنصورة الزمانية، الأحمدية، حوش الصالحية).