مقال رأي

فوضى الأخبار المنقولة .. كيف نتفادى المصادر المجهولة ؟!

بقلم الصحفية عائشة الحمصي

عزيزي القارئ أود في مقالي هذا طرح قضية هامّة، وهي الأخبار المنقولة لجهات مجهولة، وما ينتج عنها من فوضى إعلامية، ومعالجتها ببعض الحلول التي ربّما ستساعدك في تفادي الوقوع في فخ تلك الأخبار المقروءة أو المسموعة والمرئية.

نلاحظ أنّ كثرة غرف الوتس أب والتلغرام والفيس بوك، وإضافة أناس بشكل عشوائي هي من أبرز أسباب انتشار الشائعات، ولا تكاد تخلو مجموعة تواصل من ما يسمّى “الضفادع” والمحسوبين على النظام أو تنظيم الدولة أو حزب الـ “PKK” أو غيرهم من أعداء الثورة؛ بالإضافة إلى سهولة التزوير من بيانات أو صور وغيرها، فلن أذهب بعيدًا فسأخبرك بآخر ما تداوله ناشطون من تزوير ألّا وهي كثرة البيانات الصادرة باسم فعاليات حماة، على خلفية إعلان معركة لهيئة تحرير الشام شمال حماة وأحداث أخرى؛ وهي صادرة عن فئة معينة مجهولة، وبدون علم الفعاليات والقرى، ولا يوجد حراك مدني. كما أكد إعلاميو حماة.

والأمر الآخر الذي ينتشر بكثرة على مواقع التواصل؛ هو نشر مواد قديمة يعود تاريخها لسنوات على أنّها حدثت اليوم، مما يُربك المتابع والناشط، والذي يثير الاستغراب ليس نشر ذلك عبر غرف تواصل اجتماعي فحسب، وإنّما المشكلة الكبرى هي تداول الوكالات والقنوات الإخبارية لهذه البيانات مجهولة المصدر أو الخبر المكذوب أو المادة القديمة وصنعها بتقرير مكتوب أو مصوّر وبثّها للمتابعين.

حدث مرارًا أن يُطلب من الصحفيين نشر مادة معينة، وعندما يتم البحث عنها يجدها الصحفي إمّا منفية أو قديمة، فعلى سبيل المثال في الأيام الأخيرة تداول ناشطون بكثرة مقاطع لأسرى النظام في درعا، وغيرها من مقاطع تعود لأعوام سابقة عن حوران، فمنهم من نشرها لرفع معنويات – على حسب ظنّه – ومنهم نشرها للجهل بتاريخها، بالإضافة إلى المقطع الذي بُثّ عن مخيم اليرموك يُظهر قيام ميليشيا حزب الله اللبناني بحرق امرأة عارية، وإطلاق نار من الجيش الأردني على النازحين من درعا على الحدود ووقوع قتلى وجرحى منهم. فضلًا عن انتشار التسجيلات الصوتية المجهولة وغالبيتها حاليًا عن مصير الجنوب السوري.

ما هي الحلول إذًا وكيف يتجنّب الإعلامي الوقوع في ذلك الفخ ؟!

الحلّ الأول للإعلامي / ة عندما يرى أيّ خبر (نصّي – مسموع – مرئي) ألا يتسرّع بنشره على صفحته الشخصية أو الجهة التي يعمل معها.

ثانيًا: التحرّي الفوري عن الخبر، ومنه البحث في الغوغل، أو التواصل مع شخص له علاقة أو اطلاع على الموضوع، والتأكد جيّدًا قبل النشر فبـ “التأني السلامة والعجلة الندامة”. ولا سيما الغالبية لا تُجهد نفسها بالعمل الإعلامي، وبضغطة واحدة على النسخ واللصق ممكن توقع الآخرين بمصيبة أو مشكلة هم في غنى عنها.

ثالثًا: الحرص على أخذ الخبر من مصادر، وحسابات رسميّة، فكلّ حدث تقوم الجهة التي تمثّله بنشره على صفحتها في مواقع التواصل الاجتماعي، وعندما ترى أيّ بيان أو خبر اذهب إلى الحساب الرسمي الذي قرأت عنه وتأكد بنفسك ولا تعتمد على الآخرين في ذلك.

هناك قضايا كثيرة (…) والسؤال يكمن هنا .. ما الفائدة بالتسرّع بالخبر؟ ، ولماذا نسمح لأنفسنا بأن نكون لقمة سائغة بتداول الشائعات  السلبية بكلّ ما فيها ؟! . فالإعلام له وقع على الإنسان أكثر من أيّ شيء آخر، لذلك أعداء الثورة لا يتوانون عن العزف على هذا الوتر الذي يؤتون ثماره.

ملاحظة : وكالة ستيب نيوز لا تتبنى وجهة نظر كاتب المقال وليس من الضروري أن يعكس مضمون المقال التوجّه العام للوكالة

2333 01

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى