مقال رأي

سد الفرات في خطر ..!!

بقلم: م. عبد الجواد سكران

لا أستطيع ان أتجاهل مخاوفي على سد الفرات …. وأنا أرى خطر المعارك التي تدور حوله وقصف طائرات التحالف لمواقع داعش في محيطه …

أنا مهندس قضيت عشرون عاماً في محطة سد الفرات وهي كافية لأدرك أهمية السد و حجم الكارثة الانسانية التي يمكن ان يسببها انهياره على منطقة جغرافية واسعة،
غادرت المحطة مديرا لها عام 2013 , وتركت خلفي عددا من الزملاء المهندسيين ومجموعة من الفنيين المتميزيين ,هذا ما تبقى بعد ان غادر قسم كبير بعد التحرير في شباط 2013.

استمر النزيف لاحقاً بعد ممارسات داعش وخرج قسم آخر من المهندسين والفنيين ليصبح الوضع الفني للمحطة حرجاً تماماً …

أتحدث عن محطة سد الفرات لادراكي بأهمية دورها في حماية السد من خطر الانهيار من خلال تحكمها في تمرير المياه من البحيرة عن طريق عنفات التوليد أو عن طريق بوابات المفيض للتحكم بمستوى المياه في البحيرة ، بحيرة السد يبلغ طولها حوالي 90 كم من مدينة الطبقة وحتى سد تشرين على أطراف منبج , وعرضها الوسطي 8 كم، جسم السد يمتد 4.5 كم بمقطع هرمي قاعدته 512م وارتفاعه 60م وعرض السطح 20 مترا , مبني من ركام مدكوك من الحصى والرمل، يحجز السد خلفه 14,3 مليارم3 من الماء الصالح للشرب بالاضافة الى ثروة سمكية هائلة ,كما تقوم البحيرة بري مشاريع زراعية شاسعة على طرفيها.

انتهت اعمال البناء عام 1971 ومنذ ذلك التاريخ تقوم الاعمال المدنية بالاشراف عليه واجراء قياسات الهبوطات والرشوحات واجراء الصيانات اللازمة لضمان استقراره.

تدور الآن معارك طاحنة بين قسد وداعش في محيط السد , وتستهدف طائرات التحالف داعش في مدينة الطبقة القريبة من المحطة , الاهتزازات الناتجة عن الانفجارات تنتقل موجاتها لتصل الى أساسات المحطة وتؤثر على جسم السد وتضعف من تماسكه.

الاستهداف المباشر للمحطة او جسم السد قصداً اوخطأً سيؤدي الى انهياره بشكل متسارع ,عدا عما يمكن أن تفعله داعش من تفجرات أو تفخيخ أو زرع عبوات متفجرة هنا وهناك في المحطة أو في جسم السد.

انهيار السد ” لا قدر الله ” سيؤدي الى انطلاق الماء باتجاه الرقة بسرعة تتجاوز 120 كم/ساعة , وخلال نصف ساعة ستصل المياه الى الرقة وتغمرها بارتفاع يتجاوز 20 مترا, وخلال ساعتين ستصل الى دير الزور ومنها الى البوكمال والعراق .

ستكون كارثة انسانية وبيئية لا مثيل لها في العالم من خلال حجم التأثيرات على البشر والحجر ….

أوجه نداء من خلال مقالتي هذه الى من يهمه الأمر والى المنظمات الانسانية والدولية للعمل حثيثا لمنع وقوع الكارثة ,كما ينبغي على الأطراف المتقاتلة أن تعي الخطر وتأخذ حيطتها لئلا تكون سبباً لهذه المأساة الكبيرة .

ملاحظة : وكالة خطوة الإخبارية لا تتبنى وجهة نظر كاتب المقال وليس من الضروري أن يعكس مضمون المقال التوجّه العام للوكالة

عبد الجواد سكران-01

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى