الشأن السوري

“ابني العزيز أفتقدك” كلمات باحت له بها في الذكرى الخامسة لاعتقاله

آلاف الأمهات يتجرعن مرارة الأسى لفقد أحد أبنائهن أو ربما أكثر من ابن مغيب في غياهب سجون الأسد والذي يحز في قلوبهن ويعتصر أكبادهن هو عدم معرفة مصير أبنائهن و ينتابهن السؤال كل يوم هل ولدي على قيد الحياة ؟ أم قد قتله التعذيب ! ويعيش أهالي المعتقلين على بصيص أمل ينتظرون من خلاله خبراً يُهدّئ من روعتهم، كما دفعوا الأموال الطائلة لأزلام النظام لكنّها دون جدوى .

ومن هذه الأمهات تروي لـ ” وكالة خطوة الإخبارية ” السّيدة ” أم أحمد ” من مدينة حمص عاصمة الثورة حكاية ألمها مع فقدان ابنها الأكبر ” أحمد ” وهو مواليد حمص 1987 و الذي يصادف اليوم الذكرى الخامسة على اعتقاله حيث تم الاعتقال في يوم الخميس الثالث من نوفمبر تشرين الثاني  من عام 2011 عند مرروه على حاجز مقبرة الكتيب في حي باب تدمر والمعروف بحاجز ” أبو علي ” ذو السيط الأكثر حقداً طائفياً في حواجز حمص، ومنذ ذلك الحين و هي لا تعلم شيئاً عن ولدها، وابتسمت والدمع بعينها حتى يوم الخميس صادف هذا العام بالذكرى، مضيفةً أنّه كان يحضر لموعد للسفر إلى إحدى دول الخليج للعمل هناك بعد أربعة أيام من الاعتقال وخطيبته بانتظار سفره كي تلحق به لكن قدر الله وما شاء فعل.

و قالت مواسية نفسها : ليتني لم أدعك تذهب لم أكن أعلم أنّها آخر لحظات لنا معاً، لم أكن أعلم أنّي لن أراك مجدداً كنّا سوياً كلّ الوقت قبل ذهابك قلت أنّك ستعود لكن شاء الله ولم تعد شاء الله وكان هذا آخر لقاء و آخر كلام و آخر لحظات سعادة لنا.

وأضافت : لو أعلم أنك ستذهب بعيداً عن حضني لبقيت أحتضنك كلّ الوقت و لم أدعك تبتعد، لو أعلم أنّهم سيأخذونك بعيداً عن عياني لأبقيتك داخلهما وأغمضت الجفون كي لا يبعدوك عني، مضى كل هذا الوقت ولم تذهب من عقلي وقلبي وفكري لو للحظة، مضت تلك السنوات الخمس وكأنّ الذي حدث بالأمس.

و أكدت الأم المرهقة بقولها مخاطبة ابنها المفقود : إنني أنتظرك و أنتظر عودتك إليّ اشتقت لحضنك و لصوتك ولكلماتك وهمساتك ولنظرة عينيك اشتقت لكل ما فيك، أنا أنتظرك كلّ الوقت لن أملّ أبداً من انتظاري لك إلى أن تعود إليّ وإلى حضني .. ابني العزيز أفتقدك ..

thumb

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى