الشأن السوري

خاص || نتيجة لتردي الوضع المعيشي.. سبعون بالمئة من أطفال الرقة خارج مقاعد الدراسة!!

تشهد مدينة الرقة منذ سيطرت ميليشيا “قسد” عليها في أواخر 2017، انتشاراً لظاهرة عمالة الأطفال والتسرب من مقاعد الدراسة نتيجة تردي الوضع المعيشي وإصابات الحرب التي أخرجت العديد من أرباب الأسر من سوق العمل والإنتاج.

ساعات عمل طويلة لأطفال الرقة

قال مراسل وكالة “ستيب الإخبارية” في الرقة، أحمد الأحمد، إنَّ مدينة الرقة تشهد انتشاراً للأطفال الذين يعملون في بيع علب السجائر والمأكولات وحلوى غزل البنات ليعيلوا عائلاتهم.

ولفت مراسلنا إلى أنَّ أغلب هؤلاء الأطفال تتراوح أعمارهم ما بين 9-16 سنة ويضطرون لعمل بدوام يتجاوز الـ 13 ساعة يومياً باعتبارهم المعيل الوحيد لعائلاتهم بعد مقتل أبائهم أو إصابتهم في الحرب.

وبالتوازي مع عمالة الأطفال، تنتشر في المدينة ظاهرة تسول الأطفال من مرتادي المقاهي والأسواق، نتيجة لعدم وجود جهة أو منظمة ترعى هؤلاء الأطفال وعائلاتهم، بالرغم من تحول الرقة إلى مركز رئيسي للمنظمات الإنسانية العاملة في مناطق سيطرة ميليشيا “قسد”.

وفي تصريح لمكتب الشؤون الاجتماعية بمجلس الرقة المدني لوكالتنا، لفت المكتب إلى أنَّ قرابة الـ 70 بالمئة من أطفال الرقة متخلفون عن مقاعد الدراسة بسبب اضطرارهم للعمل، أو بسبب تعرضهم لإصابات حرب جعلتهم يندرجون تحت بند “ذوي الاحتياجات الخاصة”.

فشل في استقطاب الأطفال من قبل المراكز التعليمية

قال مصدر في لجنة التربية بمجلس الرقة المدني التابع لميليشيا “قسد” لوكالتنا إنَّ 65 بالمئة من مدارس الفئات التعليمية الثلاث تمت صيانتها، لكن لا تشهد إقبالاً من قبل العائلات التي تضطر لإرسال أطفال للعمل.

كما أنشأت المنظمات الإنسانية مراكز  للطفولة الآمنة بهدف التعليم، وتضم مدينة الرقة مركزين في حي المشلب، إضافة إلى مركز في مدينة الطبقة، وآخر في ناحية الجرنية غربي المدينة.

وأكد أحد المشرفين على مراكز الطفولة الآمنة لوكالتنا أنَّ هذه المراكز فشلت في استقطاب الأطفال لعدم تعويض عائلاتهم بمساعدات نقدية تغنيهم عن عمل أطفالهم.

وأضاف المشرف أنَّ مركز الطفولة في الرقة استطاع ضم 50 طفلًا فقط، بعد تأمين مؤن وسلل غذائية تقدم لعائلاتهم كل شهرين، في ظل وجود عجز عن تأمين السلل والبديل عن عمل الأطفال لباقي العائلات.

وأشار مراسلنا إلى أنَّ مجلس الرقة المدني التابع لميليشيا “قسد” لم يقدم المساعدة لهذه العائلات.

إلى جانب ذلك تعيش مئات العائلات في منازل غير مكتملة الاكساء نتيجة تعرض منازلهم للدمار، وعدم قدرتهم على تحمل إيجارات المنازل المرتفعة بالتوازي مع تردي الوضع المعيشي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى