الشأن السوري

تجارة المحروقات في الجنوب السوري ، خفاياها وطرق العمل بها !!

مع بدء الاستعدادات الشتوية من قبل الأهالي بالمنطقة الجنوبية، بدأ بدورهم تجار الأزمات بالتحكم والتلاعب بأسعار المحروقات، مستغلين حاجة الناس من جهة وطرق التجارة التي باتت تملكها جماعات مسلحة اختصت فقط بهذا الأمر من جهة أخرى

وتنحصر طرق تهريب المحروقات في الجنوب في نقاط محددة ويعتمد أهالي درعا والقنيطرة على طريقتين في الحصول على كميات محدودة من المحروقات بشتى أنواعها (المازوت والبنزين والغاز)، وذلك حسب ناشطي درعا، حيث يحاول النظام السوري منع وصول هذه المواد للمناطق المحررة، ضمن سياسة الحصار التي يتبعها في عموم البلاد على المناطق الخارجة عن سيطرته.

ويقول أبو عبد الله الحوراني، 30 عاماً، ناشط من درعا “الطريقة الأولى هي التعامل مع بعض التجار الصغار اللذين يتنقلون بين مناطق النظام والمناطق المحررة، ويعتمدون على تعبأة سياراتهم الشخصية من محطات المحروقات في مناطق النظام، ثم يتم بيعها في المناطق المحررة بأسعار مضاعفة تماماً، إضافة لنقل كميات محدودة معهم لا تتجاوز بأحسن الأحوال العشر إلى العشرين لتر من البنزين أو المازوت واسطوانة أو اثنتين من الغاز”.

ويضيف ابو عبدالله “أما الطريقة الثانية وهي الأشهر، التعامل مع التجار الكبار وهنا تدخل القصة بدهاليز معقدة ما بين ميليشيات اللجان الشعبية من جهة وبين تنظيم الدولة والنظام من جهة لتصل بنهاية المطاف لتجار من مناطق شمال شرق درعا (اللجاة) ثم توزع لباقي المناطق.

وفي تفصيل الأسلوب الدهليزي الأخير لتجارة المحروقات، يقول ناشطون من تلك المنطقة “أن المحروقات تصل من مناطق سيطرة تنظيم الدولة بالشمال السوري باتجاه معاقلهم في منطقة بئر القصب وشمال محافظتي درعا والسويداء، وهو ما بات يعرف بالمازوت أو البنزين (الداعشي)، ثم ينقل بطرق مختلفة منها عبر وساطات مقربة من جماعات تابعة للنظام ومنها عبر جماعات تابعة لميليشيات الدفاع الوطني، ليصل بالنهاية للتجار في منطقة اللجاة شمالي درعا، بعدها ينتقل ليوزع بكافة المناطق، وذلك بعد أن أضيفت على أسعاره مرابح كل وسيط على حده، ليصل بسعر مضاعف عما خرج منه من المصدر”.

وعن الخلافات المستمرة على ملكية طرق تجارة المحروقات تحدث الناشط أبو جهاد الحوراني، (27 عاماً، ناشط من ريف درعا،) عن وضع الطريق الذي تصل منه المحروقات قائلا ” يحصل على طريق (صما – المليحة) العديد من المشاكل، منها عمليات خطف وخطف متبادل بين المليشيات الدرزية التابعة للدفاع الوطني وبين (عرب اللجاة) من أهالي المنطقة، ويعمد كلا الطرفين خلال مثل هذه المشاكل على إغلاق تلك الطريق التي تربط محافظتي درعا والسويداء.

وتابع ابو جهاد حديثه “الطريق اليوم مغلقة لذات السبب، حيث تعرض عدد من سائقي الشاحنات للخطف على هذا الطريق، مما تسبب بإغلاقه من قبل الطرف الآخر حتى الأفراج عن المخطوفين.

ويشير أبو جهاد إلى أن متوسط سعر لتر البنزين في درعا اليوم (600) ليرة سورية، ويصل سعر لتر المازوت (380) ليرة سورية، فيما لا يزال إغلاق الطريق لم يؤثر بعد بشكل ملحوظ على الأسعار، نظراً لأن إغلاق الطريق جاء قبل بضع أيام فقط.

ويشير الناشطون بدرعا أن المصدر الوحيد للأسطوانات الغاز في درعا هو النظام فقط، كون تنظيم الدولة لم يستطع صناعتها بعد في مناطق سيطرته والاتجار بها.
ويصل سعر الأسطوانة في المناطق المحررة لما يزيد عن (5000) ليرة سورية حسب الأهالي هناك، مما يجعل منها خطة فاشلة إذا ما فكّر المواطن باستعمالها للتدفئة، نظراً لارتفاع سعرها، بينما في مناطق سيطرة النظام لا يتجاوز سعرها (2000) ليرة فقط.

ويؤكد ناشطوا درعا ان تجّار هذه المادة يستغلون علاقاتهم مع قوات النظام لتهريبها للمناطق المحررة، حيث بإمكان قوات النظام إلباس تهمة (إرسال الأسطوانات للمجموعات المسلحة لاستعمالها بالتفجيرات)، لأي شخص لا تريد التعامل معه، مما يجعل كبار تجار هذه المادة واللذين غالباً ما يكونوا من اتباع النظام، يجنون الملايين من المرابح خلف هذه التجارة الرابحة جداً.

– وتبقى عملية التجارة بالمحروقات من شمال البلاد لجنوبها مستمرة رغم المشاكل المؤقتة التي تعصف بها أحياناً، وكل ذلك على مرأى من أعين النظام وقواته، الذين يجنون المرابح من خلف هذه التجارة، حيث يعمد النظام بشكل أو آخر على تسهيل هذه العمليات، لتدر لاقتصاده المزيد والمزيد من الأموال.

خطوة || شاهد أزمة المحروقات تشل مدينة حلب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى