الشأن السوري

الرقة بين الماضي و الحاضر , و مستقبل مرتقب مجهول !!

تتصدر محافظة الرقة حالياً معظم وسائل الإعلام المحلية و الدولية فتلك المحافظة المهمّشة كليّاً قبل سيطرة تنظيم الدولة عليها أصبحت مؤخراً أبرز مدن العالم و أكثرها إرهاباً حسب وصف الولايات المتحدة ، و يمكننا القول أنّ ” الرقة ” تحولت إلى هدفٍ للجميع إلا أبنائها و باتت اليوم في خطر و تحت تهديد الاقتحام في أيّ لحظة و من أطراف عدة .

و تحدث مراسل وكالة خطوة الإخبارية في الرقة عن استمرار ” قوات سوريا الديمقراطية ” في معركتها ” غضب الفرات ” التي أطلقتها في تاريخ ” 6 11 2016 ” بدعم من قوات التحالف الدولي و دخلت مرحلتها الثالثة في الرابع من فبراير شباط الفائت ، و التي تهدف لعزل مدينة الرقة بشكل كامل و التي بدأتها انطلاقاً من مدينة تل أبيض على الحدود السورية التركية و سيطرت على مساحات واسعة من الريف الشمالي و الشمالي الشرقي و الغربي لتصل إلى الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور شرقاً و سد الطبقة غرباً و باتت على بعد أقل من خمسة كيلو مترات من مدينة الرقة شمالاً مع توقف عملياتها بشكل جزئي قرب الرقة و استمرارها شرقاً لقطع خط إمداد التنظيم من دير الزور و العراق ، و على الرغم من تدمير طيران التحالف جميع الجسور في المحافظة إلا أنّ مسألة التقدم أكثر باتجاه مدينة الرقة من قبل القوات مؤجل حتى اللحظة .
و أضاف مراسلنا أنّ العملية التي أطلقتها فصائل من الجيش السوري الحر “درع الفرات” بدعم من القوات التركية و التي تهدف لطرد تنظيم الدولة من الحدود التركية و السيطرة على غرب الفرات و التي بدأت معاركها من مدينة جرابلس الحدودية و أحكمت السيطرة عليها في أواخر عام 2016 و سيطرت على مدينة الباب الاستراتيجية بعد معارك دامت لأشهر ضد تنظيم الدولة و ليكون السؤال بعدها ( أين وجهت درع الفرات ؟ ) السؤال الذي ردّ عليه مسؤولين أتراك بأنّ العملية مستمرة و ستتجه نحو مدينة منبج و بعدها إلى الرقة بعد اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن الوضع الراهن يقول غير ذلك على الرغم من هجمات القوات على قرى منبج و السيطرة على بعضها إلا أنّ اتفاقيات تدار من تحت الطاولة ضد درع الفرات حسب ما بات واضحاً و تبعد منبج عن الرقة أكثر من 100 كيلو متر و مع طرح سيناريو دخول تلك القوات عن طريق ممر من مدينة تل أبيض باتجاه مدينة الرقة للسيطرة عليها و ذلك بعد عزلها من قبل قوات قسد خلال الفترة المقبلة دون أيّ تأكيد عن ذلك السيناريو .
و أشار مراسلنا إلى أنّ قوات النظام البعيدة كليّاً عن مدينة الرقة و المنشغلة بقتال فصائل الثوار في المناطق المحررة باتت اليوم أحد القوى التي تطمح للسيطرة على الرقة أيضاً و ذلك بعد تسليم تنظيم الدولة عدد من القرى لها في الريف الشرقي لمدينة الباب و قطعها الطريق أمام قوات درع الفرات باتجاه منبج و الرقة و تصريح الأركان الروسية عن اتفاق مع قوات قسد على تسليم منبج و قراها بدءاً من يوم أمس الجمعة و الذي وضع قوات النظام على خط واحد أمام تنظيم الدولة باتجاه الرقة على الرغم من تواجد جبهة مباشرة بين قوات النظام و تنظيم الدولة غربي الرقة في منطقة ” السلمية ” التابعة إداريا لمحافظة حماة و القريبة من مدينة الطبقة و ليكون هذا السيناريو مطروح على طاولة المعركة .

تعددت السيناريوهات و الأحاديث عن معركة الرقة ما بين ثلاث جهات متصارعة دون أيّ سيناريو مؤكد حتى اللحظة أو أيّ دليل على قرب المعركة ، إلا أنّه اليوم ثلاث دول متمثلة بتركيا و روسيا و الولايات المتحدة تتحارب من أجل الرقة عاصمة تنظيم الدولة ، التي يعيش أهلها حالة من الخوف و الترقب دون أيّ طريقة من الهروب من هذا السجن الكبير و بانتظار قوة جديدة تسيطر عليها ، و ليبقى السؤال اليوم ماذا ينتظر الرقة ؟ ! .

 

الرقة 1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى