حورات خاصةسلايد رئيسي

محلل عسكري يكشف لـ”ستيب” أسباب السقوط السريع لجبهات شرقي إدلب.. وسلاح نوعي وصل للمنطقة!

أحرزت قوات النظام السوري، خلال الفترة الأخيرة، تقدمًا سريعًا على جبهات ريف إدلب الجنوبية والجنوبية الشرقية، لتقل وتيرة التقدم في الـ48 ساعة الأخيرة، عقب أنباء عن وصول سلاح نوعي لفصائل المعارضة في المنطقة، وللحديث أكثر بخصوص إدلب، حاورت وكالة “ستيب الإخبارية” المحلل العسكري، أحمد رحال، والذي أجابنا على عدة أسئلة بخصوص الوضع الميداني الحالي.

الضوء الأخضر!!

قال المحلل العسكرى، ردّاً على سؤالنا حول إذا ما كان قد تمخض عن إحدى الاجتماعات الدولية إعطاء الضوء الأخضر لقوات النظام السوري وروسيا لشنِّ هذا الهجوم العنيف على أرياف إدلب: “لا أعتقد أن المجتمع الدولي يعطي ضوء أخضر، على العكس المجتمع الدولي يقول إننا سمعنا صوت من مجلس الأمن ومن الأمم المتحدة ومن الولايات المتحدة الأمريكية ومن تركيا..جميعهم يطالبون بوقف عملية الإبادة التي تتعرض لها أرياف إدلب”.

مضيفاً في ذات الصدد: “إنما الروس يقولون إنَّ أستانا لا تُطَبق؛ لذلك نُطبق أستانا بالقوّة، وبالتالي ضمن هذا الإطار تحدث حرب الإبادة”.

وبحسب رحال، فإن الشيء الذي يؤخذ على المجتمع الدولي هو “أنه لا يمارس الضغط اللازم لوقف عملية الإبادة، وبنفس الوقت يمنع المعارضة من التسليح”، مشيراً إلى وصول أنباء حول دخول صواريخ مضادة للدروع “تاو” للشمال السوري، قائلاً: “لا يهم من كانت الجهة التي أدخلتها سواءً أكانت تركيا أو الولايات المتحدة الأمريكية، المهم هو الحصول عليه”.

وتابع القول: “كلنا على قناعة أن الولايات المتحدة الأمريكية أو الاتحاد الأوروبي، إذا أراد أن يخطو خطوة في اتجاه منع روسيا، فهم قادرون على هذا الأمر وقادرون على إحداث فرق”، مضيفاً “فمثلاً 10 صواريخ دفاع جوي قادرة على إيقاف العملية كلها، صواريخ التاو والأسلحة الثقيلة النوعية والأسلحة النوعية الأرضية، الصواريخ قادرة على إحداث فرق إنما يُمنع عنا التذخير ويتوقف الضغط على روسيا، وبالتالي روسيا لا تجد ضغوط عليها لتوقف العملية.. لذا هي مستمرة في ذلك”.

أسباب ضعف فصائل المعارضة!!

وتعليقاً على سؤالٍ آخر حول تقدم قوّات النظام السوري، وإلى ماذا تفتقر فصائل المعارضة، أوضح رحال القول: “ضعف فصائل الثورة له عدّة أسباب، أولاً: هذه المنطقة تتعرض منذ ستة أشهر لحرب استنزاف وحرب جوّية شرسة جداً في ظلّ عدم وجود أسلحة مضادة للأهداف الجوية، وعدم وجود أسلحة ثقيلة، لأن القتال في المناطق السهلية يحتاج إلى سلاح ثقيل يستطيع أن يعوض غياب التضاريس وغياب الكمائن، كما أن الكثير من التكتيكات تختفي بمسرح الأعمال عندما تكون الأرض منبسطة، فالسلاح الثقيل يكون الذراع الأوفر حظاً في إيقاف الهجمات، وللأسف الشديد السلاح الثقيل غير موجود، لأن هيئة تحرير الشام صادرته من فصائل المعارضة”.

وبحسب المحلل العسكري، فإن نقطة الضعف الثانية لدى الفصائل، هي ” غياب غرفة العمليات الفاعلة وغياب الأنساق الأخرى، التي يجب زجّها في المعارك في لحظات معينة، بالإضافة إلى غياب المؤزرات التي تمنعها تحرير الشام من الاقتراب من الجبهات، وتمنع فصائل <<الجيش الوطني>> بدرع الفرات وغصن الزيتون من الزّج بأية قوّات في المعركة”.

ونوّه إلى أن نقطة الضعف الثالثة، تكمن في تواجد المدنيين، مشيراً إلى أنَّ مقاتلي المنطقة يفقدون يومياً أناساً من أقربائهم بين قتيل ومصاب وعالقٌ تحت الأنقاض، ما يسبب ضغط عليهم يؤدي بدوره للتقهقر والتراجع.

سلاح نوعي!!

وحول وصول سلاح نوعي لفصائل المعارضة ونوعيته والجهة التي قدمته، قال المحلل العسكري: “اليوم وصل صاروخ التاو، تركيا تقول بأنها أرسلته وأمريكا تقول بأنها أرسلته.. بالنسبة لمقاتلي الجبهة الوطنية للتحرير الذين استلموا الصواريخ لا يهم إلا أنَّ هذه الصواريخ وصلت”.

وعلى صعيدٍ متصل، قال: “رأينا اليوم إغارة على أسلحة ثقيلة وتدميرها واستعادة سبع قرى، وبالتالي أعتقد أن اليوم هناك شيء تحرك من جديد، ونتمنى أن يغير في موازين القوى وأن تكون هناك خرائط جديدة توقف هذا الهجوم المدمر”.

موضحاً “اليوم إذا سقطت معرة النعمان أو سراقب فهي كارثة على كامل المنطقة، وخسارة الطريق الدولي خسارة كبيرة لنا، وعسى أن تكون هناك تغييرات في الأيام القادمة”.

اقرأ أيضاً : محلل عسكري يكشف مصير قاعدة التنف الأمريكية ومصير شرق الفرات عسكرياً

سقوطٌ سريع!!

من المسؤول عن السقوط السريع لمحاور المنطقة؟ تعقيباً على هذا السؤال أكد المحلل العسكري: “كلنا مسؤولون إنما تتفاوت نسبة المسؤولية”، مضيفاً “بالدرجة الأولى تقع على وفد المعارضة في أستانا، كان عليهم أن يعرفوا أن روسيا والنظام السوري من صفاتهم الغدر ولا يلتزمون بشيء، وبأنه ليس هناك وقف إطلاق النار، وأن القتال هو الأمر الوحيد الذي يفهمه هؤلاء”.

وتابع في السياق نفسه: “ويأتي المجتمع الدولي بالدرجة الثانية، حيث تقع عليهم المسؤولية لأنهم لم يوقفوا العمليات العسكرية ضد مناطق الشمال السوري، كما لم يعطوا الفصائل العاملة في المنطقة << المعتدلة منها>> وسائط الدفاع عن النفس”.

ووفقاً لرحال، فإن المسؤولية الثالثة تقع على هيئة تحرير الشام “التي تمارس نوع من عملية الموالفة وتتواكب مع تحركات النظام بشكل كبير وتساعده، بدليل أنها توقف المؤازرات خوفاً من أن تنقلب هذه المؤازرات عليها وتصبح هناك قوة بالمنطقة بيوم من الأيام قد تقف ضدها، فتضحي بالمنطقة مقابل أن تُبقي قوتها وبنفس الوقت لا تقاتل، وهي من سرقت السلاح الثقيل”.

جبهات حلب!!

وأضاف: “وبالتالي ضمن هؤلاء الثلاث تقع المسؤولية، إنما هذا لا يعفي الفصائل من أنها إذا لم تكن قادرة على أن تأتي وتآزر في إدلب من أن تفتح جبهات حلب”، ونوّه إلى أن هناك ثلاث جبهات لحلب: غربية وشمالية وشرقية بما يقارب 180 إلى 200كم خطوط تماس مع النظام السوري.

وتابع المحلل العسكري القول: “ليفتحوا جبهات هناك، ويخففوا عن أهلهم بإدلب، وهذا يسمى المناورة بالجبهات، يعني أن تُجبر قوات النظام السوري على التوزيع الجوي وتجبرها على مؤازرة هذه الجبهات”، قائلاً: “كلنا نعرف أن جبهة حلب لا تضم أعداد ضخمة من مقاتلي قوات النظام السوري، وقدرة الاختراق فيها سهلة جداً، وبالتالي عندما تشّكل حالة ضغط على هذه القوات بجهة حلب ستضطر إلى سحب العناصر من إدلب وزجها بحلب، وبالتالي يصبح هناك نوع من توازن القوى، وتخفف من الهجمات التي تحدث على أرياف إدلب”.

اقرأ أيضاً : المحلل العسكري العميد ركن أحمد رحال لـ “ستيب” : لا عملية عسكرية على منبج وإن حدث ربما يؤدي لصدام دولي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى