الشأن السوري

مهندس البترول السوري ” احمد المصطفى ” يكشف لموقع زمان الوصل تفاصيل حول صفقات الغاز والنفط بين النظام السوري وتنظيم الدولة

مهندس بترول سوري يفصّل لـ “اقتصاد” الخارطة النفطية والغازية في سوريا:

اتفاقية غير معلنة بين “داعش” والنظام تقوم على مبادلة الغاز بالكهرباء.

النظام يتحايل على العجز النفطي والغازي عبر تقنين الكهرباء بصورة غير عادلة.

الأكراد يسلّمون جزءاً من إنتاج حقل رميلان للنظام.

النظام يسيطر على أكبر حقول سوريا الغازية في المنطقة الوسطى.

الميزان النفطي بين الإنتاج والاستهلاك ليس لصالح النظام.

“الغاز مقابل الكهرباء”…معادلة تحكم علاقة غير معلنة بين تنظيم “الدولة الإسلامية –داعش” ونظام الأسد.

ففي حوار شامل مع مهندس البترول السوري، أحمد فايز المصطفى*، أكد الأخير، بناء على معلومات يمتلكها من الداخل السوري، أن “داعش” تسمح بتدفق الغاز من الحقول الخاضعة لسيطرتها، لصالح النظام، على ألا يقوم الأخير بقطع الكهرباء عن المناطق الخاضعة لسيطرة “داعش”.

وأكد المصطفى حصوله على معلومات من عاملين في القطاع النفطي داخل سوريا، تؤكد وجود اتفاقية غير معلنة بين “داعش” والنظام، تقوم على مبادلة الغاز بالكهرباء، وأن هذه المبادلة لا تتم على أساس تجاري، أي أن “داعش” لا تبيع الغاز للنظام، بل تسمح بتدفقه، مقابل أن يستمر النظام بتزويد مناطق “داعش” بالكهرباء.

وعقّب المصطفى موضحاً بأن “كميات الغاز المتدفقة من مناطق داعش للنظام ليست بالكبيرة، إذا ما أخذنا بالحسبان توقف غاز حقل العُمر تقريباً، بسبب عمليات التخريب التي طالت الخط الذي ينقله”.

وفي موضوع متصل، أكد مهندس البترول السوري، والذي عمل لسنوات داخل القطاع النفطي السوري، أن نظام الأسد يعاني من عجز في الميزان النفطي والغازي، وأن إنتاج مصادر النفط والغاز الخاضعة لسيطرته تقل بكثير عن الاستهلاك في مناطق سيطرته، ومن جانب آلته العسكرية. لكن نظام الأسد يتحايل على العجز النفطي والغازي بوسائل عديدة، من أبرزها استيراد المشتقات النفطية، وشراء النفط الخام من المناطق الخارجة عن سيطرته، وتقنين الكهرباء بصورة غير عادلة حسب المناطق.

وفصّل أحمد المصطفى لـ”اقتصاد” الخارطة النفطية في سوريا والقوى التي تسيطر عليها بالشكل التالي:
1- المنطقة الشمالية الشرقية (حقل الرميلان) واقع تحت سيطرة الأكراد.
2- منطقة دير الزور والرقة (حقول الجبسة والعُمر وكل حقول شركة الفرات) واقعة تحت سيطرة “داعش”.
3- المنطقة الوسطى (حقول حيان وايبلا والريان) واقعة تحت سيطرة النظام.

بالنسبة لمناطق سيطرة الأكراد، والحقل الأكبر فيها هو حقل الرميلان، وهو الأشهر في سوريا، فإن جزءاً كبيراً من إنتاجه يُسلم للنظام عن طريق الأكراد، فيما يُوجّه جزء من هذا الإنتاج للاستهلاك المحلي في مناطق الأكراد، ويُهرّب جزء آخر إلى إقليم كردستان العراق.

أما في مناطق داعش فقد كان الجزء الأكبر من الآبار والحقول خاضعة فيما سبق للنُصرة وللقبائل الكبيرة، وكانت تتم عمليات سرقة بشكل عشوائي مع جرائم قتل أحياناً، ومؤخراً حصل هدوء نسبي في هذه المناطق بعد سيطرة داعش وإغلاقها الكثير من الآبار ووقف عمليات سرقة النفط العشوائي.

بناء على معلومات من الداخل: “داعش” تمنح الغاز للنظام مقابل الكهربا
أكبر الحقول في هذه المنطقة (دير الزور والرقة) هو حقل العُمر التابع لشركة الفرات سابقاً، وحقل الجبسة. الإنتاج في هذه المنطقة حالياً انخفض بشكل كبير، وما يتم إنتاجه من مكثفات غازية (كوندنسات) ونفط يتم بيعه محلياً من جانب “داعش” للتجار بالسوق السوداء.

أما إنتاج الغاز فيتم مبادلته بين “داعش” والنظام على أن تحصل “داعش” على الكهرباء لمناطقها من النظام، مع إعطاء الأخير الغاز عن طريق أنابيب التصدير. مع العلم أن خط غاز حقل العمر شبه متوقف نتيجة تعرضه لعمليات تخريب كبيرة من قبل تجار النفط.

أما مناطق سيطرة النظام (المنطقة الوسطى) تحوي حالياً أكبر حقول سوريا الغازية (الريان -جحار -الشاعر) وهي مُسيطر عليها ومُدارة من قبل النظام.

عملياً إنتاج الغاز من مناطق النظام وما يأخذه من مناطق الكُرد و”داعش” يكفي حاجته لتوليد الكهرباء مع إتباع سياسة التقنين.

وأما بخصوص المشتقات النفطية فيبقى هناك عجز عند النظام عن تأمين احتياجاته في ظل الانخفاض الكبير في إنتاج بعض الحقول المُسيطر عليها من الأكراد بالإضافة لخسارته حقل العمر (أحد أكبر حقول النفط السورية).

وأضاف الخبير النفطي السوري بأن الميزان النفطي بين الإنتاج والاستهلاك، بالوضع الحالي، ليس لصالح النظام، مع ترجيح اعتماد النظام مستقبلاً على النفط المستورد، مضيفاً: “سيكون لمصفاة بانياس دور هام للنظام في المرحلة المقبلة”.

وختم المصطفى بالإشارة مرة أخرى إلى أن تقنين الكهرباء، وتوزيعها غير العادل على المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، هي أبرز وسائل النظام للتعامل مع عجزه في مصادر الطاقة، خاصة الغاز، فالنظام يقطع الكهرباء عن بعض المناطق لأكثر من 15 ساعة يومياً، فيما تقل فترات التقنين في مناطق أخرى، كما أنه يحرم مناطق بأكملها من الكهرباء تماماً، ربما لأشهر.

يُذكر أن صحيفة “وورلد تريبيون” الأمريكية أوردت منذ فترة تقريراً يتحدث عن سيطرة “داعش” على 60% من القطاع النفطي السوري. ويرجّح مختصون أن “داعش” تبيع النفط عبر طرق التهريب إلى تركيا..

 

140721120721661

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى