الشأن السوريسلايد رئيسي

تقرير أمريكي يكشف خفايا جديدة حول تمسك روسيا بـ الأسد بقبضة حديدية

حصل، علي سليمان الوحش، على لقب الأسد، في عشرينيات القرن الماضي، بسبب استدعائه الفرنسيين لحماية الأقلية العلوية في سوريا، التي يهيمن عليها المسلمون السنة.

وكان لاسم “الأسد” وقع مميز، فجعله على لقبه الرسمي، ولم يكن يعلم أن نسله لن يحكم البلاد فحسب، بل سيتشاجر يوماً ما على غنائم دولة تقع تحت الأنقاض، وفق تقريرٍ لمجلة ،فورين بوليسي، الأمريكية.

تمردات داخل عائلة الأسد

وعرضت المجلة الأمريكية في تقريرٍ مطول لها، تجدد هذا الخلاف الذي ظهر أول مرة في أوائل الثمانينيات، حين حاول رفعت بن علي الأسد، عم رأس النظام السوري بشار الأسد، الإطاحة بأخيه الأكبر والرئيس آنذاك، حافظ الأسد.

مشيرةً إلى أن، حافظ الأسد، علّم ابنه بشار، كيف يوقف التمردات العائلية وغيرها فورًا، وكان بشار منتبهًا للغاية.

الحوافز النقدية

ولفتت المجلة إلى أن الأسد الابن، أبقي قبضة محكمة على أقاربه، من خلال مجموعة من الحوافز النقدية وتهديد حياتهم.

لافتةً إلى أنه ومع كل هذا التحكم، إلا أن رامي مخلوف، ابن خال بشار، وأحد أغنى أفراد الأسرة، تحدى قرار الأخير بدفع 230 مليون دولار من الضرائب المتأخرة، ممزقًا القشرة الهشة للتضامن الأسري.

وبحسب التقرير، فإنه في الوقت الذي يبدو أن “مخلوف” قد فسر فرض الضرائب المتأخرة على أنه استفزاز، ربما كان بشار يعتبره رد الجميل.

حيث حذر مخلوف بشار، بأنه يخاطر بفقدان دعم جزء كبير من العلويين، بما في ذلك رجال الميليشيات الذين يتلقون رواتبهم من رجل الأعمال المنشق، كما استغل الأخير التوترات الطائفية القديمة عندما ألمح إلى أن الخطأ كان لدى أسماء زوجة الرئيس، والتي ألمح إلى أنها تحاول سرقة الأموال العلوية، مما يلقي بظلال من الشك على التزام بشار بمجموعته الطائفية.

ووفقاً للمجلة، فإن النزاع أعطى أملًا جديدًا لمنافسي، بشار، داخل النظام، والذين يأملون في أن يكون، مخلوف، قد أضعف موقفه بشكل لا يمكن إصلاحه بين العلويين، وفتح مساحة لتحدي دوره على رأس النظام، رغم أن الجميع يعلم أن، بشار، سيقاوم بعنف أي معارضة مباشرة من داخل عائلته.

تعثر الاقتصاد

ومع تعثر الاقتصاد، بدأ أنصار الأسد العاديون، يتساءلون عما إذا كانت تضحياتهم تستحق ذلك.

وبحسب المجلة، فإن الموالون دفعوا ثمن بقاء بشار بالدم، وفقدوا مئات وآلاف الرجال خلال الانتفاضة، وفي نهاية الحرب، توقعوا أن يجنوا بعض الأرباح المادية، مثل المزيد من الوظائف أو الترقيات أو المعاملة التفضيلية في العقود التجارية الحكومية.

وبدلًا من ذلك، تركتهم الحكومة المفلسة أشد فقرًا وجوعًا، وقال باربندي، الدبلوماسي السوري السابق، للمجلة إنّ “العلويين يشعرون بالذهول من ملحمة مخلوف وبشار، ويعتقدون أنهم خسروا الكثير ولم تكن هناك مكافأة في النهاية، ولذلك يغضبون عندما يرون هذين الرجلين يتقاتلان حول المليارات، بينما يكافح الرجل العادي مقابل أجر ضئيل”.

اقرأ أيضاً : تسجيل مسرب لبشار الأسد يثير لبنان وسفارة النظام السوري في بيروت ترد ببيان رسمي

السيطرة بقبضة حديدية

ونقلت المجلة عن العديد من الخبراء السوريين، قولهم إنه “ليس هناك شك في أن، بشار الأسد، يفقد الدعم بين العلويين”.

ويقول بعضهم الآخر، إنَّ: “النظام لا يزال يسيطر على البلاد بقبضة حديدية، ومن السابق لأوانه الاعتماد على ضعف بشار”.

ولفتت إلى أنه من المعروف أن ريبال ودريد الأسد، تمنيا أن يخلف والدهما رفعت حافظ الأسد بدلًا من بشار، ولكن ماضي الرجل العجوز ملطخ بمزاعم المشاركة في مذبحة حماة، وهو الآن يبلغ من العمر 82 عامًا، فمن المحتمل أن يكون قد فات الأوان ليشق طريقه إلى دمشق.

مصطفى طلاس

والأسرة الأخرى التي كانت تتلهف للعودة هي عائلة مصطفى طلاس، الموالون للنظام منذ فترة طويلة وانشقوا خلال الانتفاضة، فقد كان، مناف ابن طلاس، في دائرة بشار الداخلية، وقائد عسكري كبير، واقترح مناف، المقيم الآن في باريس، في وسائل الإعلام الروسية أن هناك بدائل لبشار، إذا كانت روسيا مهتمة بدعمها.

ويزعم شقيق مناف، فراس طلاس، وهو رجل أعمال سوري مقيم حاليًا في الإمارات العربية المتحدة، أن مناف بديل لبشار، ويريد أن يلعب دورًا في السياسة السورية، لكنه لن يعود إلى سوريا ”إلا عندما يغادر بشار“.

روسيا تهتم بالسيطرة على الأسد بدل استبداله

ونوهت المجلة الأمريكية، إلى أن روسيا في الوقت الحالي، تبدو أكثر اهتمامًا بالسيطرة على، بشار الأسد، بدلًا من استبداله، فمن الآن فصاعدًا، سيجد صعوبة في السيطرة على البلاد، ولكن سيكون من الأسهل على روسيا السيطرة عليه.

اقرأ أيضاً : على رأسهم الأسد وزوجته.. تعرّف على أبرز الشخصيات المستهدفة في الحزمة الأولى من العقوبات الأمريكية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى