تفاصيل مأساوية تروي معاناة خان شيخون قبل وبعد الكيماوي
خان شيخون مدينة تقع في الجزء الجنوبي من مدينة إدلب سيطرت عليها المعارضة في عام 2014 و منذ ذلك الحين تتعرض لقصف جوي شبه يومي، حيث جددت المقاتلات الروسية، أمس الأحد ، قصفها بأكثر من عشرين غارة بالقنابل الفراغية و الفوسفورية لمراكز الدفاع المدني و مشفى الرحمة الخارجين عن الخدمة مسبقاً مخلفةً مزيداً من الدمار.
و في لقاء خاص لوكالة ” ستيب نيوز ” قال السيّد ” أسامة الصيادي ” رئيس المجلس المحلي لخان شيخون إنّ المدينة عانت الكثير من الضغوطات و الصعوبات الحياتية و موقعها الاستراتيجي جعل منها ملجأً للكثير من النازحين و خاصة نازحي ريف حماة الشمالي، حيث يقوم المجلس المحلي في المدينة بتسيير أعمال السكان و خدماتهم، و القصف دفع غالبية السكان إلى النزوح عن المدينة إلى الأراضي الزراعية أو القرى المجاورة للمدينة، كما أنّ المدينة لا تملك أيّ تواجد عسكري و تعد إدارتها مدنية و يتوقف تواجد بعض الفصائل في محيطها.
و بالنسبة للأوضاع الإنسانية أوضح الصيادي أنّ المدينة بعد القصف بالكيماوي في تاريخ 4/4/ 2017 أصبحت منكوبة صحياً وازاد الوضع صعوبة عقب خروج مشفى الرحمة و مركز الدفاع المدني الوحيدين في المدينة عن الخدمة بالكامل، و أقرب نقطة طبية تبعد 25 كيلو متراً بالإضافة للوضع المعيشي المتردي بسبب إغلاق السوق الرئيسي في المدينة بعد القصف و غلاء الأسعار و فقدان بعض مقومات الحياة الرئيسية، كما أنّ غالبية المنظمات و الجمعيات الإغاثية استهدفت النازحين من المدينة إلى خارجها و منها التي استهدفت الحي المتضرر فقط على حساب بقية الأحياء الفقيرة.
و أضاف الصيادي أنّ المدينة تنقصها بعض الخدمات بسبب عدم تواجد المنظمات الداعمة كون المدينة خط تماس بين مناطق سيطرة النظام و المعارضة، و يبلغ عدد المقيمين قبل القصف بالكيماوي 63000 نسمة و بعد القصف 45000 نسمة تقريباً ، و عدد النازحين قبل القصف بالكيماوي كان 12590 نسمة بينما بعد القصف 7400 نسمة تقريباً.
و ذكر أنّ غاز السارين الذي استهدف أحد أحيائها ممن يقطنه سكان أصليون و نازحون في الساعة 6:48 صباحاً انتشر الغاز بقطر واحد كيلو متر مغطياً عدة أحياء سكنية مما أدى إلى مقتل 105 أشخاص جلّهم من الأطفال و النساء و أكثر من 500 مصاب بحالات اختناق حيث تم نقلهم إلى النقاط الطبية المجاورة للمدينة علماً أنّ تلك النقاط غير مهيئة لمثل هذه الطوارئ و تعرض بعض المسعفين للإصابة لجهلهم بنوع الصواريخ الكيمياوية كما تم نقل العديد من الحالات الحرجة إلى مشافي خارج المنطقة، فيما أدى القصف المتواصل إلى نزوح شبه كامل من المدينة و إلى شلل شامل في الحركة داخلها.