أخبار العالم العربي

بعد 40 يومًا من حظر التجوال.. انهيار بأوضاع اللاجئين السوريين بالأردن

مضى نحو أربعين يومًا على بدء الأردن لحظر التجوال وتطبيق إجراءات صارمة لمواجهة فيروس كورونا والحد من انتشاره، وهو ما ألقى بثقله على اللاجئين السوريين القاطنين بالبلاد، عقب إغلاق الحكومة الأردنية لكافة المصالح التجارية غير الأساسية، والتي كانت تستقبل النسب الأعلى من العمالة السورية.

وفي حديث لوكالة “ستيب الإخبارية” مع السيد، أبو كريم الحمصي (خمسيني سوري يقيم مع زوجته وأولاده الثلاثة بمحافظة إربد شمالي البلاد) قال: “بدأ تعسر الأوضاع بعد توقف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عن أداء مهامها (ميدانيًا) والتوجه للعمل من المنزل، وهو ما انعكس سلبًا على المستفيدين من خدمات المفوضية المتواضعة”.

وأشار الحمصي إلى أنَّ أوضاعه، بالوقت الحالي، صعبة للغاية، بعد توقفه عن العمل قبل ثلاثة أشهر من بدء حظر التجوال عقب ترشيح عائلته لإعادة التوطين في كندا عبر برنامج المفوضية الذي يختص بالسوريين بدول الجوار، منوهًا :” توقفت عن العمل لأرتب احتياجات عائلتي وأوراقهم للسفر، خاصًة وأنَّ موعد سفرنا كان بمارس/آذار الفائت، لأواجه أنا وعدد من العائلات التي لها وضع مشابه مصاعب جمة دون سفر أو عمل أو معونات مادية أو حتى عينية”.

وفي سياق انعكاسات الوضع بالأردن على اللاجئين السوريين، قال، محمد، وهو شاب سوري يعمل بأحد المطاعم في العاصمة، عمان، لوكالة ستيب: لم يدخل لجيبي أي دينار منذ الثامن عشر من الشهر الفائت، بعد أن توقف عملي، نتيجة حظر التجوال، وأنا أصلًا أتيت إلى الأردن لأتمكن من العمل وإعالة عائلتي التي لا تزال بمدينة حماة، حيث كان الراتب الذي أرسل جزءًا وفيرًا منه لعائلتي يسد رمقها ويعينها على مواجهة أعباء الحياة بمناطق سيطرة النظام السوري.

وأضاف محمد بأنّه كالكثيرين من العمال السوريين غير منتسب لمؤسسة الضمان الاجتماعي وهو ما يصعب عليه التحرك أو الخروج للبحث عن عمل في القطاعات التي لا تزال تفتح أبوابها ( المخابر، المحال التجارية الصغيرة، الصيدليات) كونه لا يحمل تصريح عمل.

وختم محمد: ” أنا اليوم في ظل أزمة الكورونا منقطع عن إرسال المعونة لأهلي لأني لم أتقاضى راتبي على الرغم من أنَّ قوانين الدفاع التي أصدرتها الحكومة الأردنية لمواجهة الفيروس نصّت على تسديد أصحاب الفعاليات التجارية نسبًا من رواتب العاملين لديهم، حتى لو كان عملهم متوقف، ولكن صاحب المطعم رفض إعطائنا رواتبنا بحجج واهية.. ولكن الحمدلله الأمور مستورة وشهر الصيام رحمة للفقير”.

اقرأ أيضًا:الأردن لن يسمح بدخول المساعدات إلى مخيم الركبان المحاصر.. والسبب

من جهتها، قالت مريم ( فتاة بالسابعة عشرة عامًا والدها مفقود وتعيش مع والدتها وأخوتها الأربعة بمخيم الزعتري للاجئين) لوكالة ستيب:” ما أشبه اليوم بفترة الحرب التي عشناها بدرعا، فبالحالتين ينئى الناس بأنفسهم عن شبح الموت بالتداري داخل البيوت أو الخيام.. لا فرق، فالموت واحد”.
وأكملت:” بتنا نرى السوريين بالزعتري، اليوم، مهتمين بالكورونا وحذرين منه، وملتزمين ومتابعين بشكل جدي حملات التوعية حوله، والتي تقوم بها المفوضية”.

وتابعت:” ربما العرف السائد بأن حال السوريين بالمخيمات، بالأزمة الحالية، هو أفضل من وضع أولئك القاطنين بالمدن، وعلى الرغم من أن التعليم عن بعد متوفر، والخبز يصل 3 كيلو لكل عائلة، ولكن هناك نقص واضح بالعديد من المؤن، وما بالكم عندما تكون المرافق الصحية مشتركة، بظل وضع حساس كهذا”.

أوردنا بتقريرنا أحوال ثلاث شرائح من اللاجئين السوريين المقيمين بالأردن، لنحاول أن نكشف عن أوضاع ما يفوق 671.55 ألف لاجئ، بحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، من مجمل نحو 1.3 مليون سوري بالمملكة، ليبقى السؤال هنا، هل يتفوق اللاجئ السوري على جائحة العصر.. أم ينهار عاجزًا أمام شُحِّ الموارد؟

اقرأ أيضًا: القبض على عريس أردني وأقربائه يوم زفافه على سطح منزل بسبب كورونا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى