ناشطو القابون .. و سبعون يوماً من المعارك
بقلم قصي عبد الباري
سبعون يوماً من المعارك شرق العاصمة دمشق كانت كفيلة بأن تضع نشطاء المنطقة تحت شتّى أنواع المخاطر . ” علينا علينا ” هي آخرُ كلماتٍ سمعتها قبل انفجار الصاروخ الذي ألقته مقاتلات النظام الحربية، حتّى خيّم الهدوء بعدها على المشهد ، ليعود بعدها السمع باللهجة العامية ( حدا فيه شي ، حدا صرلوا شي يا شباب ) حيث نجى الجميع بعناية إلهية ..
أبرزُ ما جعلني أحسُّ بأنني ” ناشط إعلامي ” هو أنني استطعت توثيق تلك اللحظة بعدسة كاميرتي، تلك كانت حادثة بسيطة من حوادث كثيرة تعرض لها أعضاء المكتب الإعلامي لحي القابون ، فلا يكاد يمرّ يوم لا نستيقظ فيه إلا على وقع أصوات الانفجارات والقصف الذي يطال المنطقة ، فنقوم بحمل كاميراتنا إلى مكان الحدث .
الخطورة تمكن في تصوير المعارك ، فالمقاتل سلاحه البندقية يدافع بها عن نفسه ، أمّا الناشط الإعلامي فسلاحه الكاميرا يوثق بها بطولات الثوار و إجرام قوات الأسد وميليشياتها .
قبل يومين كنا نغطي المعارك الدائرة على أطراف الحي .. أمتار قليلة تفصلنا عن دبابات النظام .. لحظات تحبس الأنفاس عشناها برفقة الثوار حيث بقينا برفقتهم قرابة الخمس ساعات ، و في قرابة الساعة الثالثة عصراً استهدفتنا قذيفة دبابة و كالعادة ، الجمل المعتادة ( حدا صرلوا شي يا شباب – أي أي في شباب تصاوبوا )، ليخرج أحد أعضاء المكتب الإعلامي من بين غبار القصف مصاباً بقدمه .
تلك لم تكن الإصابة الأولى ، ولم يكن الاستهداف الأول ، فالمعارك تزداد ضراوة يوماً بعد يوم ، ولا ندري إن كانت عدساتنا ستوثق لحظة النصر أم أنّنا سنكون تحت التراب .
ملاحظة : وكالة ستيب نيوز لا تتبنى وجهة نظر كاتب المقال وليس من الضروري أن يعكس مضمون المقال التوجّه العام للوكالة