الشأن السوري

بقايا عائلات اختفت ملامحها تحت أنقاض منبج المدمّرة

ما بين حصار قوات سوريا الديمقراطية و تضيق خناق تنظيم الدولة و نيران طائرات التحالف الدولي , يطوق الموت أهالي مدينة منبج بريف حلب الشرقي من كل ناحية و صوب، فلا تزال هناك جثث لمدنيين من نساء و أطفال تحت أنقاض منازلهم في ظل صمت دولي قاتل و عجز تام لكل المنظمات الإنسانية لا لإنقاذ اللذين على قيد الحياة فحسب بل حتى العجز عن دفن الموتى !!!

عار ليس بعده عار جثث مرمية تحت أنقاض منازلها لا أحد يجرؤ على إخراجهم .. نعم هذه منبج التي سطر اسمها كافة الصفحات و الوكالات الأجنبية قبل العربية … مع استمرار المعارك و دخولها الشهر الثالث على التوالي استنزفت المدينة و شلّت حركتها بالكامل فلم يبق بداخلها سوى القليل من أهلها، فسعيد الحظ من تمكن من مغادرتها حيّاً .

و في هذا السياق أفاد مصدر خاص من داخل مدينة منبج  عن اكتشاف مجزرة جديدة بحق عائلة كاملة مؤلفة من سبع أشخاص ( أم ، وابنها و زوجته ، وزوجة ابنها المسافر و لديها ثلاثة أطفال بنتين و صبي ) قضت تحت أنقاض منازلها جراء قصف بالصواريخ من قبل طائرات التحالف الدولي الحربية رابع أيام عيد الفطر الواقع في يوم السبت التاسع من يوليو تموز الفائت .

و في مقابلة أجرتها وكالة خطوة مع الابن الأصغر لهذه العائلة حيث قال ” لم أتلق خبر مقتل عائلتي لبعد مضي أسبوع من الحادثة حيث تلقى عمي الخبر من أحد شباب الحي بعد يومين من مقتلهم لكنّه لم يصدق ذلك حتى يرى بعينه و لم يقدر أن يدخل إلى منزلنا الواقع في حي طريق حلب بالقرب من المشفى الوطني (مشفى عائشة) لبعد أكثر من أسبوع .

و أضاف الشاب أنّ الحارة خاوية على عروشها بعد هذه الحادثة المؤلمة التي اضطرت باقي أهالي الحي لمغادرته بالكامل حيث تمكن عمي، و أختي أخيراً من الذاهب إلى منزلنا و وشاهدوا الجثث مرمية في الأراضي لكنهم لم يتمكنوا من سحبهم بسبب عدم الإمكانية التي تطلب آلية ثقيلة لرفع الركام من فوقهم و تقريباً أواخر شهر تموز الفائت تمكنوا من سحبهم لكن بقيت جثة زوجة أخي، وابنها وبنتها تحت الأنقاض و في اليوم التالي عندما ذهب عمي سحبهم منعه عناصر تنظيم الدولة من دخول الحي بسبب الاشتباكات داخله.. و لا يزال حتى اليوم يحاول أن يخرجهم من تحت الأنقاض أيضاً أخبرتني أختي أنها لاحظت وجود عائلة ثانية تحت الأنقاض غالباً .

و أشار الشاب إلى أنّ القصف كان فجأة و مع أنهم كانوا متفرقين كل شخص بغرفة وزوجة أخي كانت في المطبخ إلّا أن الصاروخ كان كفيل بتدمير كامل المنزل و مقتلهم جميعاً

و الجدير بالذكر أنّ الشاب الذي قتل في هذه الحادثة هو من مسعفي الهلال الأحمر السوري في المدينة و يعمل ممرضاً في أحد المشافي الخاصة هناك وكان له عدة مشاركات مع الفصائل الثورية كمسعف ميداني أثناء المعارك تحرير منبج من قوات النظام ، وهو شاب ذو أخلاق رفيعة ، طيب القلب كريم النفس و ساعد النازحين الذي أتو إلى مدينته و من بينهم علاج شاب حمصي حتى استعاد عافيته .

منبج-1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى