حورات خاصةسلايد رئيسي

مكاسب أردوغان من اتفاقه الأخير مع الغرب “سُرّبَت من تحت الطاولة” أحدها لا يعجب بوتين

يصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى طهران غداً الثلاثاء، وفي جعبته ملفات “حساسة” وسط تسريبات ومعلومات متقاطعة عن مكاسب أردوغان من الغرب بعد موافقته على انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو، ويلتقي بوتين ورئيسي طارحاً أوراقاً قوية حصدها عززت موقفه في عدة قضايا محلية وإقليمية.

مكاسب أردوغان من اتفاقه الأخير مع الغرب "سُرّبَت من تحت الطاولة" أحدها لا يعجب بوتين
مكاسب أردوغان من اتفاقه الأخير مع الغرب “سُرّبَت من تحت الطاولة” أحدها لا يعجب بوتين

مكاسب أردوغان من الاتفاق

 

كان قد أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه حصل على ضمانات من فنلندا والسويد بخصوص “المخاوف الأمنية” التي طرحتها تركيا، مهدداً بنسف الاتفاق إذا لم يتم تنفيذ بنوده، والتي بدأت بتسليم السويد لتركيا 4 ممن وصفوا بـ”إرهابيين” من أصل 73 مطلوباً من قبل السلطات التركية.

وللحديث عن مكاسب أردوغان التي حصدها من الاتفاق مع فنلندا والسويد حيث تفيد مصادر بأنها تجاوزت اتفاقاً أمنياً ثلاثياً، ومررت بعضٌ منها “تحت الطاولة”، التقت وكالة ستيب الإخبارية، مع الباحث السياسي الأمريكي، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة فلوريدا، روبرت رابيل، والدبلوماسي والسياسي الأمريكي، مالك فرانسيس.

 

شاهد أيضاً: الهجوم التركي على سوريا.. أول التحام بين جيشي الأسد وأردوغان يقترب!

الأكراد هم الخاسرون

 

وحول بنود الاتفاق يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة فلوريدا، روبرت رابيل، في حديث لوكالة ستيب الإخبارية، أنه غير واضح تماماً للعلن.

ويقول: وقعت تركيا وفنلندا والسويد اتفاقية ثلاثية تعهدت بموجبها الدولتان بتقديم دعمهما الكامل ضد التهديدات لأمن الطرف الآخر. ومن الواضح أن هذا يشمل كبح أنشطة حزب العمال الكردستاني. وما هو غير واضح هو طريقة تسليم “المجرمين”.

ويضيف: تسعى تركيا وتتوقع تسليم العشرات من أنشطة حزب العمال الكردستاني. وفي هذا الصدد، ستتبع السويد وفنلندا القوانين الدولية والمحلية، والتي يمكن أن تخلق مشاكل مع تركيا.

ويشير رابيل إلى أنه من الواضح أن “الأكراد” هم الخاسرون بموجب هذا الاتفاق، والذي يتضمن أيضًا كبح أنشطتهم التمويلية، حسب وصفه.

 

مكسبان مهمان لتركيا

 

ويتطرق بالوقت نفسه إلى مكسبين مهمين، أولهما أن روسيا تقوم بالفعل ببناء مفاعل نووي في تركيا بموجب اتفاقية وقعها البلدان في عام 2010، ومؤخراً تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا ستصبح دولة نووية، وتحدثوا عن بناء المزيد من المفاعلات النووية.

أما فيما يتعلق بشمال سوريا، ستستند حسابات الرئيس أردوغان إلى السياسة الداخلية لتركيا ومصالحها الأمنية الوطنية، وبالتالي قد يلجأ لعملية عسكرية يبدو أنها باتت قريبة “جداً”.

ويتابع رابيل: لا أدري ما إذا كنت أصف سياسة أردوغان بأنها خيانة لروسيا. إنها سياسة واقعية محضة، وقد لا يحبها الروس لكنهم لن يقطعوا علاقاتهم مع تركيا.

 

مكاسب أردوغان الشخصية

 

ويوضح أن تركيا لم تلتزم بخط الناتو بشأن العقوبات على روسيا، إلا أنها ستوازن علاقتها بين الناتو وروسيا مشيراً إلى أن أروسيا لن تضغط على تركيا لتغيير رأيها. لأن هذا قد ينفر تركيا منها. ولن يخدم روسيا التي لا تزال بحاجة إلى تركيا. حيث تحتاج روسيا إلى مواصلة التجارة مع تركيا، وكذلك التعاون مع أنقرة في آسيا الوسطى وسوريا.

أما داخلياً في تركيا وحول الحديث عن مكاسب أردوغان الشخصية من الاتفاقية مع فنلندا والسويد يرى الخبير الأمريكي أن الاقتصاد التركي لا يعمل بشكل جيد. لكن أردوغان “مغامر سياسي”، حيث تقارب مع الخليج العربي وإسرائيل، ولعب دوره بشكل جيد على الساحة الدولية. لذلك من السابق لأوانه طرح إمكانية استبعاده من الحكم خلال الانتخابات.

حيث يخوض الرئيس التركي انتخابات مهمّة العام المقبل يتنافس خلالها مع المعارضة على رئاسة البلاد بعد حكم زاد عن 16 عاماً.

ومن جهة ثانية تحدثت تقارير بأن الرئيس التركي حصل على موافقة أمريكية بخصوص صفقة السلاح المعطلة منذ سنوات والتي تخص طائرات F35، أما “رابيل” فيرى أن الاتفاقية الثلاثية لم تشمل الولايات المتحدة. لكن واشنطن حصدت مرادها في المقابل، ويقول: “يجوز للرئيس والتعددية في الكونغرس الموافقة على تسليم طائرات F35 إلى تركيا”.

 

اقرأ أيضاً: خطوة لأول مرّة بتاريخ الناتو وأردوغان يتحدث عن “مفاجأة ليلاً” بسوريا

وعود وهمية

 

الدبلوماسي والسياسي الأمريكي مالك فرانسيس، يوضح في حديث لوكالة ستيب الإخبارية، أن المذكرة الثلاثية الموقعة مع فنلندا والسويد حققت وعود وهمية للرئيس أردوغان الذي حصل على تنازلات صغيرة من قبل البلدين.

ويقول: هذه التنازلات الصغيرة يريدها الرئيس رجب طيب أردوغان لتحسين حظوظه قبل الانتخابات الرئيسية المقرر إجراؤها بعد عام. 

ويبيّن أن طلب الرئيس أردوغان من هذين البلدين القضاء على تنظيمات (بي كي كي و واي بي جي و بي واي دي وغولن)، طلب صعب ولن يتحقق لأن النظام الأوروبي لا يعتبر هؤلاء المنظمات “إرهابية” كما يتهمهم أردوغان، ونظامهما لا يسمع لهما بذلك، حسب وصفه.

 

تركيا وروسيا مختلفتان

 

ويتفق فرانسيس مع رابيل بشأن العلاقات التركية الروسية بعد الاتفاق الأخير مع فنلندا والسويد، معتبراً أن العلاقات الروسية التركية لن تتأثر مقابل تنازل أردوغان عن بعض الملفات لأن الرئيس التركي أخذ الضوء الأخضر من روسيا قبل التصويت لفنلندا والسويد للانضمام إلى حلف الأطلسي.

ويؤكد “فرانسيس” أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ليس من المعجبين بنظيره التركي، ولا يوجد علاقات جيدة بينهما، مشدداً على أن بايدن لن يسمح بعملية عسكرية ضد حلفاء واشنطن في سوريا.

 

ويتفق الخبراء على أن هناك مكاسب أردوغان ليست مجرد “اتفاقية أمنية” وحل لملف واحد، حيث يرون أنها إما أن تكون مررت من “تحت الطاولة” أو خرجت بملفات ثانية، لا سيما أن الرئيس التركي هدد بأن كل شيء لايزال غير مضمون حتى تنفّذ الدولتان تعهداتهما، وطريق انضمامهما إلى الحلف يحتاج لوقت طويل يمكن أن يصل للعام، وخلاله يستطيع الرئيس التركي التأكد من حصوله على ما يريد.

مكاسب أردوغان من اتفاقه الأخير مع الغرب "سُرّبَت من تحت الطاولة" أحدها لا يعجب بوتين
مكاسب أردوغان من اتفاقه الأخير مع الغرب “سُرّبَت من تحت الطاولة” أحدها لا يعجب بوتين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى