مقال رأي

ضربة جزاء .. !

بقلم: م. عبد الجواد سكران

في كرة القدم ليس مهماً ما يحصل عليه الفريق من رميات ركنية أو رميات حرة  ولا حتى رميات الجزاء الضائعة,كلها ليست مهمة دون تحقيق الهدف الذي يضمن الفوز .

حتى لو أجاد الفريق اللعب,وامتلك مهارات فردية متميزة,وسيطروا على الكرة لفترات أطول خلال مجريات المبارة,الا أنه من يسجل الهدف فقط سيربح في النهاية.

هذه الحالة في كرة القدم لا تختلف عنها في الملعب السوري,حيث الفرق كثيرة والكل يستعرض مهاراته في الملعب الكبير, والكرة تنتقل من فصيل الى فصيل ومن ميليشيا الى ميليشيا,والتمريرات المكشوفة وغير المكشوفة تمر أمام الجميع , وحكام الساحة يفرضون قراراتهم على الجميع .

الأمس القريب كان النظام يتهاوى امام ضربات الثوار, وأوشك الحكم ان يطلق صافرة الهدف الذهبي معلنا انتصار الثورة لولا تدخل الروس على ما ذكروه على لسان وزير خارجيتهم هل حقاً كانت كرة الثورة قريبة من الهدف؟ وهل كانت دفاعات النظام تتهاوى أمام هجماتها؟

ربما….فقد عشنا اياماً شعرنا ان الفوز قاب قوسين او ادنى وان صافرة النهاية على وشك أن تعلن ذلك.

بالرغم من هذا التهاوي الذي كان واضحا للكثير, وعاينه الروس قبيل تدخلهم الذي جاء حسب تصريحاتهم في الوقت المناسب, الا ان النظام لم يكن خصما عاديا, بل كان يلعب كراته بمهارة عالية.

في كثير من المناطق نجح الثوار في اجباره على اخلائها مرغما تحت تأثير ضرباتهم المحكمة بالرغم من دعم الميليشيات الايرانية وحزب الله .

الا أنه كان في كل منطقة يحتفظ بجيوب تجعل الانتصار غير مكتمل, ففي الرقة عام 2013 مثلا احتفظ بقيادة الفرقة 17 واللواء 90 ومطار الطبقة العسكري ,وفي دير الزور لازال يحتفظ بمطارها وبعض الاحياء ,وفي ريف حلب رغم تحريره كاملا بوقت مبكر الا ان قريتي نبل والزهراء بقيتا عصيتين, وكذلك الحال في ادلب بالنسبة لكفريا والفوعة.

والسر الأكبر يكمن في طريق خناصر ,ذلك الشريان الوحيد الذي بقي يغذي تواجده في حلب حتى هذه اللحظة, وبالرغم من طول هذا الشريان الذي يمتد الى حماة بطول يتجاوز 200كم في ارض مكشوفة في كثير من مناطقها الا أنه استمر في التدفق دائما .

أما في ريف دمشق فكان الامر مختلفا تماما, حيث نجح النظام في اسكات وتحييد آلاف البنادق تحت مسمى الهدنة او المصالحة والتي لم تكن سوى ” انتظروني حتى أفرغ من اخوتكم لأعود اليكم”, وفعلاً عاد الى من هادنهم بالامس ليضعهم تحت خيارين احلاهما مر ” الموت او الرحيل الى ادلب” .

الترحيل والتغيير الديموغرافي المسكوت عنه من كل حكام الساحة وخطوط التماس يعيد للنظام أملا بالفوز, بينما كرات الثورة القوية التي كانت بعيدة عن عوارض المرمى لا زالت تأمل بضربة جزاء تعيد لها الأمل.

ملاحظة : وكالة خطوة الإخبارية لا تتبنى وجهة نظر كاتب المقال وليس من الضروري أن يعكس مضمون المقال التوجّه العام للوكالة

عبد الجواد سكران-01

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى