الشأن السوري

مشقة ومخاطر يعانيها مهجّرو حلب في طريقهم الى تركيا والنتيجة !!

منذ خروج مهجّري أحياء حلب الشرقية منها في الثاني و العشرين من الشهر الفائت حاولت الكثير من العائلات بعد وصولها إلى ريف حلب الغربي الدخول إلى تركيا و لكنّ الطريق محفوف بالمخاطر و مليء بالمستغلين من المهربين.

حيث التقى المهجرون الحلبيّون على الحدود التركية مع عدد من أبناء باقي المحافظات من حمص وحماة وغيرها ومن مهجّرين آخرين من دولة العراق والمناطق الشرقية في سوريا كما أصبحت مهنة التهريب منتشرة جداً حيث تتفاوت الأسعار من مهرب إلى آخر فمن مئة دولار أمريكي إلى ألف و سبعة مئة دولار فيما يتقاسم السماسمرة الأشخاص لعرضهم على المهربين فيقع الركاب طعماً لأولئك المهربين، فمن يدفع أكثر يمهدون له طريق أسهل و من لا يدفع يتركونه دون تنسيق مراصد أو حماية تكشف له الطريق مما يعرضه للوقوع بيد الجندرما التركية. بحسب ما أفاد أحد الخائضين لتجربة الوصول إلى تركيا الشاب ” أيمن وطفة ” لـ ” وكالة خطوة الإخبارية “

و قال وطفة : ” حاولنا العبور في المرة الأولى و كان الجو ماطراً و الأرض طينية حيث تلوثت الثياب و المتاع و بدأ الأطفال بالبكاء فبعد قطعنا لساقية المياه و الجدار الفاصل تم إطلاق النار في السماء لتخويفنا و إجبارنا على التوقف ثم إلقاء القبض علينا على منطقة مزفتة لمدة ساعتين ليتم أخذنا بعدها إلى مركز شرطة و تم وضعنا في ملعب لكرة السلة مسيج دون طعام و شراب ولا غطاء ولا مراحيض لمدة إحدى عشر ساعة و كانت لهجتهم قاسية جداً معنا، ثم أطلقت الجندرما سراحنا و عدنا إلى المهرب، وقال لنا ستدخلون اليوم وبرر ذلك أنّه كان خطأ من إذن عسكري أو ضابط و مرت دورية غريبة حسب قوله “.

و أضاف ” كما حاولنا العبور مرة أخرى من طريق آخر حيث تسلقنا جبل عالي جداً و كان معي طفلي صغير حيث وقعت على الأرض ونجا طفلي من الموت, وكان الاتفاق مع المهرب أنّ طريقنا هذه المرة هو بإذن عسكري أيّ بموافقة الجندرما التركية والتنسيق معهم, ولكنّي تفاجأت بعربة الكوبرا التابعة للجيش التركي و عند سؤالي للمهرب ألا ترى الجندرما تتدفأ بالقرب من العربة، قال لي إنّهم معنا نحن متفقون معهم فعندما وضعت قدمي مع زوجتي و طفلي على الزفت بدأ إطلاق النار في الهواء و هجم عناصر الجندرما فتراجعنا “.

و ختم وطفة حديث قصته معنا قائلاً : ” بعد أكثر من خمس محاولات و بعد مرض طفلي من البرد الشديد جراء الاحتجاز من قبل الجندرما بكل محاولة لمدة 10 ساعات تقريباً تمكنت زوجتي من الدخول هي وطفلي مع عدة عوائل كانت ذاهبة إلى تركيا، ولكن أنا لم أستطع العبور بسبب انشغالي بمساعدة بعض العوائل بحمل الحقائب حيث هجمت علينا الجندرما وألقت القبض علينا، و إلى الآن لم أعبر مع العلم أنّي مصاب و مضطر للخروج لإجراء عمل جراحي، فقصص نصب المهربين لا تنتهي “.

1443906243

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى