الشأن السوري

حوار هام مع محافظ إدلب حول أوضاع المحافظة ودعمها ومآلات النزوح

أحداث متسارعة تشهدها محافظة إدلب وحملة عسكرية شرسة لنظام الأسد وميليشياته بمساندة سلاح الجوّ الروسي، مستمرّة منذ تاريخ 25 – 12 – 2017 وحتّى اليوم الأحد الرابع من شباط / فبراير الجاري، حيث خسرت فصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام عشرات القرى، بالتزامن مع مجازر متوالية وتهجير آلاف المدنيين وسط أوضاع مأساوية للغاية.

وحول أوضاع إدلب أجرت وكالة “ستيب الإخبارية” حواراً مع السيّد “غسان حمو” رئيس مجلس محافظة إدلب التابع للحكومة السوريّة المؤقتة، وتم التطرّق للأسئلة التالية :

• إلى أين تتجه إدلب بعد تهجير أكثر من (٥٠٠) ألف مدني من ريفي إدلب الشرقي والجنوبي ؟

– بالنسبة للوضع منذ بداية الحملة الشرسة من مليشيات النظام وحلفائه على محافظة إدلب والتهجير القسري الذي تتعرّض له مجالسنا المحلّية بسكانها نتيجة القصف بكافة أنواع الأسلحة والمحرّمة دولياً منها، أصبح هناك ضغط كبير على المنطقة الحدودية مع تركيا ونأمل بأن يكون هناك خطة استراتيجية للحلّ؛ وحسب التسريبات والعاملين هي خطة أستانة المعروفة للجميع، ولكن المشكلة الكبيرة هي التجاوز الحاصل من قبل المحتلّين.

• هل يوجد أماكن آمنة للمهجّرين الذين يتركون بلداتهم بعد سيطرة قوّات النظام عليها ؟

– الأماكن بعد أن تم تأمين أهلنا المهجّرين بالمجالس المحلّية الآمنة نوعاً ما، وذلك بالأماكن العامة والمدارس وتم إنشاء مخيمات للذين لم تستوعبهم الأماكن العامة.

• ما الشي الذي قدمتموه لهؤلاء النازحين، وهل هناك خطط جديدة لكم في حلّ مشكلتهم ؟

– لم نستطع أن نقدّم أيّ شيء لأهلنا النازحين سوى عن طريق مواردنا الذاتية من السكان الموجودين بمجالسنا المحلّية، أما المانحين والمنظّمات الدوليّة فهي تعمل بشكل منفرد وهذا منافي لمبادئ (الحوكمة والعدالة) بالتوزيع، ويكرّس العمل الفوضوي الذي نتيجته الفساد بكافة المقاييس؛  فكلّ المانحين والدول الصديقة التي قابلناها كمجلس محافظة كان كلامهم موجّه لنا بدعم الحوكمة ومؤسسات المعارضة، ولكن لانرى منهم سوى كلاماً لايتم تطبيقه على أرض الواقع وسيتم قريباً إصدار بيان واضح من كلّ الدول والمانحين والمنظّمات التي تعمل بشكل منفرد وتدعم جهات بعيداً عن مؤسسات المعارضة الحقيقية ممثلة بالمجالس المحلّية ومجلس المحافظة والمديريات المختصة.

• وبرأيك ما هي الحلول وهل من تطمينات لكم تبشّر بوقف تهجير المدنيين ؟

– بالنسبة للحلول هناك تطمينات من استرجاع ما تم السيطرة عليه مؤخراً من قبل المعتدين عن طريق الشرفاء والمخلصين من أهالي تلك المناطق.

• كم عدد سكان محافظة إدلب كاملة (أصليين ومهجّرين) وعدد النازحين مؤخراً من جنوب وشرق إدلب؟

– عدد سكان إدلب اثنين مليون نسمة، وعدد المهجّرين مليون ونصف المليون نسمة، أمّا عدد المهجّرين بالهجمة الأخيرة فتجاوز الخمس مئة ألف مدني.

• وما دور الحكومة المؤقتة حول ذلك وماهي خطط الطوارئ لإسعافهم ؟

– دور الحكومة المؤقتة، هو جمع المعلومات وتقديمها للمانحين من أجل استجلاب الدعم .. ولكن لا يوجد دعم بشكل خاص للحكومة ليتم تنفيذه عن طريق المديريات المختصة وبإشراف مجلس المحافظة.

• هل اتفاقيات غرب السكة وشرقها والأوتوستراد ونقاط المراقبة التركية معروفة من قبلكم ؟

– أطلعنا على تلك الاتفاقيات من قبل الفصائل المقاتلة على الأرض .. لكن للأسف بعد الهجمة التي حدثت وليس قبل الهجمة.

• كيف ستجري الأمور في حال تطاول النظام باتجاه الأوتوستراد و نفّذ تهديده باتجاه الفوعة وكفريا ؟

– نحن مستمرّون وموجودون، ونعمل ضمن استطاعتنا ونأمل النصر على المعتدين.

• أمس توحّدت فصائل الشمال بغرفة “دحر الغزاة” واليوم حققّت نتائج جيّدة .. كيف ترون ذلك ؟

– نعم إنّ توحّد كافّة الفصائل وعملهم تحت هدف واحد وراية واحدة وشعار واحد يحقّق المطلوب ويختصر الوقت والأرواح ويدحر المعتدين وحلفاءهم.

• هل هناك تنسيق بينكم وبين الجانب التركي من الناحية الإدارية ؟

– نعم هناك تنسيق بيننا .. لكن لا يرقى إلى مستوى الأزمة الحالية.

• ماذا تقول لروسيا التي تدّعي ضمانتها للأسد وخاصّة بعد خسارتها للطائرة (الدبابة) والطيّار أمس بريف إدلب ؟

– أقول لروسيا إنّكِ تدعمين عصابات وقتلة وفاسدين وأعداء للإنسانية وهم من طغوا وبغوا ودمّروا الحجر والشجر وهم ليس بالمسار الصحيح، ولذلك ستخسرون جميعاً إن لم تتخلوا عن هذا النظام المجرم؛ ننصحكم بترك العصابة والوقوف مع آمال الشعب وطموحاته لأنّ الحق سيظهر مهما طال الزمن.

• هل هناك تنسيق مع حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام ؟

– لا يوجد أيّ تنسيق بين الحكومة المؤقتة وحكومة الإنقاذ، وهذا يؤثر سلباً على عمل مجالسنا المحلّية وعمل المديريات العاملة وعمل الجامعات والمعاهد عموماً.

• ما سبب عدم التنسيق بين الحكومتين ؟

– عدم مبادرة الدول الداعمة والمتوّرطة بالملف السوري لإيجاد حلٍّ عامٍ أولاً، وحلٍّ بين الحكومتين ثانياً، لأنّ كلّ دولةٍ داعمةٍ تعتبر نفسها هي (حمامة السلام) ومن تدعم، وتعتبر الآخر هو الشيطان الأكبر وهو الإرهاب والتطرّف ومن يدعمه.

 

تقدّم لدحر الغزاة شرقي إدلب بعد معارك ضد قوات النظام

دقة عالية : https://d.top4top.net/p_765gmire1.jpg

 

٢٠١٨٠٢٠٤ ١٩٣٦٥٤

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى