ماكرون: سوريا لا تتلخص بالأسد، ولا حلّ سياسي بدون السوريين

وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء التاسع عشر من ديسمبر / كانون الأول الجاري، الانتقادات الشديدة اللهجة التي وجهها رأس النظام السوري بشار الأسد، يوم أمس الاثنين، إلى فرنسا “بغير المقبولة”. قائلاً: “كنا ثابتين على موقفنا منذ البداية، بتركيز الحرب ضد عدو واحد هو تنظيم الدولة، في وقت تشارك فرنسا في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم في سوريا و العراق، وإن كان هناك من قاتل و يمكنه الانتصار بحلول نهاية شباط/ فبراير، فهو التحالف الدولي”.

و تابع قال ماكرون للصحفيين بعد استقباله الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ: “لا أعتقد أنّه بالإمكان بناء سلام دائم و حلّ سياسي بدون سوريا و السوريين، ولا أعتقد في المقابل أنّ سوريا تتلخص ببشار الأسد”، واصفاً كلام الأسد بأنّه “في غير محله”، و أشار إلى أنّ وزير الخارجية جان إيف لودريان، ردّ عليه الاثنين من واشنطن بالقول: “حين يقضي شخص وقته يرتكب مجازر بحقّ شعبه، فهو يلزم بصورة عامة المزيد من التكتم”.

و في مؤتمر صحفي مشترك مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في العاصمة الفرنسية باريس، مساء اليوم، أكد الرئيس الفرنسي أنّه “لا يمكن تجاهل بشار الأسد” في عملية السلام بسوريا، مشدداً على أنّ “العدو الأساسي في سوريا بالنسبة إلى فرنسا هو تنظيم الدولة و هو في طريقه للاندحار و لكن التهديد يبقى قائماً” مضيفاً: أنّ الهدف الآن هو “الوصول إلى حلّ سياسي شامل بمشاركة شركاء بشار الأسد”، مشيراً إلى أنّه “لا يمكن أن نبني حلًّا سياسيًّا من الخارج”. و ذكر: إنّ “باريس لا تفكّر حاليًّا في فتح سفارة بدمشق لأنّ ذلك ليس قضية اليوم”.

و في قضية القدس، أفاد ماكرون، بأنّ “بلاده دائماً تدعم حلّ الدولتين و لديهما عاصمة هي القدس”. من جهته، قال الملك عبد الله الثاني: “يجب علينا أن نعطي فرصة للسلام باسم العرب و المسلمين .. هذه هي رسالتنا الأساسية”. مضيفاً: “ننتظر ما هي خطة السلام الأمريكية، ونأمل في الشهرين القادمين أن يقدم لنا زملاؤنا الأمريكيون المرحلة التالية من هذه الخطة”.

و أمس الاثنين قال الأسد: إنّ “فرنسا كانت منذ البداية رأس الحربة بدعم الإرهاب في سوريا و يدها غارقة بالدماء السورية منذ الأيام الأولى، و من يدعم الإرهاب لا يحق له أن يتحدث عن السلام، ولا يتدخّل بالشأن السوري أساساً”.

المصدر: (فرنس 24)