الشأن السوري

كيف قسمت قضية حلب أعضاء البرلمان الكويتي ؟

تخطت مأساة حلب حدود سوريا وأشعلت شظاياها تلاسناً برلمانياً في الكويت يُنذر بحالة من الاصطفاف الطائفي، حيث انقسم البرلمان إلى فريقين أحدهما يؤيد قوات المعارضة السورية ويندد بما حل بالمدينة الشمالية من قتل ودمار، وفريق آخر يدعم نظام الأسد والتنظيمات الشيعية الموالية له ويعتبر ما حدث تحريراً.

ولم يخل التلاسن، الذي وصل إلى شبكات التواصل الاجتماعي من مصطلحات مذهبية وطائفية، حيث غرَّد النائب الكويتي، خالد الشطي (شيعي) : ” أهنئ الشعب السوري بتحرير حلب من أيادي الإرهابيين، وأستنكر العمليات الإرهابية التي ارتكبها هؤلاء الإرهابيون هناك “. على حسابه في موقع “تويتر” ولم يتوقف عند هذا الحد، بل أشاد بما اعتبر أنّه “الأداء الإنساني الرائع، والحس المتقدم في المسؤولية الذي يبديه جيش النظام في حماية الأهالي”. وختم بأنّ “البهجة والأفراح تعم حلب بعد عودة أحيائها المحتلة إلى حضن الوطن، وفرار الجبناء”.

ومن جانبه ردّ النائب الكويتي وليد الطبطبائي (سني)، خلال وقفة احتجاجية أمام السفارة الروسية في الكويت، حيث قال: ” مطلبنا هو طرد سفير دولة الإجرام، ولا عزاء لنواب إيران وكلابها النابحة ” كما وجَّه الطبطبائي الدعوة إلى من سمَّاهم ” النواب الشرفاء ” من أجل ” تقديم طلب رسمي وفق اللوائح المتبعة، والمُصادقة على قرار مجلس التعاون الخليجي بشأن حظر (حزب الله اللبناني) “.

و مع مشاهد المدنيين القتلى والدمار الهائل في أحياء حلب الشرقية، لم يتوقف التلاسن في الكويت عند هذا الحد، إذ دعا حاكم المطيري، رئيس حزب الأمة (غير مرخص)، عبر حسابه على “تويتر” إلى ” إعلان الجهاد ” مستنداً إلى قول الشيخ ابن باز بفتوى وجوب الجهاد.

و في سياق متصل اعتبر الكاتب في صحيفة “الأنباء” الكويتية، صالح الشايجي، في مقاله الاثنين أنّ “حلب، قضية سورية، إقليمية، عربية، عالمية، ولكنها بالتأكيد ليست قضية كويتية !” منتقداً التقاسم البرلماني لآرائهم وحذّر ” من هذه العنتريات والتفلتات القولية والحركية لدى بعض المشحونين من الفريقين، التي لن تجلب لنا إلا المصائب ” على حد قوله داعياً إلى ” إيقافها على الفور”.

بينما كتب الكاتب خليل علي حيدر (شيعي) مقالاً نشرته صحيفة “الجريدة” الكويتية الخميس الماضي متسائلاً ” لماذا تحولت مأساة حلب والمذابح السورية برمتها في الكويت إلى قضية، من اختصاص أهل السنّة ؟” و “لماذا ظهر شيعة الكويت وكأنّهم من مؤيدي سياسات النظام السوري ومناصري المذابح هناك؟” و اعتبر أن “السبب الأهم لهذا الانقسام الطائفي في الكويت إزاء المأساة السورية، هو ذلك النجاح الدعوي المذهل بين شيعة الكويت، منذ بدء الأزمة عام 2011، وخاصة للجناح المؤيد للولي الفقيه وللسياسة الإيرانية الخارجية المغامرة.

المصدر: هافينغتون بوست عربي – الأناضول

c0mgw3qwiaawmcr

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى