أخبار العالم

صحيفة تكشف ما ينتظر الطلاب الفلسطينيين الثلاثة الذين تعرضوا لإطلاق نار في أمريكا

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” في تقريرٍ نشرته، اليوم الجمعة، أن الطلاب الفلسطينيين الثلاثة الذين تعرضوا لإطلاق نار في أمريكا الأسبوع الماضي، ما زالوا يعانون من صدمة الهجوم، ويواجهون “مستقبلاً غامضاً”.

– ينتظر الطلاب الفلسطينيين الثلاثة الذين تعرضوا لإطلاق نار في أمريكا “مستقبل غامض”

وأصابت رصاصةٌ، الطالب الفلسطيني، تحسين علي أحمد، في صدره، بينما استقرت أخرى في العمود الفقري لصديقة، هشام عورتاني، وأصابت رصاصة ثالثة زميلهما، كنان عبد الحميد، من الخلف، أثناء محاولته الهروب من الشخص الذي فتح النار عليهم دون  سابق إنذار.  

وجاءت تلك الجريمة في الوقت الذي حذّرت منظمات حقوقية من تزايد جرائم الكراهية ضدّ الأمريكيين المسلمين والمتحدّرين من أصول عربية. 

وأثار هذا الهجوم موجة من الخوف عبر الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وخاصةً في المؤسسات التي يدرس فيها الشباب الفلسطينيون، كلية هافرفورد في بنسلفانيا، وكلية ترينيتي في ولاية كونيتيكت وجامعة براون في رود آيلاند. 

وكانت المخاوف بشأن الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية منتشرة بالفعل في مدارسهم بسبب الحرب الجديدة بين إسرائيل وحماس.

“وعمّق إطلاق النار في ولاية فيرمونت تلك المخاوف” وفق تعبير الصحيفة الأمريكية.

ووفقاً للصحيفة، فإن تالا قراقع، طالبة علم الأحياء في جامعة هافرفورد، والتي ولدت في القدس ونشأت في الضفة الغربية، قالت: “إطلاق النار على كنان وتحسين وهشام، يعني أنني وأي فلسطيني آخر قد نكون التاليين”.

وتابعت: “أشعر بعدم الأمان وعدم الحماية الآن أكثر من أي وقت مضى”.

وفي أكتوبر الماضي قُتل طفل أمريكي من أصل فلسطيني يبلغ 6 أعوام طعناً بسكين وأصيبت والدته بجروح في ولاية إيلينوي، بينما دفع المشتبه بارتكابه الجريمة البالغ 71 عاماً ببراءته.

وبينما أمضت عمة أحمد الأسابيع الأخيرة مذعورة بشأن مصير أقاربها في غزة الذين فروا من منازلهم بسبب سقوط القنابل من الجو، تفاجأت بإصابة ابن أخيها، الطالب في الرياضيات بجامعة ترينيتي.

وبهذا الشأن، يقول عبد الحميد، عن زميليه، علي أحمد، وعورتاني: “إنهما مقربان مني”، واصفاً الساعات التي سبقت دخولهم جميعا غرفة المستشفى بأنها الأطول في حياته “لن أكون بخير إذا لم أكن بالقرب منهما”.

وعورتاني وعبد الحميد وعلي الأحمد يعرفون بعضهم البعض منذ الطفولة حيث زاولوا جميعهم فصولهم الدراسية الابتدائية في مدرسة فريندز برام الله، وهي مؤسسة تأسست عام 1869.

واتهمت السلطات جيسون إيتون، 48 عاما، بثلاث تهم بمحاولة القتل من الدرجة الثانية. 

ويُعتقد أنه واجه الطلاب أثناء قيامهم بنزهة مسائية بالقرب من منزل جدة عورتاني، حيث كانوا يقيمون لقضاء عطلة عيد الشكر، حيث، قال عبد الحميد: إنهما كانا يتحدثان مزيجاً من اللغتين الإنكليزية والعربية، وكان اثنان منهما يرتديان الكوفية.

ووُلِد عورتاني وعبد الحميد في الولايات المتحدة، لكنهما كبرا مع علي الأحمد في الضفة الغربية. 

وهذا الأسبوع، رفض قائد شرطة المدينة في مؤتمر صحفي تقديم الدافع وراء إطلاق النار. 

فيما قالت المدعية العامة لمقاطعة شيتندن، سارة جورج: إن السلطات ليس لديها حتى الآن أدلة لاعتبار إطلاق النار جريمة كراهية، على الرغم من أنه ليس هناك شك في أنه “عمل كراهية” بحسب الصحيفة، وقد دفع إيتون بأنه غير مذنب.

وأفسد الهجوم على الطلاب الثلاثة ما أضحى تقليداً بينهم وهو قضاء عيد الشكر مع جدة عورتاني وعمه وخالته وأبناء عمومته. 

ومباشرة قبل إطلاق النار عليهم، كانوا قد حضروا حفلة عيد ميلاد لأبناء عم عورتاني التوأم البالغين من العمر 8 سنوات في صالة البولينغ.

ولدى عودتهم، ذهبوا للتجول في الحي، متبعين نفس الطريق الذي سلكوه في الليلة السابقة. 

وبحسب الصحفية، تساءل عبد الحميد، الآن عما إذا كان المسلح كان ينتظرهم، وبيت النية لمهاجمتهم.

“ما حدث بعد ذلك حدث كما لو كان في كابوس” وفق وصفه لـ”واشنطن بوست”.

وتم إطلاق النار على علي أحمد أولاً، ثم عورتاني، وبينما كان عبد الحميد يهرب، سمع طلقة نارية أخرى. 

قفز الشاب فوق السياج ودخل وهو يعرج إلى منزل قريب، حيث اتصل السكان برقم 911، عندها فقط، أدرك أنه كان ينزف.

وقال في الصدد “وقتها كنت مقتنعا بأن أصدقائي ماتوا”.

ألم ومستقبل مبهم

قال عبد الحميد “الطريقة التي نتعامل بها مع هذا الأمر، كوننا نشأنا في الضفة الغربية تحت الاحتلال، هي روح الدعابة”.

لكن  محاولاتهم لم تتمكن من إخفاء كآبة الوضع، وفق الصحيفة، إذ كان علي أحمد يسعل دما، وفي كل مرة كان يفعل ذلك، يشعر وكأنه يتعرض للطعن، وفق وصفه. 

وليس من الواضح ما إذا كان، عورتاني، الذي أصيب برصاصة استقرت بالقرب من عموده الفقري، سيتمكن من المشي مرة أخرى.

وفي كل من الكليات الثلاثة حيث يدرس الضحايا، في براون يوم الاثنين، وفي هافرفورد يوم الثلاثاء، وترينيتي يوم الأربعاء، أقام طلاب وقفات احتجاجية على زملائهم المصابين.

وفي جامعة براون، قرأ أحد الأساتذة بياناً صاغه عورتاني من المستشفى شكر فيه جميع الحاضرين لكنه حثهم على النظر إليه على أنه “ضحية واحدة في صراع أكبر بكثير” و”عضو فخور في شعب يتعرض للاضطهاد”. 

وذكر بعض الطلاب أن الجامعة لم تأخذ انشغالهم على محمل الجد. 

وقال عبود أشهب، وهو طالب في السنة الثالثة، إنه وعورتاني وطلبة فلسطينيون آخرون التقوا بالإدارة الشهر الماضي وأعربوا عن مخاوفهم بشأن التهديدات والمضايقات في الحرم الجامعي. 

وأضاف: “الإدارة لم تفعل شيئا لحمايتنا، المعايير المزدوجة واضحة”.

من جانبه، كتب علي الأحمد في رسالة مقتضبة أن مطلق النار استهدفه لأنه كان يرتدي الكوفية. 

وكتب في رسالة نصية “لقد تم إطلاق النار علي لأنني فلسطيني.. لهذا السبب لم يهتم المهاجم.. لم أكن شيئا بالنسبة له”.

وفي حين، خرج عبد الحميد من المصحة، يواصل الأحمد وعورتاني تقاسم غرفة المستشفى. 

قالت عمة علي الأحمد: إنه لا يزال ضعيفاً بسبب فقدان الدم، بينما قال عم عورتاني: إنه لا يستطيع تحريك أطرافه السفلية.

لكن العم لديه أمل، حيث أشار إلى أن الشفاء من إصابة في العمود الفقري يتعلق جزئيًا بالعلاج وجزئيًا بروح الشخص وعقليته، ويتابع عندما يتعلق الأمر بالأخير، فإن “هشام سوف يخرجه من هذه المحنة”، حسب ما نقلته الصحيفة.

 صحيفة تكشف ما ينتظر الطلاب الفلسطينيين الثلاثة الذين تعرضوا لإطلاق نار في أمريكا
صحيفة تكشف ما ينتظر الطلاب الفلسطينيين الثلاثة الذين تعرضوا لإطلاق نار في أمريكا

أقرأ أيضاً:

)) شاهد|| القسام تقصف تل أبيب وتكشف ما فعلته بتجمعات للقوات الإسرائيلية وقوة راجلة شمال غزة وجنوبها

)) شاهد: فتاة هندية حاولت اختيار زوج لها من بين الحضور لكنها تعرضت لموقف محرج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى