وفاة طفلة سورية في اليونان و أوروبا تستمر بالتضييق على اللاجئين

فارقت رضيعة سورية تدعى نورشان الحياة جراء البرد والمرض، في اليونان، المحطة التي ينتظر فيها اللاجئون طويلًا بغية الذهاب لدول أوروبا، ودفنت نورشان البالغة شهرين من العمر، بصمت في مقبرة ” هالكيدا ” باليونان، مطلع الشهر الجاري، ليرتفع بذلك عدد اللاجئين الذين توفوا في اليونان في ظل موجة البرد القاسية، إلى أربعة أشخاص خلال الأسبوع الأخير، حيث تشير المعلومات إلى أن اللاجئين الثلاثة (باكستاني و مصري و سوري) فارقوا الحياة تسمماً بالدخان المتصاعد من المدفأة التي أشعلوها في خيمتهم الصيفية.

و تزامنا مع دفن نورشان، كان المسؤولون الأوروبيون في بروكسل، يوصون بتمديد السماح لكل من ألمانيا و النمسا و الدنمارك و السويد و النرويج بتعليق العمل باتفاقية “شنغن” ( التي سمحت منذ 1995 بالانتقال بدون جواز سفر في معظم أنحاء الاتحاد المؤلف من 28 دولة ) لمدة ثلاثة شهور إضافية في مواجهة تدفق اللاجئين، ويخططون لعقد قمة مع ليبيا، لمنع دخول اللاجئين، فيما تجري مناقشة قرار ترامب حول حظر الدخول، في البرلمان الأوروبي الذي انتقده.

و الجدير بالذكر أنّه يوجد في اليونان حالياً قرابة الستين ألف لاجئ، يعانون من ظروف الشتاء القاسية في المخيمات، وتصف الأمم المتحدة أوضاعهم بالمزرية التي يرثى لها، و رغم تعهد الاتحاد الأوروبي بإعادة توزيع 160 ألف لاجئ وصلوا اليونان و إيطاليا، خلال عامين، بين دوله، لم يلتزم إلى حد كبير بتعهده، حيث بلغ عدد اللاجئين الذين جرت إعادة توطينهم 8 آلاف و162 لاجئاً فقط، وفق آخر تقرير صادر عن المفوضية الأوروبية بتاريخ 8 كانون الأول/ ديسمبر 2016.

أيضاً رحلّت دول الاتحاد 11 ألف لاجئ في 2016، و التزمت بروكسل الصمت حيال قيام المجر بإنشاء جدار على حدودها مع صربيا، للحيلولة دون تدفق اللاجئين، وقالت اليونان إنّ وزير شؤون الهجرة واللجوء البلجيكي تيو فرانكين، قال خلال اجتماع لوزراء داخلية الاتحاد: ” ارموا اللاجئين في البحر، وإذا غرقوا فليغرقوا “.

و كان الاتحاد الأوروبي قد أبرم اتفاقية مع تركيا بغية عدم وصول اللاجئين، حيث انخفض عدد اللاجئين الوافدين إلى الجزر اليونانية، إلى نحو 80 لاجئ يومياً، في حين يستعد الاتحاد لإبرام اتفاقية مماثلة مع ليبيا وتقضي بدفع 200 مليون يورو إليها مع دول أفريقية أخرى، في الوقت الذي ينتقد فيه بشدة سياسات ترامب.

المصدر: الأناضول