أهالي الوعر : ليس لدينا ثقة بضمانة نظام الأسد لخروجنا دون حماية أممية
تتفاوت ردة فعل أهالي حي الوعر المحاصر بحمص اللذين كانوا على موعد للخروج إلى مدينة إدلب بالأمس بين الحزين لتأخر علاج المرضى و السعيد لعدم الخروج، والغالبية انتابهم شعور الخوف الشديد من قوات النظام، بعد اعتذار الأمم المتحدة عن الحضور لدواعي أمنية .
و في هذا السياق قال السيد عبد الحسيب التلاوي (أبوجلال) أحد أهالي الوعر والذي كان متجهز للخروج أمس في حديث لـ ” وكالة خطوة الإخبارية ” لقد رفضت الخروج لعدم وجود الأمم المتحدة فهي الضمان لنا عند الخروج، حيث عرض النظام علينا الخروج على ضمانته و لكننا رفضنا ذلك لعدم وجود ثقة بالنظام، فنحن لدينا ثقة بالأمم المتحدة لأنهم مختصين بحماية الأهالي عند عملية التهجير، مضيفاً أن بعد إلغاء الطلعة أو تأجيلها نشعر بالارتياح .
وأضاف عبد الحسيب البالغ من العمر 66 عاماً وهو مهجر من حمص القديمة سابقاً ” أردت الخروج من الحصار للعلاج حيث أحتاج إلى عملية ديسك بالظهر فالحي يفتقد لأبسط أنواع الأدوية وانعدام للكوادر و الأدوات الطبية ” .
و في سياق متصل أفاد الناشط الإعلامي جلال التلاوي لـ ” وكالة خطوة ” أنّ العدد الإجمالي للأهالي الخارجين بالدفعة الأولى من الاتفاق حوالي الألف شخص 300 مقاتل من الثوار مع عائلاتهم، ومن بينهم حوالي 200 شخص من النساء والأطفال وأغلبهم من المصابين، ولديهم حالات مرضى مزمنة، وحالات غسيل كلى، وحالات بتر، وأيضاً بينهم ثمانية حالات شلل دماغي للأطفال، بالإضافة لكبار السن مع مرافقين لهم حوالي 60 مدني .
و أوضح جلال أن لجنة المفاوضات في حي الوعر بعدما التقت بوفد النظام عقب تأجيل خروج الدفعة أصرّت على وجود الأمم المتحدة كضامن لخروج الأهالي في وقت يحدد لاحقاً مع استمرار وضع الهدنة كما هي حالياً في الحي المحاصر .
فيما قال طلال برازي محافظ حمص إنّ عقبات لوجستية أرجأت إجلاء نحو 300 مقاتل كان يتوقع مغادرتهم الوعر يوم الاثنين لكنه أعرب عن ثقته في المضي قدماً بنجاح في الخطة، مضيفاً أنّ كل عمليات الإخلاء السابقة كانت ناجحة ومؤمنة بشكل كامل وهذه العملية ستكون ناجحة بالتأكيد، والخطة المؤجلة ستنفذ بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة. ” حسب ما نقلت رويترز .
ويشار إلى أنّ قوات النظام قامت بإغلاق المعابر المؤدية إلى حمص وتمنع دخول الخبز والخضار من قبل الحواجز المحيطة مع إعطاء مهلة للزائرين الداخلين إلى الحي بالخروج بمدة أقصاها ثلاثة ساعات وأنباء تتحدث عن تصعيد عسكري .
و الجدير بالذكر أن المعارضة المسلحة والسياسية اعتبرت في بيان لها الأحد الفائت أنه في حال تم إخراج أي شخص من حي الوعر أو أي منطقة محاصرة في سوريا يكون النظام قد أنهى التزامه بأي هدنة مطروحة، وحذر البيان بإعادة النظر في العملية السياسية بشكل كامل في حال استمر العجز الدولي عن تأمين الحماية للمناطق المحاصرة .
