الشأن السوري

قصص مخيفة ومعاناة بعيدة عن الأضواء للمعتقلين في سجون نظام الأسد

لا تختلف حياة المعتقلين داخل سجون نظام الأسد في سوريا عن الحياة لعامة السوريين خارجها فمعاناة يومية و ظلم و موت تختلف أسبابه حيث يعاني السجناء في سجن صيدنايا ذائع الصيت من ظروف قاسية يحرم فيها النظام السجناء هناك من أبسط مقومات الحياة من طعام و شراب و نظافة عدا عن انقطاع الكهرباء و دراجات الحرارة المرتفعة صيفاً داخل الزنزانات المكتظة بالسجناء .

 

التميز العنصري داخل السجن أيضاً أحد أسباب المعاناة حيث يميز النظام بين السجناء بناءاً على الطائفة و العرق و في حال حدوث مشاجرة بين شخصين يكون الحكم فيها مبني على طائفة السجن و من أي بلد هو ، كما يمنع النظام التكتلات داخل السجن من خلال فرز السجناء و خاصة الفلسطينيين السوريين منهم فلا يسمح لشخصين من بلدة واحدة بالبقاء في نفس المكان أو على ذات المائدة عند تناول الطعام إضافة لانتشار عشرات المخبرين و العملاء للنظام بين صفوف السجناء ينتقلون أي حديث يدور ليتم بعده معاقبة السجين بعقوبات إضافية و وسائل تعذيب أخرى .

 

و ذكر مصدر لوكالة “خطوة الإخبارية” من داخل سجن صيدنايا  أن السجانين يتهمون بعض السجناء بأمور يستحيل فعلها حتى خارج السجن كاتهامهم بتشكيل إمارة إسلامية داخل السجن حيث يتم سحب المتهمين و سوقهم إلى غرفة التحقيق و استخدام كافة وسائل التعذيب بحقهم كي يجعلوهم ينطقوا بأمور لم تحصل و ليس موجودة ناهيك عن الإهانات و الشتائم و من ثم تحويلهم إلى المحكمة مرة ثانية بدعوة إرهاب ثانية باختصار مثل ما يحصل في الأفرع الأمنية .

 

و تابع المصدر أن موضوع النوم يرهق المعتقلين كثيراً و من الصعب الحصول على فترة نوم متواصلة أو حتى قسط من الراحة بعيداً عن الإزعاج الذي ينعكس مع الوقت على نفسية السجناء كما أكد المصدر أن تسلّط كبير من السجانين إدارة سجن صيدنايا على السجناء من أصول فلسطينية حيث يتم تعذبيهم بشكل خاص و الضغط المستمر عليهم و لا ينجو منهم إلا من يوافق على التعامل مع النظام و العمل كمخبر لديه على باقي السجناء .

 

و قال مصدر الوكالة إن سجن صيدنايا الذي يعتبر من أسوء السجون على الإطلاق في سوريا يتواجد فيه جميع طرق التعذيب فكل من أتى من هذا السجن ” الأحمر” يشعر بالصدمة من شدة ما عانى من العذاب عدا عن أن وجبات الطعام لا تكفي طفل رضيع و عن أساليب الإهانة و التعذيب تحدث المصدر قائلا ”  عند ذهاب المعتقل للحمام يجب عليه أن يذهب و يعود زحفاً تحت الضرب عاري الثياب , و بالنسبة للزيارات فالمعتقل يتمنى أن لا يراه أحد لسوء حاله و قد مات الكثير تحت التعذيب و تم تسليم هوياتهم لذويهم و في بعض الأحيان تسلم الهوية لعائلته لكنه يكون على قيد الحياة فقط لإخفائه عن الحياة ” .

 

سجن صيدنايا ليس الوحيد في سوريا فهناك سجون كثيرة يعاني فيها المعتقلين بعيداً عن أي تسليط للضوء على ما يعيشونه , حيث تحدثت مصادر لوكالة خطوة الإخبارية عن سجن اللاذقية الذي يعد من أسوء السجون من ناحية التمييز الطائفي و العنصري الذي يمارس علناً داخل السجن و بموافقة و تشجيع من إدارة السجن , فيما قالت المصادر ذاتها أنّ سجن السويداء يعتبر جيد نوعاً ما لكن الأحداث التي حصلت في الآونة الأخيرة (الاستعصاء) جعلت من الوضع مختلف لكنه يبقى أفضل من غيره حيث تعرض لحادثة اعتداء بسبب قيام أشخاص من السويداء بالاتفاق مع الشبيحة بإثارة الفتنة حيث أخبروا الذين خارج السجن بأن معتقلين الإرهاب ” الثورة ”  يقومون بذبح أهل السويداء من الطائفة الدرزية داخل السجن حتى يأتوا إلى السجن و يأخذون المتهمين حيث بدأت اللجان الشعبية مع عناصر الأمن باقتحامه و عندما بدأ إطلاق النار  بدأ أحد المحرضين من السويداء و يدعى أبو حيدر بالاتفاق مع رواد عزام و هيثم عزام و نسيم الأشقر بالتكبير و الصياح أن أهل السويداء سيحررون السجن لكن بدأ إطلاق القنابل الغازية و الرصاص الحي بحق المعتقلين ما أسفر لمقتل ثلاثة منهم و جرح 27 آخرين لا تزال الرصاصات داخل أجسامهم منذ الخامس من الشهر الجاري و حتى اليوم بالإضافة لضربهم بالمشفى ، في حين جاء قائد الشرطة مع معاون الوزير و حققوا بالأمر و إعطاء المعتقلين وعود كاذبة كما أخذوا من قام بالفتنة من السجن بالإضافة لأخذ خمسين معتقلاً لا نعرف مصيرهم إلى الآن  .

 

يذكر أنّ معاملة الأفرع الأمنية بشكل عام للسجناء معروفة للجميع , و بالنسبة للفلسطينين المعتقلين لدى النظام أول ما يسمعونه عند اعتقالهم ” اذهب و حرر بلدك يا ابن كذا و كذا ”  حيث يتعرض المعتقل لكافة وسائل التعذيب و منها الضربات الكهربائية و عندما لا يفلح كل هذا يأتون بالنساء و الأطفال و يقومون بضربهم و اغتصابهم للضغط على المعتقلين بالاعتراف حيث يضطر المعتقل بالاعتراف بأشياء يردونها كي يحافظ على عرضه و أطفاله كما أنها من أفعال الصهاينة تماماً .

730099138104

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى