كشفت دراسة ألمانية حديثة، أثر استخدام الأجهزة الإلكترونية لساعات طويلة على سلوك الأطفال، موضحةً أن وسيلة التسلية تلك التي باتت الشغل الشاغل للأطفال، وصار معظمهم يقضي ساعات طويلة أمام الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية، ممكن أن تتسبب بأضرار بالغة بأدمغة الأطفال خاصة الذين ما زالوا في طور النمو، وسلوكياتهم كذلك.

تأثير الأجهزة الإلكترونية على سلوكيات الأطفال

لفتت الدراسة إلى أن استخدام الأجهزة الإلكترونية بشكل مفرط يؤثر على سلوكيات الأطفال بشكل كبير، إضافةً إلى الأضرار الصحية لاستخدامها لساعات طويلة.

وحذرت من أن ذلك يؤدي إلى حدوث فرط نشاط وشعور باللامبالاة  لدى الأطفال ممن تتراوح أعمارهم ما بين سن الثانية والسادسة.

وذكرت أن استخدام الهواتف المحمولة ارتفع بشكل كبير بين عامي 2011 وحتى 2016 ، وهو الأمر الذي ارتبط بمزيد من مشكلات السلوك وفرط النشاط وعدم الانتباه والمتابعة لدى الأطفال.

من ناحية أخرى، أكد الباحثون أن الإفراط في استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة خاصة في مرحلة ما قبل المدرسة، يؤدي إلى حدوث اضطرابات في العلاقات الأسرية.

 التأثير على صحة الأطفال

أشارت الدراسة إلى أن الجلوس أمام شاشات الحاسوب والهواتف لمدة طويلة للأطفال يؤثر على صحة العين، مما يتسبب في إصابتها بالإجهاد ويؤدي إلى الإصابة ببعض المشكلات ومنها قصر النظر.

وقد تؤدي ممارسة الألعاب الإلكترونية لفترة طويلة إلى الإصابة بالسمنة الناتجة عن قلة الحركة.

وأكدت أن استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة والجلوس بوضعية خاطئة يتسبب في الإصابة بالمشكلات في العمود الفقري، فضلاً على آلام الكتفين والرقبة ومفاصل اليدين التي يشعر بها الطفل.

ونوهت إلى أن التعرض للإشعاعات المنبثقة من أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية عند اللعب يتسبب في حدوث الأرق واضطرابات النوم.

وحذرت الدراسة من أن كثرة اللعب بالألعاب الإلكترونية يتسبب في ضعف الانتباه والتركيز للأطفال، ما يؤثر على التحصيل الدراسي.

وأضافت أن الشعور بالصداع النصفي يعد من أبرز المشكلات الصحية التي تصيب الأطفال نتيجة الألعاب الإلكترونية.

الميول العدوانية

تدور أحداث أغلب الألعاب الإلكترونية سواء كانت على الهاتف أو البلاي ستيشن أو اكس بوكس، حول الحروب والمعارك واستخدام الأسلحة والعراك بمختلف الفنون القتالية.

اقرأ أيضاً:

من بينها سكوب x15 .. تعرف على أبرز تحديثات ببجي موبايل الموسم 13

 وأثبتت الدراسات أن اللعب بهذه الألعاب لفترات طويلة وبشكل متكرر يزيد الميول لاستخدام العنف عند الأطفال.

 لذلك يجب على الأهل الحذر ومراقبة الألعاب التي يلعب بها الأطفال والحرص على الحد من الألعاب التي تشجع على العنف بمختلف أنواعه.

الإدمان على الأجهزة الإلكترونية

تبين بعد إجراء مسح عصبي لأدمغة الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة الإلكترونية بكثرة أن الممرات العصبية في الدماغ تتأثر عند استخدام الأجهزة الإلكترونية، بنفس الطريقة التي تتأثر بها عند استخدام المخدرات.

 مما يؤدي إلى تطور سلوك إدماني على هذه الأجهزة، لذلك من المهم التحكم بفترات استخدام الأطفال للأجهزة الإلكترونية قبل أن يتحول الاستخدام المفرط إلى إدمان .

نقص الانتباه

بعد إجراء مسح إحصائي على طلبة المدارس الذين يعانون من عدم التركيز ، تبين أن الغالبية العظمى منهم يستخدمون الأجهزة الإلكترونية يومياً ولوقت طويل.

 لذلك ينصح الأخصائيون في مجال تربية ونمو الأطفال بالحد من استخدام هذه الأجهزة خصوصاً خلال السنة الدراسية 

مشاكل في التواصل الاجتماعي

يفضل أطفال اليوم التواصل من خلال إرسال رسائل نصية، أو لعب لعبة مشتركة مع أصدقائهم عبر الانترنت، بدلاً من اللقاء والتحدث والجري واللعب

السمنة الزائدة

يقتضي استخدام الأجهزة الالكترونية الأطفال على الجلوس بدلاً من الحركة، لذلك وجدت الإحصائيات أن عدداً كبيراً من الأطفال اليوم يعانون من السمنة بالإضافة إلى مشاكل صحية مرتبطة بها مثل السكري.

اقرأ أيضاً:

مصرع طفلين تحت عجلات القطار في مصر..ماعلاقة لعبة ببجي بالحادثة – صور

مسؤولية الآباء

الآباء والأمهات هم القدوة وصانعو التغيير في حياة الأطفال، إذ تقع على عاتقهم مسؤولية وضع قواعد للاستخدام السليم للألعاب الإلكترونية.

وهم المسؤولون أيضاً عن إشراك أبنائهم في الألعاب الحركية والنشاطات الاجتماعية والرياضية التي تنمي مهارات التواصل الاجتماعي، وتعزز مهاراتهم اللازمة لنموهم.

في الوقت الذي تلعب فيه هذه الأجهزة عبر التطبيقات التعليمية دورًا جيدًا تنمية بعض مهارات الصغار، إلا أن التأثير السلبي الذي تتركه إدمان الأجهزة الإلكترونية للأطفال، يستلزم من الأم ضرورة التحكم في عدد ساعات تعرض أطفالها لهذه الأجهزة.

اقرأ أيضاً:

خسارات شركة آبل تنعكس على مستخدمي آيفون 12 ميني مع توقعات إيقافه خلال أشهر

يعتبر تعرض الأطفال للشاشات لمدة طويلة في سن مبكرة من العوامل التي تعيق تنمية قدراتهم على التركيز والانتباه والتواصل والإحساس بالآخرين وبناء مفردات جديدة، وهي المهارات التي يسعى الآباء والأمهات إلى تنميتها لدى أبنائهم عبر تركهم أمام الأجهزة الذكية لفترات ممتدة.

أحد الحلول الهامة هو تخصيص الآباء فترة زمنية محددة لكل طفل تتناسب مع عمره، فبين الميلاد والسنة الثالثة تتطور عقول الأطفال بسرعة وتكون حساسة بشكل خاص للبيئة المحيطة بهم، ولكي تنمو الخلايا العصبية في الدماغ بشكل طبيعي خلال هذه الفترة يحتاج الطفل إلى محفزات محددة من البيئة الخارجية.

 حينما يقضي الصغار مدة طويلة جدًّا أمام الشاشة في الوقت الذي لا يحصلون على ما يكفي من هذه المحفزات المطلوبة من العالم الواقعي المحيط بهم، فإن ذلك يؤثر على نموهم، ونتائجها السلبية يمكن أن تدوم معه إلى أن يكبر.