الشأن السوري

فراتي الأصل و العقيدة ..

بقلم أحمد جنيد

تركيا 16 1 2017

لستُ من أبناء ديرالزور و لستُ من أبناء الرقة و أكاد أجزم بأنني لست ابن محافظة فأنا من ذاك النهر العميق من حوض الفرات الذي لطالما روى آلاف البشر فراتي الأصل و العقيدة ..

اقولها علناً أنني ربطت بين مدينتي الرقة و ديرالزور جسور للحب و جسور للعشق للمدينتين في قلبي كنت ديري في أوقات و رقاوي في أوقات و زاد شغفي بتلك المدينتين بفراتهم , كنت شاهد على تحرير المدينتين من عصابات الأسد او دخول الجيش الحر لهم كانت وجهتي واحدة الفرات و لا غير الفرات و لطالما اعجبتني مقولة أنني فراتي …

ثارت المدينتين و عاشت الحرية المدينتين استنشقت قليلاً من الهواء الصافي من دون حقد و هم الا أن الوجع قد كتب على الفراتيين منذ ولادتهم و قدر عليهم الألم على ذلك الحوض فالوجع كبير أرضهم ليس لهم ارهابيون في نظر العالم أجمع قنابل موقوتة تسير على الأرض صدقوا فالفراتيون اليوم قنابل موقوتة تسير على الأرض قنابل من ألمهم من وجعهم شعب فقد أغلى ما لديه و لم يعد يخسر شيء فقد خسر الأرض الاغلى و الاطهر فقد هجر من جنة الله على الأرض قسراً ..

أيا يا أرضاً ما خُلِقَت إلا للأوجاع أوجعينا فنحن لكِ وإِنّا إليكِ عائدون نحن من ذاك الأرض و النهر من أرض الدم و الفرات عندي خروجي الأخير من مدينة الرقة باتجاه الحدود التركية و تحت ظلمة الليل و بأفكار تدور في رأسي المتكئ على نافذة السيارة وداعاً يا أرضي وداعاً يا أهلي سنين التضحية من أجلك ذهبت هبائاً ما عادت تنفع الكلمات و لا الدموع و لا حتى أنا فقد خرجت الروح عن الجسد عند آخر حاجز،  لا شيء أصبحت في ارض الغربة و قد فقدت الروح و البصيرة هناك …

أجزم اليوم بأننا كـ فراتيون لا نشعر بعيوننا إلا مرتين، مرة حينما نبكي، ومرة حينما يكون الفرات أمامنا و أننا لم نشعر بأرواحنا الا مرتين مرة عند الموت ومرة عندما يكون الفرات قريب مننا الطريقة الوحيدة لدينا الان لعودة الروح قليلاً الى الجسد هي النظر الى الجنوب من تلك البلد التي نعيش فيها و سيكون الهواء الذي نستشقه من الوطن يا اخوتي …

ملاحظة : وكالة خطوة الإخبارية لا تتبنى وجهة نظر كاتب المقال وليس من الضروري أن يعكس مضمون المقال التوجّه العام للوكالة

جون-01

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى