أخبار العالمسلايد رئيسي

خبراء عسكريون يكشفون السر وراء انتحار ضباط الموساد الإسرائيلي

كشف خبراءٌ عسكريون السر وراء انتحار عدد من ضباط الموساد الإسرائيلي، وقدمواً شرحاً للأسباب التي دفعتهم لهذا الخيار، وذلك على خلفية الإعلان عن إقدام 3 من كبار الجهاز خلال عامٍ واحد.

السر وراء انتحار ضباط “الموساد” الإسرائيلي

وفي التفاصيل، كشف كل من الخبير في الشؤون العسكرية المصرية، اللواء سمير راغب، وضابط المخابرات الحربية المصرية السابق، اللواء تامر الشهاوي لوسائل إعلامٍ روسية تلك الأسباب، حيث قال اللواء “راغب” لموقع “روسيا اليوم”، إنّ: “عنصر الأمن والاستخبارات في جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية “الموساد” وباقي الأجهزة الأمنية، يعايش الجانب السلبي من الحياة، في دولة تأسست على العدوان على أصحاب الأرض و جيرانها و صراعات الداخل والخارج، وهذا الخارج لا يقف عند حدود دول الجوار وجوار الجوار، ولكن يمتد إلى معظم دول العالم، هذا الجهد الاستخباراتي يقع على كاهل ضباط وعملاء الموساد الإسرائيلي.

اقرأ أيضًا: بعد تصريحات بينيت حول النووي الإيراني.. رئيس الموساد الإسرائيلي يقطع وعداً على نفسه

 

وأضاف اللواء المصري قائلاً: “عميل الموساد الإسرائيلي لا يتعامل مع جانب إيجابي في الحياة، ولا يشعر بأن ما يقوم به مشروع إنساني، أو أنه مرحلة عابرة تخص صراع سوف ينتهي، وخاصة أن عدو “الموساد” الأول وهدف عملياتهم هم الفلسطينيون، الذين لن يرحلوا، ولن ينتهوا، بل في خلال سنوات قليلة سوف تنتصر الديموغرافية للفلسطينيين ويصبحوا أغلبية في عدد السكان من النهر إلى البحر”.

وتابع اللواء المصري حديثه قائلاً: “إذاً فحالة المعاناة النفسية لدى ضابط “الموساد” غير محددة بزمن وغير محددة بمعايير أخلاقية أو إنسانية، الأمر الذي يؤدي إلى حالة من تناقض الإدراك، رجل الموساد الإسرائيلي هو إنسان من لحم ودم له مشاعر وأحاسيس، بالتأكيد يعيش في ظروف غير طبيعية ويقوم بمهام غير طبيعية، وبلا شفقة أو إنسانية، بحكم تنفيذه الأوامر، لكن حالة التناقض بين ما يشعر به وما يقوم به، وحالة التناقض بين ضابط الموساد الإسرائيلي والإنسان في داخله، تؤدي إلى مرض نفسي قاتل، لأنه يصل لمرحلة عدم الاستعداد لتحمل ما يقوم به، بينما لا يستطيع التوقف عن القيام به لأن ذلك يعني نهاية حياته أو على الأقل نهاية وظيفته، هذا و بشكلٍ محدد “تناقض إدراك”.

ولفت اللواء راغب إلى جوانب أخرى، بحيث أنّ: “الجانب الآخر من الضغوط النفسية، أن ضغط العمل في الأغلب لا يؤدي إلى راحة أو تقدير معنوي، وخاصة أن الموساد اقترن بالعمليات الفاشلة، وغير المبررة وغير الأخلاقية، والذي يجعل ضابط الموساد الإسرائيلي يعاني تناقض إدراك آخر، وهو أنه يحصل من الدولة والمجتمع على أقل من ما يرى أنه يستحق، بينما لا يمكنه أيضا التوقف عن القيام بمهامه، رغم شعوره بفشل ما يقوم به”.

وقال الخبير: إن “العمل المخابراتي هو جهد عقلي يعتمد على التركيز والتحليل والاستنباط وسرعة البديهة، فإن السلامة العقلية والنفسية هي أساس العمل الاستخباراتي، والتحدي الكبير أنه لا بد من تحصين الاتزان النفسي، بينما البوح بالإصابة بخلل نفسي يعرض صاحبه لفقد أهم خصائص العمل المخابراتي، الذي قد يؤدي إلى فقدان وظيفة المخابرات حال اكتشاف مرضه، فيفقد وظيفة مرموقة شكليا بالنسبة لرفاقه السابقين في الجيش الإسرائيلي”.

العمل السري يمنعه من الحديث عمّا يعانيه نفسياً

وتابع راغب: “طبيعة العمل السري تمنع رجل المخابرات من الحديث عن ما يعانيه نفسياً خارج دائرة العمل أو داخلها، الأمر الذي يعرضه للكبت لكونه لا يستطيع أن يفضفض بكوامنه، كي لايكشف ضمن ما يبوح به، عن أسرار العمل المخابراتي السري، وحتى في حالة ضابط الموساد الإسرائيلي المنتحر “أيالون” الذي كان يذهب إلى طبيب نفسي مرة في الأسبوع على نفقته الخاصة ويمارس عمله، يكون العلاج غير مجد، أولا لأنه لا يستطيع الحديث بشفافية عن ما يعاني أثناء عمله من ضغوط أو مهام يقوم بها كقتل أو تعذيب أبرياء، أو حتى عن عمليات فاشلة تم تكديره بسببها، كذلك لا يمكنه اتباع التوصيات الطبية كالراحة أو تغيير ظروف العمل أو الروتين اليومي، كذلك لا يمكنه أتباع التوصية الطبية ببعض العقاقير الطبية التى تخفض قدرة التركيز أو المنومة، ….. الخ”.

وشدد الخبير المصري على أنّ “حالات الانتحار سوف تستمر بين ضباط الموساد الإسرائيلي و لن يوقفها علاج، فالمرض في الدولة الإسرائيلية و الموساد هو بيت الداء، وانتحار ضباط الموساد الإسرائيلي هو العرض لذاك المرض، فأصوات الضحايا من القتلى والمعتقلين والمعذبين، تطارد الجاني أينما ذهب، وتصبح عذاباً مستمراً لا مفر منه إلا بالانتحار”.

وأردف: “عندما يؤمن ضابط المخابرات أنه يقوم برسالة حفظ الأمن القومي لوطنه ومواجهة أعداء الوطن، بمبادئ عادلة وشرعية، ويؤمن برسالة العمل السري، يضحي في صمت ولا يبالي، ويتمتع بأعلى درجات الاتزان النفسي، ولا ينتحر، المشكلة ليس في العمل المخابراتي بشكل عام، لكن المشكلة في إسرائيل و”الموساد” وباقي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية”

بدوره علّق اللواء المصري، تامر الشهاوي على مسألة الانتحار قائلاً: “لاشك أنّ العاملين بالأجهزة والمناصب الحساسة يخضعون لضغوط غير عاديه نتيجة الصعوبات الكبيرة التي تتطلبها الأعمال في تلك الأماكن، وهو أمر شائع في كل الأجهزة الحساسة في كل بلدان العالم، لذا يخضع المنضمون إلى تلك الأماكن الحساسة لاختبارات صعبة وضوابط صارمة في الاختيار تشمل كافة الجوانب الإنسانية والاجتماعية والنفسية، بجانب القدرات الشخصية، بالإضافة إلى العديد من المهارات الواجب توافرها في العاملين بتلك الأماكن، بالإضافة إلى الجانب الأمني المتعلق بالمرشح فيما يختص بولائه وانضباط أفكاره والمحيطين به”، مضيفاً، أنّ التابع لتلك الأجهزة: “كما يستمر خضوع العاملين بتلك الأماكن لتقييمات مستمرة بغرض التأكد من صلاحية استمراره والاطمئنان على ولائه واقتناعه بسياسات دولته والمؤسسة التي يعمل بها”.

ولفت خلال حديثه إلى أنّه: “من الثابت أن دوافع الانتحار متعددة أهمها المشاكل النفسية والميول الجنسية المنحرفة والوضع الاقتصادي والجينات والتجارب المؤلمة والتسلط والإدمان والبطالة والعزلة الاجتماعية والوحدة، وأخيرا التورط والحصار النفسي”.

وختم اللواء المصري حديثه بالإشارة إلى أنّه: “ومما لاشك فيه أن إسرائيل لن تعلن أبدا أسباب انتحار عناصرها، فتعدد حالات الانتحار في جهاز الموساد الإسرائيلي في فتره قصيرة يلقى بظلاله على كل ما سبق، بل و يفرض تساؤلات متعددة عن مدى انضباط هوية الجهاز وولاء أعضائه، بل وتماسك بنيتهم النفسية”.

الجدير ذكره، أنّ وسائل الإعلام العبرية كانت قد كشفت خلال تقارير نشرتها، أمس السبت، أنّ ” 3 ضباط في جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية “الموساد” انتحروا خلال عام واحد”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى