الشأن السوري

حوار استراتيجي مع العميد رحال عن سقوط الغوطة وعلاقة ضباط الحرّ

كثرت الاتهامات لفصائل غوطة دمشق الشرقية، بتسريع سقوط المنطقة لصالح النظام وتهجير سكانها، ومع استمرار استبعاد ضباط الجيش الحرّ عن سوريا، أجرت وكالة “ستيب الإخبارية” حواراً هامّاً مع المحلّل العسكري والاستراتيجي، العميد الركن “أحمد رحال”، وتم طرح الأسئلة التالية:

• كيف تصف ما وصلت إليه الغوطة الشرقية، ومن وراء تنفيذ مخططات الغرب، وبرأيك لماذا لم تُبدِ فصائل الغوطة مقاومة أكبر في الحملة العسكرية الأخيرة ولماذا قبلت بالمفاوضات مع الروس التي أفضت إلى التهجير كما هو معتاد ؟

– ما حصل بالغوطة أمر طبيعي، عندما لا يكون هناك قراءة سياسيّة وعسكريّة وداخليّة صحيحة، فالقائد الحقيقي، عند اتخاذه أيّ قرار بالمعركة يجب أن يرتكز على أربع نقاط أساسية هي: (الموقف السياسي – الموقف العسكري – الموقف الداخلي الشعبي (الشارع) – المقدرات والإمكانيات الموجودة). وفي الغوطة كانت قراءة القادة لـ (الموقف السياسي)، خاطئة فيبدو أنّهم راهنوا على ضغط دولي على روسيا، فلو قرأوا الموقف بشكل صحيح لعلموا أنّ هناك مخطط روسي أمريكي ولن يكون ضغط.
كذلك في (الموقف العسكري)، راهن القادة على فتح جبهات تسند الغوطة، وبالتالي يخف الضغط عنهم، ولو كانت القراءة العسكرية صحيحة .. لعلموا أنّ القادة في بقية الجبهات هم أضعف من القدرة على التمرّد على الداعم وغرف الموك والموم؛ بالإضافة إلى أنّ سكّان الغوطة أنهكهم الحصار منذ سنوات، ولذلك فإنّ (الموقف الشعبي) ضعيف. أمّا المقدرات والإمكانيات، فليس هناك قدرة عسكرية بسبب الحصار .. إذاً من البداية كان القرار الصحيح هو، “عدم المواجهة” حتّى لو خسرنا الغوطة ولكن دون هذه النتائج الكارثية من دمار وقتل ألفي مدني وإصابة ستة آلاف آخرين.
برأي القرار خاطئ، لكنّه لا يقلّل من عمل الفصائل في الغوطة، أيضاً عدم الوحدة العسكرية للفصائل ووضع الإمكانيات بغرفة عمليات مشتركة، وعدم الوحدة على التفاوض هي نقطة ضعف .. فهذه النتائج هي نتيجة لغياب الضباط الفاعلين والقادرين على دراسة الموقف بشكل جيّد، وهنا مشكلتنا عندما أبعدوا ضباط الجيش الحرّ والخبرات العسكريّة، ولذلك أكرّر مطلب السماح للضباط بالعودة إلى الداخل، ورفع القيود عنهم، ويجب التمرّد على القادة الهلاميين الذين فرضتهم الأجندات الإقليمية.

• ما دور الضباط الأحرار المنشقين سابقاً عن نظام الأسد، بعد دمج كلّ من “التجمّع الوطني للضباط” و “تجمّع الضباط الأحرار” و “الجيش السوري الموحّد” في تجمّع واحد تحت اسم “التجمّع الوطني للضباط الأحرار” بتاريخ 19 – 12 – 2017 ؟

– ضباط الجيش الحرّ، وأنا أحدهم كنت قائد المجلس العسكري في الساحل ثم قائد الجبهة الغربية ثمّ مستشار وزير الدفاع، حيث ارتكبت مؤامرة دوليّة وإقليمية عربيّة ضدّ الضباط، وتم إقصائهم خارج سوريا وإضعاف الجيش الحرّ بنهاية عام 2012 بعد سيطرته على مساحة 65 % من الأراضي السورية وحصار النظام داخل المدن والمربعات الأمنية واقتراب إسقاطه، وتم حينها إنشاء الرايات السوداء (داعش والنصرة) وغيرها، بالإضافة إلى أنّ القادة الحاليين لا يريدون إدخال الضباط كي لا يكشفوا حقيقتهم بأنّهم أمراء حرب. وبالتالي الضباط يحاولون إلحاق الركب بتشكيل يجمعهم، وللأسف الشديد هناك أجندات خارجية تتعامل مع قادة الداخل الذين ينفذّون ما تطلبه منهم، لذلك يُمنع الضباط من دخول سوريا، ويقتلون على الحدود إن حاولوا الدخول، حيث تم مقتل عشرات الضباط اغتيالاً في الداخل السوري.

• الجولة القادمة من مفاوضات العاصمة الكازاخستانية “أستانة” حول سوريا تُعقد في شهر مايو/ أيار المقبل، خلال ثماني جولات سابقة كم خسرت الثورة وما مخطط التقسيم للجولة التاسعة ؟

– شهادتي بمؤتمرات أستانة معروفة، وأعتبر المناطق التي تم التفاوض عليها هي مناطق تسليم، وليس خفض تصعيد، وهذا المصطلح ليس له مرجعية عسكريّة أو دوليّة، وبالتالي أستانة هي لعبة روسيّة لتمزيق الحراك المسلّح وتدمير الثورة، ساهم فيها قادة الفصائل، من محمد علوش إلى أحمد بري وفاتح حسون وأيمن العاسمي وحتى أحمد طعمة، وكلّ من حضر من المعارضة أعتبره شريك وعميل لروسيا.

• ماذا تقول عن الاقتتال الدائر بالشمال السوري منذ العشرين من الشهر الماضي، وما ترابطه مع بدء حملة الغوطة وسقوطها ؟

– الصراع الدائر حالياً في الشمال، هو صراع إقليمي بأدوات داخلية من أجل مناطق نفوذ، وبالطبع جبهة النصرة وتنظيم الدولة منبتهما واحد، وكلّ من رفع راية غير راية الثورة، لا يُمثّل الشعب السوري، وبالتالي كلّ الأجندات التي دخلت كانت عاملاً ممزّقاً للثورة.

• ماذا تريد دول أمريكا – روسيا – إيران – تركيا من سوريا ؟ هل من دولة ما تقف مع الشعب ؟

– في السياسية ليس هناك عواطف، وكافّة الدول تبحث عن مصالحها، وهذا حقّ، وكان على واجهة المعارضة السياسيّة السوريّة أن توجد شبكة تقاطع مصالح، مع الدول العربية والأجنبية لتروّج للثورة السوريّة، ومن خلالها يُمكن بناء موقف عسكري وسياسي، وبالتالي نحن تخلّينا عن جميع أوراقنا السياسيّة والعسكريّة، وما يحصل في سوريا تقاسم مناطق نفوذ وتلاعب الدول على مزاجها.

• ما تعليقك على مسرحية مجلس الأمن الدولي وخاصة إلغاء آخر جلسة عن سوريا ؟

– أعتقد أنّ الثورة السوريّة عرّت الشعارات الكاذبة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن وغيره، وهناك وقائع جديدة تدخلت بها بعض الدول مثل أمريكا دون العودة لمجلس الأمن (العراق – أفغانستان – البوسنة)، إذاً كلّ ما يحصل هو توافق دولي على عدم انتزاع استبداد نظام “بشار الأسد”، والدليل مندوبه “بشار الجعفري” مازال في الأمم المتحدة، فالمجتمع الدولي شريك بالجرائم.

 

IMG 26032018 180613 0

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى