الشأن السوري

خفايا اتفاق هدنة الجنوب و علاقته بإيران و إسرائيل !!

أفادت مصادر دبلوماسية بأنّ مذكرة وقف إطلاق النار المعلن عنها ، الأحد الفائت ، من قبل أمريكا و روسيا و الأردن جنوب غرب سوريا تنص على منع ” مقاتلين أجانب ” من الدخول إلى الشريط الاستراتيجي على حدود سوريا مع إسرائيل و الأردن . بحسب مجلة ” فورين بوليسي ” (Foreign Policy) الأمريكية، موضحة أنّ الاتفاق يرمي إلى الاستجابة لمطالب إسرائيل و الأردن بمنع القوات الإيرانية و حلفائها ، مثل حزب الله اللبناني ، من الاقتراب منهما .

وفي هذا السياق اعتبر بريد هوف، المستشار السابق في وزارة الخارجية الأمريكية ، الذي كان يتولى مسائل الانتقال السياسي في سوريا، أنّ ” مفتاح بقاء ” نظام الأسد هو بأيدي الإيرانيين و ليس بأيدي الروس .

و اعتبرت المجلة أنّ الروس ” فشلوا ” في إقناع القوات الموالية لطهران باحترام حدود ” منطقة منع الاشتباك ” التابعة للأمريكيين ، قرب قاعدة التدريب الأمريكية جنوب شرق سوريا في محيط معبر التنف الحدودي .

و أوضحت ” فورين بوليسي ” أنّ مذكرة التفاهم الموقعة حول مناطق تخفيف التوتر في جنوب سوريا ، تؤسس لوقف إطلاق النار بين قوات النظام و المعارضة ، وتنص على تحويل مناطق جنوبي القنيطرة و السويداء إلى شريط مغلق أمام ” المقاتلين الأجانب ” ، بمن فيهم العسكريون الإيرانيون و أنصارهم ، و المقاتلون في تنظيمي ” القاعدة ” و” داعش ” .

كما ينص الاتفاق على الحفاظ على مؤسسات الحكم و نظام الأمن القائم في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة جنوب غرب سوريا ، للحيلولة دون فرض وقوع هذه المناطق تحت سيطرة النظام .

وفي هذا السياق، حذّرت مصادر دبلوماسية في تصريحات للمجلة من أن هذا الاتفاق قد يسهم في تحويل التقسيم الفعلي الحالي لأراضي الجنوب السوري إلى نظام دائم يكرس التفكك .

كما يدعو الاتفاق إلى ضمان وصول العمليات الإنسانية إلى المنطقة ، و توفير الظروف المواتية لعودة اللاجئين إلى المنطقة ، و قال مسؤولون بوزارة الخارجية الأمريكية إنّ واشنطن و موسكو تواصلان العمل على صياغة تفاصيل الخطة المتعلقة بتطبيق الاتفاق ، بما في ذلك تحديد كيفية الرقابة و نشر المراقبين .

و ذكرت المجلة أنّ مركزاً مشتركاً مقره عمان سيضم مسؤولين أمريكيين و روس و أردنيون، ليتولوا الرقابة على وقف إطلاق النار ، كما أكدت “فورين بوليسي” أنّ إسرائيل شاركت بنشاط ” وراء الكواليس ” في المناقشات التي مهدّت لتوقيع الاتفاقية .

كما أكدت المجلة ، نقلاً عن ضابط أمريكي أنّ الإدارة الأميركية أقدمت على مذكرة التفاهم مع روسيا دون إشراك البنتاغون أو القيادة المركزية للجيش في عملية التفاوض بشأن الوثيقة ، و دون إبلاغ العسكريين عن دورهم المستقبلي في فرض نظام الهدنة ، و رجّح الضابط أن يكتفي الأمريكيون بالرقابة “عن بعد” ، و أكد أنّ العسكريين الأمريكيين لا يخططون للعمل مباشرة مع الإيرانيين أو النظام ، إذ ستلعب روسيا دور الوسيط .

يذكر أنّ قوات النظام قامت أمس بسحب عدد من الآليات الثقيلة تحمل جنوداً بينهم ميليشيات من حزب الله اللبناني و الحرس الثوري الإيراني ، من مدينة درعا إلى دمشق لتطبيق الاتفاق تدريجياً .

المصدر: فورين بوليسي

 

59605b96d43750e0098b4567

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى