الشأن السوري

واشنطن بوست تنتقد إعلان ترامب انسحابه من سوريا وتبيّن الأسباب

وصفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، اليوم الأحد الأول من أبريل / نيسان الجاري، إعلان الرئيس دونالد ترامب قرب سحب القوّات الأمريكية من سوريا، بـ “الفكرة السيئة”، قائلةً: إنّها ليست المرّة الأولى التي يخرج فيها ترامب بقرارات مفاجئة لا تصبّ في مصلحة الأمن القومي الأمريكي.

ورجّحت الصحيفة، عدم إمكانية تنفيذ هذه الخطوة لأسباب واعتبارات عدّة، موضحةً: أنّ الفجوة بين السياسات التي تتبعها إدارة ترامب وما يقوله الرئيس خارجها، لا تزال واسعة النطاق بشكل مثير للحيرة والقلق، ففي مؤتمر حاشد في أوهايو يوم الخميس الفائت، بعد قوله: ” نحن نطرد الجحيم من داعش “، أعلن ” أنّنا سنخرج من سوريا، قريبا جداً “، وبعد ذلك بيوم، قرّر تعليق مئتي مليون دولار من أموال الاستقرار لسوريا.

وأضافت: ” في الوقت الراهن، حتّى بمقياس ترامب، يجب أن تبقى القوّات الأمريكية، حيث أنّ تنظيم الدولة لا يزال يسيطر على عدّة جيوب من الأراضي “. معتبرةً، أنّ كلمات الرئيس ستشجّع بالتأكيد الآمال الروسيّة والإيرانيّة في إخراج الولايات المتحدة من البلاد، حتى تتمكنان من ترسيخ قواعدهما العسكرية ونفوذهما السياسي، مما يُشكّل تهديدًا كبيرًا لإسرائيل ويدمّر نفوذ الولايات المتحدّة بشدّة في جميع أنحاء الشرق الأوسط. ولهذا السبب فإنّ إدارة ترامب، خلافاً له، قد خلصت إلى أنّ ترك ( الآخرين يهتمون بسوريا ) “فكرة رهيبة”.

وأشارت إلى أنّ هذا الإعلان بمثابة (مفاجأة) لـ وزير الدفاع “جيم ماتيس”، والقادة الأمريكيين في المنطقة ومسؤولين كبار في وزارة الخارجية، فجميعهم يتابعون ويدافعون علانية عن السياسة المعاكسة في الأشهر القليلة الماضية. ففي نوفمبر الماضي قال ماتيس: ” نحن لن نذهب من سوريا الآن، وسنحرص على وضع شروط الحلّ الدبلوماسي، دون اللجوء للحلّ العسكري “، كما أكدت المتحدثة باسم البنتاغون “دانا وايت” الموقف ذاته، قبل ساعات من إعلان ترامب. وصرّحت وزارة الخارجية، أنّ ” دفاعنا الوطني يجب أن يحافظ على وجود عسكري ودبلوماسي في سوريا، للمساعدة في إنهاء النزاع ومساعدة الشعب السوري “.

وتساءلت الصحيفة: هل يتفق ترامب مع موقف إدارته ؟ مجيبةً : أنّه يمكن للاعبين الآخرين المتعددين في سوريا، بمن فيهم روسيا وإيران وتركيا وإسرائيل، ونظام بشار الأسد، أن يستنتجوا أنّه “لا يفعل ذلك”. فالوجود الأمريكي شرق سوريا، لا يؤشر إلى رغبة أمريكية لإنهاء الحرب، أو قرب انسحاب الأمريكان.

المصدر: (واشنطن بوست)

 

29726812

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى