الشأن السوري

رحلة ريحانة الموت، ومعاناتها مع مرض السرطان في دوما

بعد معاناة مريرة مع المرض توفيت أمس البارحة الخميس السيدة “هدية خليل ريحان” البالغة من العمر 50 عام، وهي إحدى أهالي مدينة دوما المحاصرة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، حيث كانت “ريحان” من المصابات بمرض السرطان.

وفي حديث خاص لوكالة “ستيب الإخبارية” مع ابنة أخ المتوفية “بيان ريحان” وهي مسؤولة مكتب المرأة في المجلس المحلي لمدينة دوما، قالت: تم تشخيص مرض السرطان عند عمتي منذ قرابة العامين، ولاحقاً تم تحديده بشكل أدق على أنه في ورم خبيث في الجهاز الهضمي، وخضعت للعلاج ضمن مركز “دار الرحمة” لأورام السرطان.

وأكملت قائلة: حاولنا إخراجها من الغوطة الشرقية المحاصرة لأكثر من مرة، وباءت جميع محاولاتنا بالفشل خصوصاً بعد إغلاق معابر مدينتي “برزة ، القابون”، وعند دخول وفد من الأمم المتحدة تواصلت معهم بشكل شخصي و أوضحت لهم حالة عمتي بشكل كامل، ولكن لم يكن لديهم أي جواب بالرفض أو القبول، ليتم لاحقاً جمع 29 اسم من الحالات (الأكثر حاجة) وإرسالها لمشافي دمشق.

وتضيف ريحان: تدهورت حالة عمتي في الأربع الأشهر الماضية بشكل كبير بعد اشتداد الحصار على المدينة، وانتقل المرض لباقي الأعضاء المحيطة بالمعدة حتى أصيبت بـ “جفاف كلوي” ووصل وزنها لما يقارب 40 كغ، وكانت بحاجة ماسّة لجرعات كيميائية و أدوية مهدئة ومسكنة، حتى وصف لها البعض “إبر مورفين”.

واختتمت قولها: في الشهر الماضي اشتدّ المرض عليها بشكل كبير، خصوصي بعد الحملة الأخيرة على الغوطة الشرقية التي زادت من الضغط النفسي والجسدي عليها، وأصبحنا نسعفها بشكل شبه يومي إلى النقاط الطبية من أجل إعطاءها أدوية مسكنة أو إبر مهدئة، ولكن أغلبها كان شبه مفقود حتى بمركز دار الرحمة المختص بعلاج مرضى السرطان.

ومن الجدير بالذكر أن أغلب المراكز الطبية والعلاجية في غوطة دمشق الشرقية استنفذت مستلزماتها الأولية من أدوية علاجية وأدوية تسكين وتخدير وخيوط طبية، وبات عشرات الأطفال والمرضى مهددين بالوفاة بسبب إنتشار الأمراض والأوبئة ونقص التغذية نتيجة الحصار المطبق على المدينة.

وبحسب إحصائيات خاصة لـ “SAMTH” الجمعية الطبية السورية الأميركية، ما يزال في الغوطة أكثر من 550 مصاباً بالسرطان (بينهم عشرات أطفال)، لم يحظى منهم أحد بتلقي العلاج أو حتى الخروج إلى مشافي دمشق.

 

0417ghouta2

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى