الشأن السوري

معاناة العاصمة “دمشق”

رغم ان العاصمة دمشق او قلب العاصمة بعيد نوعا ما عن أجواء الحرب والقصف وخاصة بمناطق سيطرة النظام سوى من سقوط قذائف الهاون اليومية على المدنيين دون معرفة المتسبب وسط اتهامات متبادلة بين الجيش الحر وقوات النظام .

نبدأ من مظهر انتشر كثيرا في العاصمة وخاصة بالفترة الأخيرة وهو انتشار ما يسمى باللجان الشعبية بمناطق العامة المختلفة .

هذه اللجان هي بالأساس من شباب العاصمة الذين لم يجدوا شغل وهذا بالطبع ليس مبررا لهم إلا التطوع مع قوات النظام ضمن هذه اللجان مع راتب مغري يصل إلى 20 ألف ليرة أو أكثر  فضلا عن السلاح الذي يأخذه الشاب بالإضافة للسلطة التي تمنح له مما أدى لانتشار مظاهر السلاح بين الناس بشكل بث الذعر والخوف بين المدنيين وخاصة النساء والأطفال , فضلا عن ممارسات اللجان من سرقة ممتلكات الناس تحت تهديد السلاح بالإضافة لإذلالهم على الحواجز التي يديرونها .

نظرا لغياب دور الدولة المدني عن المنطقة جراء الحرب الدائرة وعدم قدرة النظام على ضبط الأمور المدنية أو عدم الاكتراث بها نتج عن ذلك كله مشاكل كبيرة تعاني منها المناطق وهي القطع الطويل وشبه الدائم للتيار الكهربائي ولساعات متواصلة تصل لحد العشر ساعات بالنهار , فيما مقابل توافرها بشكل دائم في الأحياء الموالية او التي تحوي عائلات النظام ومؤيديه حيث لا تنقطع نهائيا عنه مثل حي المزة 86 وعش الورور وغيرها .حيث ينتشر بها سرقة الكهرباء وسط غياب أي رقيب أو حسيب .

النظام يبرر هذا الانقطاع المتواصل بأن السبب هم المسلحون الذين قاموا باستهداف خطوط الغاز التي تغذي العاصمة وهو عذر غير مقبول لما ذكرنا قبل قليل من اقتصار القطع على احياء دون غيرها .

من المشاكل الأخرى بل من أهمها تقريبا انقطاع المياه عن أغلب أحياء العاصمة حيث تتوقف المضخات الرئيسية التي تغذي العاصمة عن التوقف لحوالي ال 18 ساعة متواصلة ويقتصر حضورها على حوالي ال 4 ساعات فقط لا تكاد تكفي لوصولها لمنازل المدنيين مع الأخذ بعين الاعتبار أن وقت تشغيل المضخات قد لا يتفق مع وقت تشغيل الكهرباء , مما يدفع الناس لشراء المياه من الصهاريج المتنقلة وتحمل أعباء مادية جديدة هم بغنى عنها نظرا للظروف المادية لأغلب سكان العاصمة من الطبقة الوسطى وما دونها .

يبرر النظام كذلك بأن سبب القطع هو قطع المسلحين في منطقة عين الفيجة بوادي بردى وهو عذر يتبين كذبه فور العمل بتوافر المياه بالأحياء الراقية مثل المالكي والمهاجرين وغيرهم .

مما سبق من الحديث عن وضع المدنيين الصعب في العاصمة نجد ان حكم النظام داخلها يقتصر على الامور الامنية فقط دون النظر او الاكتراث بتلبية حاجات المواطنين ورغباتهم بل إنه يضيق عليهم يوما بعد آخر خاصة بوضع الحواجز المتزايدة فضلا عن الحواجز الطيارة التي تضيق بالأخص على الشبان .

السؤال هو ما حاجتنا إلى نظام لا يستطيع منع مئات من المسلحين كما يزعم يقطعون نبع الفيجة وبضع مسلحين يقطعون خطوط الغاز عن العاصمة حسب ما يزعم , وإن كان لا يقدر على منع ذلك فكيف سيستطيع الدفاع عن آخر معاقله فيما لو قرر الثوار دخول العاصمة وتحريرها ؟!!!

hhh

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى