أخبار العالم

من قتل زعيم فاغنر؟.. صحيفة تكشف “مفاجأة” ودور “ذراع بوتين الأيمن”

كشف صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقريرٍ نشرته، اليوم الجمعة، أن زعيم فاغنر الروسية، يفغيني بريغوجين، قٌتل بتخطيط من شخص مقرب من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

– من قتل زعيم فاغنر؟

ووجهت الصحيفة في تقريرها التهمة لشخص وصفته بـ”الذراع اليمنى” لبوتين، مؤكدةً أنه قام بالتخطيط لاغتيال بريغوجين، بعد إعلانه التمرد على القيادة في موسكو، في أوج الحرب الروسية على أوكرانيا.

ووفقاً للصحيفة، فإن ضابط مخابرات روسيّ سابق قال: إنه في بداية أغسطس، بينما كان معظم سكان موسكو في إجازة، أصدر الذراع الأيمن لبوتين، وهو نيكولاي باتروشيف، في مكتبه بوسط موسكو، أوامر لمساعده بالمضي قدما في ترتيب عملية للتخلص من بريغوجين. 

حيث قالت “وول ستريت جورنال”: إن وكالات استخبارات غربية كشفت أن بوتين اطّلع على تلك الخطط في وقت لاحق ولم يعترض عليها.

وجاء في التقرير “بعد التمرد، لم يفعل الكرملين الكثير لوضع حد لحياة بريغوجين، الذي كان يسافر بحرية إلى أفريقيا للاطمئنان على عملياته هناك”.

وقالت الصحيفة نقلاً عن ماكسيم شوغالي، الذي عمل مع بريغوجين: إن موسكو سمحت لبريغوجين بمتابعة أعماله في سان بطرسبرغ وفي جميع أنحاء روسيا”، حيث أكد أن بريغوجين كان حذراً جداً خلال تلك الفترة.

كما قال شوغالي: “كان يعلم أن لديه أعداء وأن شيئاً ما يمكن أن يحدث له، ولكن بالنسبة له كان ملتزماً بالاتفاق مع موسكو”.

ومن جانبه، قال رئيس محطة وكالة المخابرات المركزية السابق، موات لارسن: إن “بريغوجين ربما بدا حُراً، في حين أنه كان في الواقع مراقباً عن كثب”.

وتابع “خطة بوتين كانت واضحة، وهي إبقاء الرجل الذي قٌضي عليه بالموت يمشي حتى يتمكنوا من معرفة ما حدث بالضبط”. 

وشدد على أن تمرده كشف عن صدع عميق في نظام بوتين لإدارة البلاد، فضلاً عن عدم الرضا في الجيش، الذي لم يفعل الكثير لمعارضة مسيرته.

وترك تمرّد مرتزقة فاغنر آثاراً في الداخل الروسي على مسافة مئات الكيلومترات من الجبهة الأوكرانية، حيث ظهرت حفر قنابل ومنازل متضررة في مناطق ريفية، وفق ما نقلت وقتها وكالات الأنباء.

وتقدمت آليات مجموعة فاغنر في يونيو الماضي، بأمر من بريغوجين من جنوب غرب روسيا باتجاه موسكو بهدف إطاحة القيادة العسكرية لاتهامها بالتقاعس وعدم الكفاءة في أوكرانيا.

– عملية الاغتيال

وعقب مضي أسابيع عدة على تمرده، وفي أعقاب جولته عبر أفريقيا، كان بريغوجين، ينتظر في مطار موسكو بينما أنهى مفتشو السلامة فحص الطائرة. 

وقال مسؤولون في أجهزة المخابرات الغربية: إنه خلال هذا التأخير تم وضع قنبلة صغيرة تحت جناح الطائرة، حسبما ذكرت الصحيفة.

وغادرت الطائرة بعد الساعة الخامسة مساءً، ووصلت إلى ارتفاع 28 ألف قدم، ولكن بعد أكثر من نصف ساعة، فقدت ارتفاعها بسرعة وتحطمت بالقرب من قرية كوزنكينو. 

وحينها، أظهرت مقاطع فيديو، الانفجار، وكيف سقطت الطائرة من السماء، فيما ذكرت وسائل إعلام روسية بعد أيام، أن اختبارات الحمض النووي أكدت وفاة بريغوجين في الحادث. 

وقُتل مع الزعيم المتمرد، 9 آخرون، من بينهم القائد البارز في مجموعة فاغنر، دميتري أوتكين، ومساعد آخر لبريغوجين، وطياران ومضيفة طيران تبلغ من العمر 39 عاماً.

وبعد ساعات من “الحادث” سأل أحد الأوروبيين المشاركين في جمع المعلومات الاستخبارية والذي حافظ على قناة اتصال مع الكرملين أحد المسؤولين هناك عما حدث، ورد مسؤول الكرملين دون تردد قائلاً: “كان لا بد من التخلص منه”، بحسب ما ذكرته الصحيفة.

– غضب موسكو من التقرير

في رده على ما جاء في التقرير، اتهم الكرملين، الجمعة، صحيفة “وول ستريت جورنال” بنشر “خيال رخيص”.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: إنه اطلع على القصة لكنه لن يعلق عليها قبل أن يضيف قائلاً: “مؤخراً وللأسف أصبحت وول ستريت جورنال مولعة بإنتاج الخيال الرخيص”.

ورفض الكرملين من قبل أي إشارة إلى أنه قتل بأوامر من بوتين ووصف ذلك بأنه “محض كذب”.

وكان بوتين ألمح في أكتوبر إلى أن تحطم الطائرة وقع بسبب انفجار عبوات ناسفة داخلها.

– من هو باتروشيف

وباتروشيف يبلغ من العمر 72 عاماً، هو الرئيس السابق لجهاز الأمن الاتحادي وحالياً يشغل منصب سكرتير مجلس الأمن الروسي ويعتبر أحد أكثر المتشددين النافذين في الحلقة الأقرب من مستشاري ومساعدي بوتين.

وبحسب وول ستريت جورنال، استغرق إعداد عملية اغتيال بريغوجين شهرين، ووافق عليها تروشيف.

ولم يتم الإبلاغ سابقاً عن دور باتروشيف، باعتباره المحرك لخطة قتل بريغوجين.

وكان باتروشيف قد حذر بوتين لفترة طويلة من أن اعتماد موسكو على فاغنر في أوكرانيا، حيث أن ذلك يمنح بريغوجين الكثير من النفوذ السياسي والعسكري الذي كان يهدد الكرملين بشكل متزايد.

وبفضل عشرات الآلاف من القوات وعمليات الذهب والماس المربحة في أفريقيا، تمكن بريغوجين من إدارة إمبراطورية بمليارات الدولارات في الخارج. 

لكن مواجهاته العلنية مع كبار ضباط الجيش حول الأسلحة والإمدادات، خلال حرب أوكرانيا، وضعته على مسار تصادمي مع الكرملين.

وعندما تحول ذلك إلى تمرد صريح في أواخر يونيو ضد القادة العسكريين الروس، مع تقدمه بقوات مسلحة نحو موسكو “تدخل باتروشيف لدرء التحدي الأكبر حتى الآن لحكم بوتين الذي دام أكثر من عقدين، كما رأى أيضًا فرصة للقضاء على بريغوجين إلى الأبد” وفق تعبير الصحيفة.

من قتل زعيم فاغنر؟.. صحيفة تكشف "مفاجأة" ودور "ذراع بوتين الأيمن"
من قتل زعيم فاغنر؟.. صحيفة تكشف “مفاجأة” ودور “ذراع بوتين الأيمن”

اقرأ أيضاً:

)) وسط قلق أمريكي.. فاغنر تُفكر بطريقة لتسليم حزب الله أنظمة دفاع جوي

))شاهد.. رئيس الفيفا جياني إنفانتينو يرقص “الينبعاوي” في جدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى